كتب – روماني صبري
شارك المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس في ندوة الكترونية افتراضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وذلك مع عدد من المؤسسات المسيحية في سويسرا وكان عنوان هذا اللقاء دور الكنائس المسيحية في عالمنا في تحقيق العدالة والسلام في فلسطين الأرض المقدسة ، وفيما يلي نص التصريحات التي أدلى بها :
مدينة القدس هي مقدسة لدى المؤمنين في الديانات التوحيدية الثلاث ولا يحق لاحد ان يستأثر بها ، او ان يدعي انها له وليست لسواه او ان يشطب وجود الاخر ويهمش حضوره ، لا يمكننا ان نقبل بلغة الاقصاء والكراهية والتطرف لانها تتناقض وقيمنا الايمانية والروحية والاخلاقية وظاهرة الكراهية والعنصرية هي ظاهرة مقيتة موجودة في اكثر من مكان في عالمنا ويجب ان نواجهها بخطاب المحبة والرحمة والاخوة الانسانية.
وتزداد خطورة الخطاب العنصري عندما يكون لابسا لثوب الدين فهنالك من يمتهنون الكرامة الانسانية ويضطهدون ويمارسون العنصرية والقتل باسم الدين وهذه مظاهر مرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلا .
المسيحيون في بلادنا ينتمون الى اقدم واعرق حضور مسيحي في هذا العالم وهم فلسطينيون والقضية الفلسطينية هي قضية كافة مكونات شعبنا الفلسطيني وكلنا مطالبون بأن ندافع عن وطننا وان نعمل من اجل ان يُرفع وان يزول الظلم الذي تعرض وما زال يتعرض له شعبنا الفلسطيني .
المسيحيون في ديارنا أصبحوا قلة في عددهم ولكنهم ليسوا اقلية ونحن نرفض ان يصفنا احد بأننا اقلية فالاقلية شيء والقلة هي شيء اخر وقد تراجعت اعداد المسيحيين في ديارنا لاسباب كثيرة لا سيما الاحتلال وسياساته وممارساته الى ان وصلنا الى درجة اصبح فيها المسيحيون في هذه البلاد نسبتهم 1% فقط .
المسيحيون الفلسطينيون يفتخرون بايمانهم وهم متشبثون بعراقة وجودهم وتاريخهم ويرفضون ان يقوم احد بتهميشهم والنيل من تاريخهم وجذورهم العميقة في تربة هذه الارض المقدسة ، كما ان المسيحيين في ديارنا هم مدافعون حقيقيون عن قضية شعبهم جنبا الى جنب مع اخوتهم المسلمين الاشراف والاحرار وكلنا ننتمي الى شعب واحد وندافع عن قضية واحدة .
ان القضية الفلسطينية لا يجوز اختزالها فقط على انها شأن سياسي وان كانت كذلك ولكن هنالك ابعاد انسانية واخلاقية وروحية لهذه القضية والتي وجب الدفاع عنها وخاصة من كافة المرجعيات الروحية ودعاة حقوق الانسان في مشارق الارض ومغاربها .
ان الدفاع عن القضية الفلسطينية هو انحياز للحق والعدالة ونصرة لشعب فلسطيني مظلوم يحق له ان يعيش بكرامته وحريته في هذه الارض المقدسة ، ولذلك فإننا نتمنى من الكنائس المسيحية بأن تبقى دائما صوتا مناديا بالحق والعدالة .
دافعوا عن فلسطين وقضيتها العادلة وطالبوا بأن يزول الحصار التي تتعرض له سوريا وان تتوقف الحروب ولغة العنف والقتل في اي مكان في هذا العالم .
حيثما هنالك فقير ومظلوم ومتألم يجب ان نكون الى جانبه فهؤلاء هم اولاد يسوع الصغار كما يسميهم الانجيل المقدس .
علينا ان نكون دوما الى جانب كل انسان مظلوم ومعذب والفلسطينيون يعذبون ويظلمون في كل حين لانهم يريدون ان يعيشوا احرارا في وطنهم وفي ارضهم المقدسة.