كتب : د. مينا ملاك عازر
إذا رأيت سجدة لاعبي النادي الأهلي على أرض ملعب قطر الدولي بعد هزيمتهم من فريق بايرن ميونخ تتأكد أن الهزيمة تمنح لمن يستحقها في الحالات العادية التي لا يكون فيها تدخل خارجي أو إرادات عليا فاللاعبين الشاكرين على الهزيمة بهدفين من فريق لم يلعب طول المباراة غير كرتين على المرمى تقريباً اللهم إلا بعد التسديدات الطائشة خارج المرمى، وكرة أو كرتين أمسك بهما حارس المرمى، الكرتين الخطيرتين دخلتا للمرمى بكل هدوء، الهدف الثاني الذي أحرزه كان يعاني من شد عضلي قبلها، وكان مريح طوال المباراة تقريباً خاصة بعد أن أحرز هدفه الأول، الفريق كله جاء قبل المباراة بحوالي أربع وعشرين ساعة، وبعد أن لعب مباراة من اثنين وسبعين ساعة، هنا لا عليك أن تنظر للفارق بين اللاعب الأفريقي والأوروبي، لأنه وببساطة نظرة عنصرية فاشلة وفاشية ومأساوية ومستخفة بعقولنا، لأنه وببساطة من بين هؤلاء اللاعبين الذين يلعبوا وتلاعبوا فقط بالفريق الأحمر لاعبين أفارقة، وربما من اصول أفريقية، الفارق في التدريب والاستعداد والجدية والخبرة لا يمكن توافرها قط للاعبي النادي الأهلي، ويوما ما لأنهم يعرفون إنهم وإن لم يكسبوا في بلادهم بمجهودهم ستتدخل الدولة لإعادة الأمور لنصابها، مهما كل هدف هذه الدولة في سبيل أن تنام الأغلبية مرتاحة ولا يتقلبوا عليها.
غياب الجدية والرضا بالقليل، واعتبار الهزيمة الضعيفة دون النظر للأداء ولا لحالة المنافس أمر مضلل بلا شك، بل هو قاسي ومؤسف أن يسير وراءه العامة والكثير من المثقفين فيصدقون أن الأهلي ألأفضل من برشلونة التي خسرت من نفس الفريق بثمانية أهداف ناسين أن الأهلي نفسه خسر من برشلونة يوما ما برباعية على أرضه وبين جماهيره المصرية.
التدليل الزائد لنادي الدولة وللاعبيه والدفاع عنهم عمال على بطال، وتوفير الحماية التحكيمية لهم، جعلهم لا حول لهم ولا قوة، ويا ليت هذا يجعلهم يقفون أمام حقيقة مستواهم ومستوى ناديهم، لكنهم وللأسف ضللوا أنفسهم أكثر وأكثر وطرحوا سؤال بائس، وهو ألا ترى أين نلعب؟ وأين الزمالك يلعب؟ والسؤال هنا برغم وجاهته شكلاً لكنه مفجع في المضمون، لأنه وببساطة نكران لجميل الدولة والمقدمات الكثيرة والمتنوعة التي أدت بهم لأن يصلوا لهذه اللحظة التي وللأسف لا يستحقونها.
آخر القول لعل الزمالك كان سيخسر بأهداف أكثر لو كان مكانهم وربما كان لعب أسوء لكن المؤكد أن منظري الإعلام لم يكونوا سيسوقوا الاسانيد والحجج البائسة كتلك التي ساقوها لحفظ ماء وجه نادي الدولة وذر الرماد في عيون من كاشفهم بسوء مستواهم.
المختصر المفيد العدل أساس الملك والنجاح.