الأقباط متحدون - هل امتناعهم عن الصلاة ستجدي بشئ؟!!
أخر تحديث ٠٥:٣٤ | السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢ | ١٤ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٢٨ السنة السابعة
إغلاق تصغير

هل امتناعهم عن الصلاة ستجدي بشئ؟!!

بقلم : لطيف شاكر

بعد أن وافته المنية، وأصبح  الجنرال "عمر سليمان" في يدي الديان العادل، بدأ كعادة التيار الإخواني والسلفي إصدار الفتاوي الكثيرة الفارغة من مضمونها، والتي تعبر عن عقليات تافهة, ليس لديها إلا جهالات الدين ودونيات المعرفة, فسمعنا من يقول لا يجب الصلاة علي جثة الراحل، ومنهم من يكفّره، ومن يشمت بموته، ومن يحاول أن يطلع فيه القطط الفطساء والكلاب السوداء.

ومنذ ساعات قبل وفاته، كان مجرد ذكر اسمه ترتعد فرائصهم ويصيبهم الذعر والهلع  والخرس، ويسبحون بحمده، ويلهثون للعق أحذيته كالكلاب الضالة لكي يحظوا برضاه, وعندما هدد العسكر بورقة مجيئه لـ"مصر" منذ أيام, ملأهم الخوف والرعب والرعدة, وجلسوا يحسبون له ألف حساب وحساب.

والآن، بعد أن صمت الرجل, وأصبح جثة هامدة، وانطلقت روحه بسلام إلى خالقها, تطاول السفهاء، وتنطع الأغبياء، وتجرأ الجبناء، وأخذتهم روح الانتقام ونشوة الافتراس، وأكالوا عليه الإهانات والشتائم من أصحاب الذقون الطويلة والزبيب الأسود، الحاملون  المباخر دائمًا لأسيادهم, والذين يدعون الدين والدين برئ منهم، ويمثلون التقوى والتقوى تنفر من أشكالهم, يتماهون في الصلاح والصلاح لا يعرف طريقهم.. كلها تمثيليات ومسرحيات هزلية تنطوي على الخسة والندالة.

لكن السؤال الذي حيرني: ما فائدة الصلاة على الميت؟ هل ستدخله جنة رضوان مجرد بعض تمتمات حتى لو كان الميت قاتلًا وظالمًا وعربيدًا؟ أو هل عدم الصلاة على إنسان تقي وعادل ويعرف الله لن يرى طريق الجنة؟.

الصلاة على الميت قد تفيد أهل المتوفي فتعطيهم عزاءًا موقتًا، حيث يأنسوا بصحبة المعزين وهم دائمًا متعبون, الذين جاءوا يشاركون الأسرة الأحزان ولو لمدة معينة. فالحزن في القلب وليس بالمظهر, ومهما صلى المعزون على الميت وصوّتوا ولطموا الخدود ومزقوا الجيوب، هل كل هذا يشفع في الميت؟.

وهل بصلواتهم يغير الله في أحكامه وفي ميزان السيئات والحسنات؟ هل تشفع الصلاة في أن تنتقل روح الميت من النار إلى الجنة أو العكس؟.. فمهما صليتم على "عمر سليمان" لن يغير في الأمر شيئًا.. الله فاحص القلوب والكلى. أنتم لستم وكلاء على سرائر الله, ومن أقامكم على النفوس وأنتم تتمرمغون في الخطايا لشوشة رؤوسكم؟.. اسألوا الشيخ "ونيس"، والشيخ "بلكيمي"، وشيخ القبائح والشتائم "غنيم"، وشيوخ تبدل الزوجات، وشيوخ لصوص البترول، وشيوخ العاهرات، وشيوخ المنشطات من مال الشعب.. إنها عملية إسقاط بغباء وجهل، ولا يراعوا حرمة الميت، ونسوا المثل القائل "اذكروا محاسن موتاكم"، والعملية سلف ودين، وإن بُليتم فاستتروا.. وسيأتي اليوم إن عاجلًا أو آجلًا وتكونون جثة هامدة بلا نسمة حياة, ولن يكون فرق بينكم وبين كلب ميت, بل الكلب الحي أفضل من شيخ ميت.. وستقفوا أمام الديان العادل لتقدموا حساب وكالتكم إن كان خيرًا وإن كان شرًا.. الله لا يحابي الوجوه، فهو العارف القلوب، والفاحص الكلى، وهو الحاكم العادل والديان الأمين.

لقد صدق الشيخ الجليل الإمام "محمد سيد طنطاوي" حينما وصف أمة الإسلام: "هل هذه أمة إسلامية؟ إنها أمة من الرعاع".

وبعد إلقاء محاضرته، اختتم محذرًا: "قد تضع الأمة عشرين شعارًا بأنها مسلمة، لكن فيها  الكذب والغرور والظلم، وفيها رذائل مصيرها الاضمحلال والعنف".

ويقول "السيد كرم حمودة" بجريدة "العالمية" في تفسير كلمة "رعاع": "الرعاع هم صوت التذري الاجتماعي القادم من القتل والتعذيب، وتأمين ما يسد رمقها من الجوع بأي شكل من الأشكال، هم الصوت الذي ألغى إنسانية الإنسان، ومسخ القيم الأخلاقية وشوهها، هم من اعتمدوا في بسط النفوذ، هم سقاطة المجتمع والمنبوذون من كل الطبقات الاجتماعية من اللصوص والمرتزقة وعديمي الأخلاق."

والمعنى العلمي
لكلمة "رعاع" تعني مجموعة من الناس التي لا عقل لها ولا تفكر، وإنما تنساق وراء فكرة عامة منتشرة، أو إشاعة ما، شعار كاذب دون أن تتحقق من صحته بإعمال العقل وإطالة النظر فيه.

والمعنى التربوي
لكلمة "رعاع" تعني مجموعة من الناس المنفلتة من أي عقال، غير المنضبطة، والتي لا تنصاع لضوابط اجتماعية أو أخلاقية أو عُرفية، وتتصرف بعواطفها الكاذبة لا بعقلها الموزون، وتقوم بأعمال العنف والفوضى.

والمعني الثقافي
لكلمة "رُعاع"، تعني أن الأمة جاهلة أميّة: أبجديًا وثقافيًا، وهي نتيجة لهذا تنساق كالماشية أمام راع جاهل، وطامع، وفاسد، وسارق. وتراها في كل مناسبة ثقافية كالقطعان التي تسير خلف أول سائر، وتتجه اتجاه أول آمر.

وهل يجوز على الفقيد الرحمة؟.. لقد انبري بعض من غير العقلاء الحاقدين على الرجل الذي لم يترك السواد قلوبهم, ناهيك عن السلفيين المهووسين والتيار الإسلامي الذي لا وظيفة له إلا رشق الناس بأفظع الاتهامات باسم الله! هل يجوز على الرجل الرحمة؟ وأيضًا هذا موضوع يجب التوقف عنده ولو برهة، هل سيسمع الله لطلب الرحمة من إنسان خاطئ  وننتظر من الله ألا يرحمه إلا بدعوات هذا الإنسان أو هؤلاء الشيوخ؟ وهل في حالة طلبهم  عدم الرحمة أن الله سيسمع أوامرهم ولا يرحمه، وكأن الله كان  سيرحمه وسمع لطلب إنسان أو لأمر شيخ مثل "غنيم" يملأ قلبه الغل والحقد، وبناء على كلامه لن يرحمه! وكأننا أصبحنا نملي على الله إرادتنا ورغبتنا أن يرحم أو لا يرحم، أي الله ملاكي يعمل لدينا؟!!! هذه العبارات لا توجد إلا في الشعوب المتخلفة التي تدعي الدين وهم لا يعرفون الدين، ولا صاحب الدين، فبالدين يقتلون ويذبحون ويظلمون وينهبون وينهشون أعراض الغير ويحللون الحرام ويحرمون الحلال.. ما أبشع هذا الإله القوي المتجبر الذي أعطى أذنه لهؤلاء الأوغاد ليسير على هواهم وأمزجتهم!!!!!.

حتى لو قبل الله صلاة الحي، وهذا غير معقول وضرب من الجنون، من أجل رحمة الميت, ألا يعتبر هذا نوع من الشفاعة، وتقولون لا شفاعة في الإسلام؟ وهل يكون من العقل أن يشفع إنسان حي على الأرض لإنسان فارق الدنيا وأصبح في يد الله العادل؟ وهل الله منتظر طلب الرحمة للميت من أهله وذويه لكي يرحمه, ودونهم لن يرحمه ويكون قاسيًا عليه؟.

وليس هذا فقط، بل وكأن الإنسان على الأرض له القدرة ليس أن يغير حكم الله فقط ويرحم من لا يستحق الرحمة, بل أيضًا في يد الإنسان أن يفتح أبواب الجنة حينما يطلب الرحمة, ويفتح نيران جهنم حينما يمنع الرحمة على الميت.. ألا تعقلون أيها المجانين وترحمونا بصمتكم؟؟؟..

رحم الله الفارس النبيل الجنرال "عمر سليمان"، وأسكنه الله فسيح جنانه، وعوضنا عنه الكثير من أمثاله العقلاء..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter