ســـــرد
صـبري البـاجـا
   "    منذ أكثر من نصف قرن فارقت  صديفا(في مدينة إدفو بجنوب الصعيد) ضعيفا  ومضطهدا  لأجده هنا فـي ( أمريكا ) صاحب مكانة  ويرفع  رايته ما يزيدعن75مليون  مواطن !"

 إنه صديقي ( الحمــار) الذي يتخذه  الحزب الديموقراطي الأمريكي شعارا له !!!

الحلقة الأولي
تعود  معرفة الكاتب   بالحمار  لأيام الطفولة  ، حيث ولد ونشأ  بمدينة ادفو  جنوب مصر ،  حيث كان الحمار هووسيلة الانتقال الأشهر داخل المدينة  والتنقل  بين قراهـا .

وكان الحمار بجانب  كونه وسيلة الانتقال  والقيام بالأعمال الشاقة ، كان ايضا   احد مظاهر التمايز الاجتماعي   والاقتصادي ، حيث تميزت  حمير الأثرياء  بمظاهر  القوة  والضخامة  وبـما يوضع  علي ظهورها من مقاعد مريحة للراكب  تختلف  في اشكالها   ومواد صنعها   وتتراوح  ما بين  " البردعة" والمقعد (السرج)  وحتي  شكل  (اللجام) ومواد صناعته  اضافة إلي  اختلاف اشكال الزينة التي  تضاف إلي وسائل تجهيز الحمار  للركوب  وفقا لنوع  المناسبة  التي يستخدم فيها الحمار  !!.

عرف ( صديقنا ) الحمار   عندما كان  يركبه  خلف  والده او جده  حيث كان  كان   غير  المسموح  له   ركوب الحمار بمفرده ، ويتكر  واقعة  في اولي  محاولاته كسر الحظر  المفروض و ركوب حمارا شرسا بمفرده  ان اوقعه الحمار ارضا مما تسبب في كسر  زراعه  الأمر الذي  ادي لوضع  جبيرة  بواسطة احدي السيدات المشهورات بعلاج الكسور بالبلدة (الحاجة مبروكة)  وقد  كان لها نصيب من اسمها  في  تماثل  من تعالجهم  للشفاء السريع . حيث كانت تصنع الجبيرة  (من طحين الويكه بعض خلطها بالبيض والدقيق وبعض الإضافات )  بعد ان تقوم  باستعدال  ورد العظام لوضعها الأول ، وتستمر الجبيرة لمدة شهر ،  يتم  خلالها التحا م الكسر ويتم  منحها    بعض منتجات الحقل  او الطيور المنزلية  ! كمكافأة للشفاء !!

يتذكر  صديقنا كيف كانت تتم المباهاه  بنوع الحمار  وسرعته  وما يوضع  فوقه، وطريقة تزينه بواسطه  مزين يسمي( القصاص) منسوب إلي  قيامه بقص  شعر الحمار ورسم اشكال عديدة  وكانت لهم  وسائل  في التزيين ، ومن عجب  ان يراها  صديقنا منتشرة  هذه  الأيام  ولكن  علي رؤس  بعض الشباب !!!
يتذكر صديقنا   حمارا  خصص  للذهاب به الي مطحن الغلال  الذي تملكه الأسرة  علي بعد قرابة الثلاثة كيلومترات  خارج المدينة   وفي  فترة الأجازات كان  يساعد في  تحصيل  أجر مقابل   طحن الغلال ، وكان عندما تدفع بعض النسوة  اجر الطحين حبوبا ، كان  ينتقي  من الحبوب افضلها ( القمح)  ويقدمه غذاء  للحمار الذي كان يسعد بالتهامها  بجانب وجبة البرسيم   قبل   العودة به للمنزل محملا ببعض منتجات الحقل من قصب وخضروات   ومتحصلات  مقابل الطحن  .ولا يذكر  صديقنا  ان قام بضرب  حمارة  او ايذاءه مما انشا علاقة مودة متبادله  بينهما .

ويتذكر  صديقنا  قصــ’  طريفه عن جده الذي كان لديه  (حمارا حبشيا ) متميزا بشراسته  وسرعته  وكان  مخصص له  خادم خاص هو المسند له وحده  تولي تقديم الغذاء له   وإعداده للركوب  ومن شدة تميزه  ، كان  يجهز  عند حصور حكمدار  اسوان  مدينة ادفو  لركوبه  والتجول   به ، بما  اوغر نفس شخص كان منافسا   لجدة في  عضوية  البرلمان  ، فحرض أحد الأفراد لسرقة الحمار ،  وقد شغلت عملية السرقة  الشرطة لمركز ادفو  ومديرية الأمن بأسوان  وبمتابعه من  الحكمدار  ذاته ، حتي تم  الوصول  لمكان  احتجازه  وإعادته  وحبس الســارق   وفضيحة المحرض !!! واقيم احتفالا بعودة الحمار
شغف  الكاتب  بحكايات  جحا  وحمارة، وقصص  أخري سيشير اليها  في سرده  في الحلقات القادمة !