"مش كل مرة تسلم الجرة " ، كثيرا ما يتردد على مسامعك هذه الجملة عندما يحذرك شخص من عدم تكرار هذا الأمر ثانية، أو ربما لنصيحة بتغيير مسار سلكته وتسبب فى حدوث أزمة ولم يجدى نفعأ وطائلة من ورائه ، فالبعض قد يستمع بنصيحتك ويسير على نهجها ولكن من تجده يلقى بكلامك وراء ظهره وخوض التجربة بمفرده .
يعود هذا المثل إلى قصة، قد تكون واقعية أو رمزية، عن امرأة كانت تحمل جَرّة (الجرة هي إناء فخاري لجلب الماء من مصادر وجوده إلى أماكن استخدامه وقد سارت هذه المرأة في طريق زلقة " ضيق " فاختلّ اتزانها ووقعت جرّتها، ولم تُصَب الجرة بسوء.
وحملت المرأة جرتها مرة أخرى لتسير في ذات الطريق من جديد، وهنا أتتها النصيحة أن تغيّر هذا الطريق المحفوف بالخطر، لأن الجرة إذا سقطت مرة أخرى فليس من ضامن أنها لن تنكسر ، حيث ويُقال هذا المثل لمن يريد المجازفة بعمل شيء ما لمجرد أنه عمله من قبل ولم يحدث شيئًا (على الأقل في اعتقاده)، فينصحه قائل المثل أن هذا قد لا يتكرر فلا داعِ للمغامرة.
والمغزى من المثل هو المغامرة ، ولكن بحساب فإذا جاءتك النصيحة بالابتعاد ، عن فعل شيء ما وتيقنت من ذلك بنفسك فلا داعى للعند والمكابرة ومحاولة الدخول فى نفق مظلم ستكتشف فى النهاية خطأ مساره .