الأقباط متحدون - رفاهية السياسة أم سياسة الرفاهية؟!
أخر تحديث ٠٠:٢٠ | السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢ | ١٤ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٢٨ السنة السابعة
إغلاق تصغير

رفاهية السياسة أم سياسة الرفاهية؟!

بقلم- ميرفت عياد
كل سنة وأنت طيب عزيزى القارئ بمناسبة صوم شهر رمضان المبارك.. ونتمنى من الله أن يعيده على "مصر" وهي سليمة ومعافاة من كم الأمراض التي ألمت بها.. ولما العجب؟ فحينما يضعف الجسم وتقل مناعته تنهال عليه الأمراض من كل جانب..

المهم لن أطيل عليك عزيزى القارئ في موضوع الأمراض، والدنيا حر ومش ناقصة الحقيقة وجع قلب.. لكن نعمل إيه اتكتب علينا الغلب..

أه صحيح بمناسبة الغلب.. مش ده جزء من الأسباب اللي عشانها قمنا بالثورة.. والناس نزلت تطالب بلقمة العيش.. لأنهم مسمعوش النصيحة وأكلوا بتي فور بدل العيش؟.. شفت ياعم الناس الرايقة والمرفهة..

وبمناسبة الرفاهية، عايزة أقلكم إن الشعب تمنى أن تحقق له الثورة سياسة الرفاهية، مادمنا في دولة فيها المأكل الآمن رفاهية.. ورشفة المياة النظيفة حلم.. وكبسولة الدواء الفعالة أمل لم يجده المصريون طيلة العقود الماضية، فقرروا أن يهبوا من رقادهم الطويل، مطالبين بإسقاط هذا النظام الذي أورثهم الجوع والبؤس والشقاء..

وها هم اليوم يواجهون بطش غياب الدولة ورفاهية السياسة.. نعم فما يحدث من جدال دستوري وقانوني وصراعات سياسية مستميتة على مجلس الشعب واللجنة التأسيسية للدستور وغيرها.. لا يبالي به قطاع عريض من الشعب.. قطاع يبحث طيلة يومه عن عمل يسد به رمقه ويشبع بطون أطفاله التي تعوى من كثرة الجوع.. قطاع أضناه الفقر وأهدر آدميته وجعله يعيش في جحور وعلب من الصفيح سُميت بالعشوائيات.. قطاع لا يحلم بمنصب أو جاه سوى أن يعيش.. لا أن يموت في اليوم آلاف المرات من شدة المرض والعجز.

وهناك قطاع آخر أُهدرت آدميته وهو يأكل من صناديق القمامة وينام على الأرصفة.. يفترش الأرض ويلتحف بالسماء في عز البرد وقيظ الحر.. أكثر من مليونين من أطفال الشوارع يتعايشون ويتوالدون من بعضهم البعض دون أي وازع من ضمير أو دين أو أخلاق.. يعيشون داخل عالم مشوَّه من الجريمة والضياع.. يمثلون قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار في أي وقت.

والسؤال الآن للمسئولين في هذا البلد، هل تفكرون في تلك القطاعات العريضة من الشعب المصري، أم أن هذه القطاعات لا يتم تذكرها إلا في لعبة الانتخابات، لكي يتم شراء أصواتهم بكيلو سكر وكيلو زيت وكيلو أرز لو كان من يستغلهم كريمًا معهم؟؟..

أقول لكل من يلهث وراء كرسي أو منصب.. لكل من يدير ظهره للشعب الغلبان.. لكل من يبحث عن مصالحه.. احذر غضب هؤلاء، لأن غضبهم سيكون جارفًا، وسيحرق الأخضر واليأبس، وهنا لن تجدوا شيئًا تتشاجرون عليه، وتورتة مصر التي تسعون لتقسيمها فيما بينكم لن يبقى منها شئ يؤكل.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter