زهير دعيم
قد توافقني الرأي وقد تُعارض ... ولكن هذه هي قناعتي
قد تكون مع اندماج ومشاركة فلسطينيّ الدّاخل أو عرب الدّاخل – سمّهم ما شئتَ- في الحكم وفي التعاون مع الحكومة أيًّا كانت أو تعارض!
قد تكون مع المشتركة أو الموحّدة أو مع أحد الاحزاب العربية أو الصهيونيّة أو تكون مصمّمًا على المقاطعة !
وقد تشعر – كما أشعر أنا – أنّ هناك بعض الغُبن يلحق بنا نحن عرب الدّاخل من جرّاء سياسات الحكومات المتعاقبة قياسًا بالمواطنين اليهود أو لا تشعر !
قد وقد ...
ولكنّ هذا لا ينفي أنّ الديموقراطيّة تجلّت صباح اليوم في أبهى صورها حينما جلس رئيس الحكومة الفاعل نتنياهو على كرسي الاتهام في المحكمة المركزيّة في اورشليم – القدس لمناقشة ردّه على لوائح اتهامه بملفّات فساد .
نعم مثول رئيس حكومة فاعل يجلس على مقعد المتهمين ببثّ مباشَر أمر ليس ببسيط ، ويدلّ على أن كرسي القضاء والعدل فوق كلّ القامات مهما كبرت وعلت وشمخت.
كم كنتُ أريد أن أرى هذا المشهد في دولنا العربية، فأنا أتقطّع حزنًا وأنا أرى بلد جُبران وفيروز والصافي يتضوّع أهله جوعًا ، فلا يجدون خبزًا يسدُّ الرَّمَق ولا دواءًولا ثمنًا لكمامة ولا مشفى يتعالجون به فيموتون على الطرقات وعلى ابواب المشافي.
كلّ هذا والزعماء هناك، من كلّ الطوائف والذين " أكلوا البيضة والتقشيرة" وبنوا القصور والحدائق الغنّاء الخاصّة بهم ؛ أراهم يسرحون ويمرحون ويختلفون على السيادة وتقسيم الوزراء والكعكة وعلى الشموخ الأجوف والهيبة الزائفة ، في حين أنّ الفساد " فوقهم وتحتهم " وما من أحد يتجرّأ أن يحاكمهم، فيعيشون أحرارًا بلا محاكم وبلا ملفّات ولا يحزنون ..
لبنان وليس وحده ، يجوع أهله ويفسد زعماؤه وليس هناك من يقول لهم " عينك حمرة"
قل ما شئت ...
كنتُ أتمنّى أن نتعلّم من هذه الدولة معنى الديموقراطية وحريّة الرأي ونزاهة الحكم ولو بينهم هم انفسهم!!!
والسؤال المطروح هو :
متى سنصل الى وضع يجلس فيه زعيم عربيّ فاعل على كرسي الاتهام ؟
سؤال لا أجد له جوابًا..