حرب: ما يفعله طارق شوقي لا يطور من التعليم الذي يحصل عليه الغالبية من الشعب المصري
كتب - نعيم يوسف
قال الدكتور أسامة الغزالي حرب، الكاتب والمفكر، إن مجلس النواب الحالي، مهما كان تقديرنا للنواب، أو ملاحظتنا عليه، فإنهم في موضوع التعليم قادوا ملحمة كبيرة في مساءلة وزير الإعلام الدكتور طارق شوقي، والناس كلها كانوا يريدون الحديث وهناك مائة نائب كانوا يريدون التحدث، ولكن رئيس المجلس اكتفى فقط بـ20 نائبا، حتى يستطيع السيطرة على الجلسة.
غضب النواب من ملف التعليم
وأضاف "حرب"، في لقاء مع برنامج "حديث القاهرة"، المذاع على قناة "القاهرة والناس"، الفضائية، ويقدمه الإعلامي إبراهيم عيسى، أن النواب كلهم كانوا ساخطين على ملف التعليم، مشددا على أن مصر ليست بلد منتجة زراعيا وصناعيا، ولكنها منتجة ثقافيا، والتعليم والمعرفة هي أهم ثروة، وليس لدينا أي بترول أو نفط، أو أي شيء آخر، مشيرا إلى أن التعليم هو أداة الاستثمار الوحيدة في قوة مصر الحقيقية.
الفرق بين التعليم والمعرفة
وتابع الكاتب والمفكر، أن وزير التربية والتعليم يضع في ذهنه مسألة المعرفة وليس التعليم، موضحا أن التعليم يكون في مؤسسات، ولكن المعرفة تكون مفتوحة المصادر، والوزير يتحدث عن المعرفة وهذا شيء جيد، ولكن كارثة مصر في عدم وجود مناهج محترمة، ومدرسين يحبون مهنتهم، مشددا على أن أكبر البلاد في مجال التعليم يكون التعليم مدرسة و"ليس تابلت"، لافتا إلى أنه خريج مدارس حكومية في شبرا، والتعليم الذي تلقاه في هذه المدرسة يفوق التعليم الموجود في المدارس الأجنبية، والتعليم تدهور تدهورا كبيرا.
وأوضح أن الوزير لديه نوايا طيبة، ويجب أن نقدر ذلك، ولكن قطاع التعليم في مصر كارثي، مشيرا إلى أن مصر تحتل رقم 139 في مؤشر التعليم، وهذا وفقا لما قالته نشوى الديب، عضو مجلس النواب، وواجهت به الدكتور طارق شوقي، وهذا يؤكد أنه حتى على المستوى العربي وضع مصر كارثي، رغم أن مصر هي لتي علمت العالم العربي كله.
ترتيب مصر وإسرائيل في المنطقة
وشدد على أنه في ترتيب الشرق الأوسط تأتي إسرائيل رقم واحد، بينما لا تظهر مصر في التعليم أصلا، موضحا أن الوزير اعترف بأنه لا يوجد مصادر تمويل، وإذا كان الوضع كذلك يجب عليه أن يستقيل، لافتا إلى أن هناك فارق بين التعليم الأجنبي، والتعليم العادي الذي يحصل عليه غالبية الشعب، وهذا هو أهم نوع من التعليم يجب أن نطوره ونعمل عليه، ويزيد عددهم على 23 مليون طالب.
نموذج من الأسر المصرية
واستضاف البرنامج نموذج للتعليم من المنزل، وهي حالة "السيدة وفاء فتحي"، والتي قالت إنها لديها ثلاثة أطفال في التعليم، مشددة على أنه "من قبل كورونا أصلا ومفيش تعليم زي الناس، وابني ياسين في الصف الثالث الابتدائي، ولا يوجد لديهم مدرسة إنجليزي، أما مدرسة الرياضة ومدرسة العربي فإنهم يتبادلان عليهم، ومنذ الصف الأول الابتدائي يطلبون من الأطفال (فلوس المجموعة)، وقيمة المجموعة 70 أو 40 جنيها، ويطلبون أيضا قلم السبورة، وتزيين الفصل، وغيرها من مستلزمات المدرسة.. ورغم هذا كله لا يوجد أي نتيجة من التعليم الذي يحصل عليه".
وأشارت إلى أنها عندما ذهبت إلى المدرسة لكي تستفسر عن حالة ابنها، رفضوا دخولها في البداية، وعندما دخلت قالت لها المدرسة إن هذا هو الوضع في المدرسة، لافتة إلى أنها اضطرت لإحضار مدرسة في المنزل من أجل تعليم ابنها، أما ابنتها "ندى" في المرحلة الإعدادية فهي لا تستطيع الكتابة باللغة الإنجليزية، واضطرت لكي تعلمها عن طريق الدروس الخارجية، أما ابنتها "ملك" فهي تحصل دروس بقيمة ألف جنيه في الشهر، إضافة إلى المصاريف العادية.
حال الأسرة المصرية
وقال "حرب"، إن السيدة وفاء نموذج للأسرة والأم المصرية التي لا تريد سوى تعليم أبنائها، ويدفعون "دم قلبهم" من أجل تعليم أبنائهم، مشددا على أنه يحترم الدكتور طارق شوقي، ولكن ما يفعله لا يطور من التعليم الذي يهم غالبية الشعب المصري، ويعيش في "برج عاجي".