دافع عن الحريات.. وأنتج أفلاما وأصدر كتبا عن الإصلاح في التيار الشيعي والواقع اللبناني
كتب - نعيم يوسف
بينما توجه العشرات من اللبنانيين إلى وسط بيروت للاحتجاج على اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم، وبينما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا، قالت فيه إنها "تنضم إلى المجتمع الدولي في الدعوة إلى محاكمة قتلته بسرعة"، فإن دماء "سليم" تذكر اللبنانيين بتاريخ أسود من الاغتيالات لمعارضين بارزين لحزب الله اللبناني، ولعل أبرزها، اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.. فمن هو لقمان سليم؟
من أسرة معروفة بالدفاع عن الحريات
من أسرة سياسية، تعيش في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي عربية شيعية، ولد لقمان محسن سليم، في 17 يوليو عام 1962، ووالده هو النائب والحقوقي والمحامي محسن سليم، من الغبيري، وورث الدفاع عن حقوق الإنسان والشرعية والدستور من والده، الذي كان عضوا في الكتلة الوطنية مع العميد ريمون إده، وواحدا من أشد المدافعين عن الحقوق والحريات.
نما "لقمان" في كنف هذه الأسرة متشبعا بأفكارها، وعندما بلغ سن 20 سنة سافر إلى فرنسا لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون، وعاد بعد 6 سنوات، إلى وطنه ليؤسس بعد عامين فقط من العودة -بالتحديد في 1990- دارًا للنشر الأدبي، حملت اسم "دار النشر الجديد".
أعمال أغضبت الجميع
من خلال عمله الجديد نشر "لقمان" العديد من الكتب والمقالات بعضها بالعربية، وبعضها مترجم من لغات أخرى، إلا أنه أثار غضب الأمن، والتيار الشيعي اللبناني، حيث كان ينشر الكتب والمقالات التي يحظرها الأمن، وأيضا نشر كتابات محمد خاتمي الرئيس الإصلاحي الإيراني السابق والتي أثارت جدلًا داخل المجتمع الشيعي في لبنان، ومن أهم مؤلفاته: عود الريحاني على العربيّة، وفي قبرٍ في مكانٍ مزدحم يليه بيتنا زجاج ونرشق بالورد والحجارة - مع شقيقته رشا الأمير - 2000، وأنسي الحاج ، شاعراً ولبنانياً، ومفاتيح السجن السوري : مصطلحات من وراء القضبان.
بعد نحو 11 عاما، اتجه "لقمان" إلى السينما، وأنتج العديد من الأفلام ومنها فيلم فاز سليم والفائز بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين في مهرجان برلين السينمائي الدولي في العام 2005، وهو فيلم "مقاتل"، كما عمل على أرشفة المواد المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي في لبنان، وتنظم وتسهل المعروضات للفنانين في معرضه الشهير لمعالجة ندوب الحرب الأهلية اللبنانية، كما أسس في عام 2008 "جمعية المحور اللبناني في سبيل مواطنية جامعة (هيا بنا)"، مركزها في حارة حريك أيضًا. ومن أهدافها: الدفاع عن قيم المواطنية والتسامح والتعدد والديمقراطية وحقوق الإنسان، والتأكيد على حقوق المرأة كشريكة أساسية في المجتمع اللبناني، واحترام المواثيق الحكومية والمواثيق الدولية، ونشر الثقافة العامة وإغاثة كافة المحتاجين سواء كان من جراء الكوارث الطبيعية والحروب، ولبلوغ أهدافها يعود للجمعية أن تقوم بجميع النشاطات الاجتماعية والثقافية مثل: إنشاء مدارس ومستشفيات ومستوصفات وإصدار مطبوعات دورية جامعة.
نهاية مأساوية