يقول الأطباء إن رجلا يبلغ من العمر 22 عاما، أصيب بحروق شديدة في حادث سيارة، يتعافى جيدا بعد خضوعه لعملية زراعة وجه ويدين نادرة.

وبعد ستة أشهر تقريبا من عملية زراعة الوجه واليدين النادرة، يتعلم جو ديميو كيفية الابتسام، والقرص، والضغط.
 
وأجرى ديميو، من نيوجيرسي، العملية في أغسطس الماضي، بعد عامين من إصابته بحروق شديدة في حادث سيارة، حيث نام وهو يقود، بعد العمل في نوبة ليلية، واصطدمت سيارته برصيف وانقلبت واشتعلت فيها النيران. ثم أخرجه سائق عابر، شاهد الحادث، من الحطام المحترق.
 
لكن إصابات الشاب كانت شديدة لدرجة أنه أُجبر على قضاء أشهر في غيبوبة طبية وخضع لـ 20 عملية ترميمية وترقيع جلدي متعدد لعلاج حروق الدرجة الثالثة الواسعة.
 
وبمجرد أن أصبح من الواضح أن العمليات الجراحية التقليدية لا يمكن أن تساعده على استعادة الرؤية الكاملة أو استخدام يديه، بدأ فريق ديميو الطبي، والمكون من أكثر من 140 شخصا، في الاستعداد لعملية الزرع المحفوفة بالمخاطر، في أوائل عام 2019.
 
ويقول الخبراء يبدو أن الجراحة التي أجريت في NYU Langone Health كانت ناجحة، لكنهم حذروا من أن الأمر سيستغرق بعض الوقت للتأكيد.
 
وبتر الأطباء كلتا يدي ديميو، ووقع استبدالهما من منتصف الساعد وربط الأعصاب والأوعية الدموية و21 وترا بغرز رقيقة.
 
وقام الأطباء أيضا بزرع وجه كامل للشاب، بما في ذلك الجبين والحاجبين والأنف والجفون والشفتين والأذنين وعظام الوجه الكامنة.
 
وفي جميع أنحاء العالم، أجرى الجراحون ما لا يقل عن 18 عملية زرع وجه و35 عملية زرع يد، وفقا للشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء، أو UNOS، التي تشرف على نظام زراعة الأعضاء في الولايات المتحدة.
 
لكن عمليات زراعة الوجه واليدين المتزامنة نادرة للغاية وقد تم تجربتها مرتين فقط من قبل. وكانت المحاولة الأولى في عام 2009 لمريض في باريس توفي بعد نحو شهر من المضاعفات.
 
وبعد ذلك بعامين، حاول أطباء بوسطن التجربة مرة أخرى على امرأة تعرضت للهجوم من قبل شمبانزي، لكنها اضطرت في النهاية إلى إزالة الأيدي المزروعة بعد أيام.
 
وقال الدكتور بوهدان بوماهاك، الجراح في مستشفى النساء بريغهام في بوسطن، والذي قاد المحاولة الثانية من هذا النوع: "حقيقة أنهم يستطيعون القيام بذلك أمر غير عادي. أعرف أن الأمر معقد بشكل لا يصدق. وهذا نجاح هائل".
 
وسيتناول ديميو أدوية مدى الحياة لتجنب رفض جسمه لعمليات الزرع، بالإضافة إلى إعادة التأهيل المستمر لاكتساب الإحساس والوظائف في وجهه ويديه الجديدتين.
 
وقال الدكتور ديفيد كلاسين، كبير المسؤولين الطبيين في UNOS: "في عالم الزرع، ربما تكون هذه العملية الأكثر غرابة".
 
وواجه فريق جامعة نيويورك تحديات بما في ذلك العثور على متبرع. وقدر الأطباء أن لديه فرصة بنسبة 6% فقط للعثور على تطابق متوافق مع جهاز المناعة لديه. وأرادوا أيضا العثور على شخص من نفس الجنس ولون البشرة وهيمنة اليد.

 
ثم أثناء البحث عن متبرع، تفشى وباء كورونا وانخفضت التبرعات بالأعضاء. وفي أوائل أغسطس، حدد الفريق أخيرا متبرعا في ديلاوير وأكمل الإجراء الذي استغرق 23 ساعة بعد بضعة أيام.
 
وقال الدكتور إدواردو رودريغيز، الذي قاد الفريق الطبي المؤلف من أكثر من 140 شخصا: "حتى الآن، لم يُظهر ديميو أي علامات على رفض وجهه أو يديه الجديدين".
 
ومنذ مغادرته المستشفى في نوفمبر الماضي، يخضع ديميو لإعادة تأهيل مكثف، ويخصص ساعات يومية للعلاج الطبيعي والمهني وتأهيل النطق.
 
وخلال جلسة حديثة، تدرب على رفع حاجبيه، وفتح وإغلاق عينيه، وتجعيد فمه، ورفع إبهامه لأعلى والصفير. ويمكن أن يشعر ديميو أن جبهته الجديدة ويديه تصبحان باردتين، وغالبا ما يمد يده لدفع شعره الطويل عن وجهه.
 
ويستطيع ديميو، الذي يعيش مع والديه، الآن أن يرتدي ملابسه ويتناول طعامه بنفسه. ويلعب البلياردو ويتنزه مع كلبه باستر.