عاطف النجمي "
النظم بعد تطورها تشير لنا بالأخذ بنظام دولة الحق أو دولة القانون وهي دولة المؤسسات والتي تعد منظمات المجتمع المدني من المكون الاساسي لها فهي تبقى ولا تتغير بتغير الحاكم .
عقد البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان المؤتمر الختامي لمشروع "نحو ثقافة جديدة للعمل الأهلي في مصر" وذلك أمس الأربعاء ، جاء هذا المؤتمر بعد
الانتهاء من البرنامج العربي حيث اقيمت سبعة دورات تدريبية في سبع محافظات مصرية بعنوان "أ- ب جمعيات أهلية"، وكذلك 14 منتدى بموضوعات متنوعة بما يتناسب وطبيعة ومتطلبات المحافظات التي نفذ فيها المشروع، وكذلك سبعة مؤتمرات ناقشت كيفية الوصول إلى تشريع ديمقراطي للعمل الأهلي سواء بالدستور أو بالقوانين المنظمة.
وتناول المؤتمر الختامي عددًا من المحاور، وهي الجمعيات الأهلية في ميزان القوى الفاعلة، والعمل الأهلي وفقا لرؤية الإسلام السياسي، ورؤى المجلس العسكري والأجهزة الأمنية ووزارة الشؤون الاجتماعية
ومن جانبه تحدث "عاطف لبيب النجمي " المحامي بالنقض ورئيس جمعية الدفاع العربي عن العمل الأهلي في ميزان مشروعات القوانين المقترحة والواقع السياسي المأذوم ، فقال ان الواقع السياسي الحالي في مصر قد يدفع إلى سن قوانين تكون أكثر تقييدا للمجتمع المدني عن ذي قبل وان المؤشرات تقود الى ذلك فقادة التيار السياسي المسيطر الأن يستخدمون ذات المصطلحات التبريرية والتي كان يستخدمها النظام السابق في مواجهة منظمات المجتمع المدني من تخوين للبعض وعمالة البعض وكره البعض للإسلام وغير ذلك
طالب " النجمي " ان توضع قوانين تنظم حركة العمل الجماعي وتكون شريكة فيأموال الوزارة التي تتبعها مشاركة حقيقية بمعنى الكلمة فيكون لها الحق استغلال قاعات وسيارات وموظفي الوزارة إذا كان لها حق الاشراف عليها أو تبعيتها لها وإلا فلا تبعية ولا سيطرة ويكون الإشراف للقضاء ولكل جهة رقابية كل في تخصصه .
موكدا احتياجنا إلى مجتمع مدني حر يعمل فيحقول متنوعه ومختلفة عن المتعارف عليه من زمن ، أصبح ضرورة ملحة فمع الأعمال الخيرية أصبح للمنظمات القدرة على العمل في مجال التنمية السياسية وزيادة مساحة المعارف المختلفة ، واذا كانت الاحزاب تتقاطع مع الجمعيات الأهلية في بعض الانشطة إلا ان الجمعيات يبقى لها ميزه وهي ان العمل بها تطوعي ولا تسعى إلى الوصول للسلطة
واعتبر " النجمي " ان تلك هي المميزات للمجتمع الأهلي ، وهذه المميزات قادرة ان تجعلها قادرة على تنمية الوعي السياسي للمواطن دون قولبة
مضيفا " أخشى الأن من تضافر الرغبة الداخلية لتيار الاسلام السياسي مع رغبة بعض القوة الخارجية في الدفع بمصر لدخول خندق الدول التي أسلمت سياستها فحققت هذه القوة الخارجية ماتريده
فما نحن فيه تطور طبيعي للحراك الاجتماعي الذي يتحتم عليه المحافظه عليه فلم تعد دوله الفقيه مطلوبة الأن ولم تعد دولة الجنرالات مطلوبة ايضا ، ولم تعد دولة القوة مطلوبة ، فالنظم بعد تطورها تشير لنا بالأخذ بنظام دولة الحق أو دولة القانون وهي دولة المؤسسات والتي تعد منظمات المجتمع المدني من المكون الاساسي لها فهي تبقى ولا تتغير بتغير الحاكم .
وانتقد " النجمي " الطريقه والاسلوب المتبع من المنتمين لتيار الإسلام السياسي ،كما انتقد المسلمين في عدم نظامهم والطريقة التي يستخدموها بعد الصلاة ، من الهجوم على الأحذية او القاء المخلفات والقمامة في أي مكان ، وقال أين الإسلام والتدين في تلك الحالات .؟ وماذا فعلتم بإسلامكم ؟ وعندها اشتعل الحاضرون موجهين له الانتقادات في ظلمه للإسلام ، واتهمته أحد الحاضرات بانه "شيوعي " وعندها انفعل " النجمي" قائلا إذا طبق المسلم إسلامه يحل السلام والحب وتصبح مصر من افضل الدول ولكنني ضد تجار الدين وضد الإسلام السياسي .
واختتم " النجمي "حديثه بقوله فلنعمل معا من اجل ان يكون القانون ضمانا لمصر المؤسسات وألا نعود للخلف فلسنا الأن في زمن قريش ولم يعد الحجر على قلب احد فليهتف أحد أحد ولم نعد في زمن الاستعمار الانجليزي لنهتف الاستقلال التام ..او الموت الزؤام
وشهد المؤتمر تشكيل، وتدشين الحركة المصرية لدعم العمل الأهلي بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني المشاركة بالمؤتمر. واختتم المؤتمر بعرض الفيلم التسجيلي بعنوان "العمل الأهلي في مصر" والذي يتناول رؤى وشهادات لأساتذة وأكاديميين ونشطاء وقياديين بالمجتمع المدني المصري.