الأقباط متحدون - الأقباط ..غير ..متحدون-1
أخر تحديث ١٩:٠٠ | الخميس ١٩ يوليو ٢٠١٢ | ١٢ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٢٦ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الأقباط ..غير ..متحدون-1

 د/ صفوت روبيل بسطا

 
من الثوابت التي يعلمها الجميع أنه لنجاح  أي عمل ما ، أو أي مشروع ما أو أي شيئ ما بين مجموعة أو فصيل معين في هذه الحياة ..أنه ليتحقق النجاح المرجو لابد من  "الأتحاد"  الذي دائما ما يكون شعاره ... الأتحاد قوة ... وأغلبنا يعرف قصة الأب الحكيم الذي أراد أن يعلم أبنائه فائدة الأتحاد وطلب أن يحضروا له مجموعة من العيدان ، وأعطي كل واحد من أبنائه عوداً ليكسره .. وجميعهم قاموا بكسر العود بكل سهولة ، وعندما جمع كل العيدان وأعطاها لأحدهم .. فلم يستطع أي منهم كسرهم لوحده ..وهكذا كان الدرس العملي الرائع في أهمية الأتحاد والعمل الجماعي المشترك ، والذي يقوم علي تغليب مصلحة الجماعة فوق المصلحة الشخصية ، متغاضين عن أي هفوات أو أي أخطاء فردية .. وليتم كل هذا بالتأكيد لا يكمل الهدف الأسمي من فكر الجماعة هذه أو تلك إلا بالمحبة المخلصة والباذلة والمضحية لأعلاء المصلحة العامة
 
 دائما ما يراودني هذا السؤال ... هل الأقباط متحدون !!؟؟
للأسف والحقيقة المرة والتي واضحة للجميع ، وأقولها بكل أسف ويعلمها عنا الغير مسيحي قبل المسيحي أننا إتفقنا فقط علي الخلاف الدائم أو كما يقولون ..إتفقنا علي ألا نتفق !!، اللهم قد نتفق فقط في حالة -لا قدر الله-  أي حادث صعب يصيبنا سواء كان حادث أليم مثل حادث كنيسة القديسين ، أو كهدم كنيسة لأنه أصعب شيئ علينا كمسيحيين أن نشاهد مثل هذه الأحداث الصعبة طالبين من رب المجد أن لا يسمح بتكرار مثل هذه الحوادث
من سنين وأنا مهتم بالشأن القبطي وأتابع كل صغيرة وكبيرة مثلي مثل الكثيرين من أبناء الكنيسة القبطية الراسخة ، وكم تكون سعادتي عندما أسمع عن مبادرة ما أو عمل قبطي ناجح لعمل شيئ لقضيتنا القبطية ، وأتلهف عن أخبارها وما وصلت إليه ، متمنياً ومصلياً وعلي أهبة الأستعداد للمشاركة والمساهمة الفعلية إذا ما طُلب مني المساهمة 
ولكن للأسف ما تلبث أن تخرج فكرة ما لعمل شيئ حسن للم الشمل القبطي "المُبعثر" حتي نجد تعالي الأصوات والأنتقادات من مًن !!؟ من الأقباط أنفسهم !!، وهاتك يانقد وهاتك يا تكسير مقاديف ، وتصريحات من هنا وهناك 
أقرب مثال علي هذا.. بعد ظهور جماعة " الأخوان المسيحيين " ،وبالرغم من تحفظي الشديد جداً علي الأسم مثلي مثل الكثيرين أيضا ،لأنه ...نعم بهذا الأسم إنتشرت الجماعة جدا ووصلت للجميع ، ولكن مسيحيتنا علمتنا أنه.. إيمان بدون أعمال ميت .. الإيمان هنا هو الفكرة وإنتشار الأسم ولكن أين الأعمال ؟ ولا قدر الله ولم تعمل شيئا مفيدا للشأن القبطي .. فما فائدة كل هذه الضجة فقط من أجل الأسم ، كنت أتمني أن لا نتكل علي الأسم للأنتشار وما قد يصاحبه مستقبلاً من مشاكل وتفسيرات وتأويلات نحن في غني عنها  ، ولكن كان يجب أن نقدم العمل النافع  والمقنع أولاً ويظهر تأثيرها علي المجتمع المصري كافة ، ثم بعد ذلك ما أسهل طريقة الأنتشار هذه 
  لم يلبث أن سُمع عن تأسيسها وبداية عملها إلا  ووجدنا سيل من الأنتقادات من أغلب الأقباط وكل يًُدلي بدلوه من شجب وحجب ورفض ..من  غير إنتظار لما يكون منهجها أو أهدافها أو دورها.. وليس فقط بيانات شجب وتأييد ..وإن كان يوجد بعض العذر بسبب الأسم
 
وأقترح علي القائمين علي هذه الجماعة وبعد هذا الأنتشار الأعلامي أن يسارعوا بتغيير هذا الأسم وذكر أن جماعة "الأخوان المسيحيين " أصبح إسمها مثلا ..جماعة "الوحدة الوطنية" أو "النسيج الواحد".. لأننا لا نريدها لا "إخوانية " ولا نريدها "دينية" وخاصة بعد ما سمعنا أنهم بصدد عمل حزب للأخوان المسيحيين علي غرار حزب الحرية والعدالة !!؟ إننا لا نقبل بهذا التقليد الغريب المريب
 
مثال أخر .. لم يلبث أن سمعنا من الرئيس محمد مرسي أنه ينوي تعيين نائب قبطي أو تعيين أحد مستشاريه من الأقباط .. حتي رأينا هوجة  من التصريحات والمشادات وعلي جميع  المواقع القبطية برفض هذه الأسماء بالتحديد  وقبول تلك الشخصيات ، وكأننا تأكدنا أو صًدقنا  أنه قد يحدث شيئ مثل هذا ، وإن حدث.. هل طُلب من الأقباط عامة أو من الكنيسة خاصة بتذكية شخصية معينة !!؟ لماذا لا نتريث بعض الوقت ونكف عن إطلاق السهام علي بعضنا البعض لنتأكد أولاً من إمكانية حدوث مثل هذا الأمر.. ثم بعدها ندرس الأمر بكل هدوء وعقلانية ...وليكن كل شيئ بلياقة وبحسب ترتيب
 
كم عانينا ومازلنا نعاني نحن الأقباط من عدم محبتنا لبعضنا البعض  ، ..وهذه النقطة بالذات التي بُنيت عليها رسالة الفداء العظيمة التي لربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ...لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل إبنه الوحيد.... وبُنيت عليها أيضا مسيحيتنا بالكامل والتي شعارها دائماً وأبداً.. "الله محبة".. فإذا بأبناء هذا الجيل من المسيحيين بعيدين كل البعد عن هذا الشعارالألهي  
 
الشيئ الوحيد الذي ينقصنا نحن الأقباط هو الأتحاد والعمل المشترك المبني علي المحبة الأخوية الخالصة ، والتي كانت من أهم سمات كنيستنا في بداية خدمتها حيث كان الجميع بنفس واحدة ، وكان عندهم كل شيئ مشتركاً ..أع2-44
ما أحوجنا هذه الأيام إلي أن نكون علي نفس واحدة ، ويكون هدفنا مشتركا ، ونتحد بالمحبة علي هدف أسمي وأعلي من أي مصالح شخصية أو أهداف برمجاتية ، تاركين الخلافات الشخصية التي تشتت ولا تجمع ونجد في يوم من الأيام  أن ... الأقباط متحدون     

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter