كشفت جيهان عبد الملاك تفاصيل اعتداء 5 من جيرانها عليها بالضرب والسحل وسط الشارع بمنطقة الطالبية بالجيزة، والتي رصدتها الكاميرات وانتشرت على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بعد نشر ابنها "جون جورج" مقاطع فيديو وصور للواقعة في استغاثة لرد حق والدته.
واتهمت جيهان جارها "أحمد ف. ب." بسحلها وضربها وترهيبها وتهديدها بالاغتصاب، بمعاونة زوجته التي تحمل الجنسيتين المصرية واللبنانية، و3 من أبناء شقيقته في محاولة لإجبارها على بيع بيتها لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
وبحسب جيهان، بدأت الاعتداءات عام 2012 عندما قررت عرض منزلها للبيع في محاولة لكسب الوقت في رحلتها لتسجيل رسالة الدكتوراه بالمملكة المتحدة "إنجلترا".
لم توفق السيدة الخمسينية في الأمر، فقررت البقاء رفقة نجلها الوحيد "جون" وعدم بيع المنزل الكائن في 78 شارع العطور رقم 1 بالطالبية البحرية فيصل، والمكون من 5 طوابق.
مع سطوع نجم نجلها "جون" في سماء صناعة أفلام الكرتون وحصوله على المركز الرابع في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قررت الأم إلحاقه بجامعة عالمية لتبني موهبته، وطرحت المنزل للبيع للمرة الثانية.
وما إن علم جارها "أحمد ف. ب." صاحب شركة توريدات مستلزمات المكاتب، بالأمر حتى سارع للحصول على المنزل المعروض للبيع بشتى الطرق، بما فيها التهديد "وصل الأمر إنه كان بيقف في البلكونة بيهددنني بالاغتصاب".
ومع تصاعد التهديدات، لجأ الابن "جون" - الطالب بالفرقة النهائية بمعهد السينما- إلى كبار وعقلاء المنطقة الذين أجمعوا على الخطأ الجسيم الذي ارتكبه الجار في حق السيدة. وانتهى الأمر باعتذار الجار قاطعا على نفسه وعدا بعدم التعرض للسيدة مرة أخرى.
تهديد بالاغتصاب وتركيب كاميرات
سرعان ما عاد الجار إلى ما كان عليه من سب وقذف وتهديد لجارته حتى اضطر القائمون على إدارة المسجد القريب بمطالبته عبر الميكرفون بالتوقف عن أفعاله، حسب تصريحات السيدة في اتصال هاتفي مع مصراوي.
مع تكرار الواقعة للمرة الثالثة، اختارت "جيهان" نشر ما تتعرض له عبر صفحتها الشخصية بموقع "فيسبوك". حينها تواصل معها ضابط نصحها بتركيب كاميرات لرصد أي خروج عن النص، تقول السيدة "ركبنا الكاميرات كعملية ردع للمحافظة على ما تبقى من الشرف والكرامة".
رد الفعل جاء سريعا، حاول الطرف الثاني "أحمد وعائلته" تكسير الكاميرات، لكن دون جدوى فبدأ استعراض القوة "كان بيرص طوب أحمر وأسياخ حديد على السطح ويهددنا"، كما تقول السيدة.
قبل يومين من شهر رمضان الماضي، فوجئت "جيهان" بحضور وفد من المنطقة، بناء على اتهام من جارها: "اتهم ابني بأنه ركب الكاميرات لتصوير زوجته رغم إن جودتها (2 ميجا بيكسل) ومتوجهة على الشارع".
ردت السيدة على الجيران آنذاك: "جهاز التسجيل بيحفظ الحاجة لمدة شهر ممكن تجيبوا إذن نيابة وتيجوا تشوفوا كل حاجة".
تحكي "جيهان" كواليس ما جرى في ذاك اليوم "صعد الرجل وزوجته ونجلهما إلى السطح ورشقوا البيت بالحجارة ما أدى لتهشم الواجهة الزجاجية بالكامل".لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
حررت السيدة ونجلها محضرا بقسم الهرم، لكن تم حفظه "قالوا لم يستدل على العنوان"، حسب قولها.
لم تيأس السيدة واستطاعت إعادة إحياء المحضر، لكن تم حفظه للمرة الثانية دون الفصل أو البت فيه، ما منح الطرف الثاني الثقة وراح يهددها ظهر كل جمعة "هنجيب الرجالة ونكسر لك كل حاجة".
منذ سنة استعانت السيدة بمحامٍ بعث "تلغرافا" لرئاسة الجمهورية وآخر لوزير الداخلية، حينها تلقت الشاكية اتصالا من رئاسة الوزراء للتأكيد على متابعتهم لشكواها، وحضرت بعدها سيارة تابعة لذات الجهة واصطحبت الطرف الثاني قبل أن يعودوا سريعا لكن دون التعرض لها ونجلها بأذى.
خلال الموجة الأولى لانتشار فيروس كورونا، عاود محاولات تكسير الكاميرات.
سحل في الشارع
في الثالثة من عصر يوم 29 يناير الماضي، توجهت السيدة "جيهان" إلى محل بقالة يبعد أمتارا عن مسكنها. شاءت الأقدار أن تتقابل مع زوجة جارها المصرية اللبنانية "ر." التي حاولت "جر شكلها" فاعترضت طريق مغادرتها للمحل، "أنا فوت عليها الفرصة وطلعت عادي فهي قعدت تقول كلام مش مفهوم عني باللهجة اللبنانية".
تقول السيدة إنها فوجئت لدى فتح باب العقار سكنها "لقيت الست جاية من ورايا وسيل شتائم.. قالت لي أنا رجلي فوق رأسك"، إلا أن الأخيرة ردت عليها "متقدريش تقربي مني.. امشي يا بت".
نادت "ر." على زوجها "أحمد" الذي نزل مسرعا وانضم لزوجته في مسلسل السباب بأبشع الألفاظ، وهددها "هقلعك هدومك في الشارع وأخلي الرايح والجاي يغتصبك"، ورشقها بحجر كبير الحجم أصاب ساقها اليمنى.
تجمع "أحمد" وزوجته "رغدة" وأبناء شقيقته الثلاثة وانهالوا على "جيهان" بالضرب ما بين لكمات وركلات وسحل. وبحسب السيدة: حاول أحدهم خنقها وتجريدها من ملابسها لولا تدخل الجيران وبعض المارة.
"محاولة خطف!"
استجمعت السيدة قواها وتوجهت إلى قسم الهرم، حيث لاقت معاملة طيبة من قِبل ضباط "الاستيفا"، فأحضروا لها كوب ماء بالسكر وعبوة عصير وحرروا محضرا تحت رقم 5917 جنح الهرم لسنة 2021.
فور إبلاغه بما جرى، غادر "جون" عمله قاصدا قسم الشرطة، اصطحب والدته إلى مستشفى الهرم لعمل تقرير طبي جاء فيه إصابتها بكدمات في الساقين والوجه وتورم أسفل الرقبة وصعوبة في التنفس والبلع نتيجة محاولة الخنق.
وفي الواحدة والنصف مساء يوم الأول من فبراير الجاري، تلقى "جون" مكالمة من الجيران أخبروه "في 3 أشخاص عايزين يقابلوا والدتك".
أسرع الشاب إلى المنزل وتقابل مع هؤلاء الثلاثة- الذين يرتدي أحدهم بدلة- وعرف اثنان منهم أنفسهما أنهما أمينا شرطة من مباحث الهرم يحملان اسم "ر" و"و" والثالث محام، وأخبرو السيدة "تعالي معانا عايزينك في القسم".
طلبت السيدة وابنها الاطلاع على أي إثبات شخصية أو إذن كتابي من الجهات المختصة، لكن الإجابة جاءت بالرفض.
عند رفض "جيهان" الذهاب مع الثلاثة منحها أحدهم هاتفه: "طب كلمي الباشا معاون أول مباحث الهرم" الذي أمرها بالمثول أمامه بالقسم، إلا أنها شكت في هوية محدثها وأصرت على موقفها، حسب قولها.
أوضحت السيدة لمصراوي: "الثلاثة حضروا داخل سيارة ملاكي ذهبية اللون وتصادف ظهورهم مع وجود الطرف الثاني بالمنطقة، وغادروا مع بعض في نفس التوقيت.. هل دا صدفة؟".
وأوضحت السيدة أنها حررت 5 محاضر في وقت سابق تم حفظ بعضها وتحويل البعض إداريا، رغم تقديمها مستندات (فلاشة عليها صوت وصورة لكل تهديد وتعد).
ووصفت السيدة ما تتعرض له على مدار 5 سنوات بأبشع أنواع البلطجة قائلة "الخطوة الجاية هتبقى قتل"، مشددة على أنها لن تترك منزلها مهما كلفها الأمر "أنا زي البطل أحمد منسي مش هسيب أرضي وبيتي".
وأبدت السيدة ثقتها الكاملة في مؤسسات الدولة ممثلة في جهاز الشرطة والنيابة العامة مختتمة حديثها "كل اللي عايزاه إنه يعلم إن الحق والعدل متسلط في مملكة الناس".
واكتفى الابن بالقول "رغم غضبي ويأسي قررت اللجوء للقانون وعدل الله اللي عارف إن حق أمي وحقي مش هيضيع عنده".