ربما يتساءل البعض عن سر كون شهر فبراير، أقصر شهور السنة عددا، فهو 28 يوما، وفي سنوات نادرة يكون 29 يوما، فيما يعد أمرا يبحث عنه العديدون.
وفسرت الجمعية الفلكية بجدة قصر الشهر بأنه لم يكن هناك من الأساس لشهري يناير وفبراير في التقويمات القديمة، وكان المزارعون قديما يكرهون الشتاء، ولذا وفقا لتقويم «رومولوس» فإن العام كان 10 أشهر فقبط.
وتعد السنة طبقا للتقويم الغريغوري مكونة من 4 أشهر 30 يوما وهم «سبتمبر، أبريل، يونيو، نوفمبر»، فيما تتكون باقي الشهور من 31 يومًا، إلا شهر فبراير، الذي جاء أقل من باقي الشهور لأنَّه كان بارداً، ولم يحبّه أحد كما كان قديما.
تقويم رومولوس
وأضاف الرومان شهر فبراير إلى السنة بعد باقي الأشهر، لذلك فهو يحتوي على 28 يومًا لأن الشهر استخدم في القرن الثامن قبل الميلاد، حيث كانوا يتبعون في ذلك الوقت تقويم رومولوس، والذي يتكون من 10 أشهر تبدأ السنة فيه بشهر «مارس»، وتنتهي في كانون الأول «ديسمبر»، وفقًا لموقع «إن دي تي في».
إضافة شهري يناير وفبراير
وبجمع عدد الأيام هذه الأشهر ستمتد السنة فقط لـ304 أيام، وفي ذلك الوقت، كان الشتاء فصلاً بدون اسم، ولا شهور محددة، ولم يكترث به أحد كثيرًا، لأن المزارعين استخدموا التقويم باعتباره جدولا زمنيًا، فكان الشتاء بالنسبة لهم فصلاً عديم الجدوى، حتى قرر الملك (نوما بومبيليوس)، في العام 713 قبل الميلاد، جعل التقويم مكونًا من الـ12 دورة قمرية للسنة، وهي فترة تقارب 355 يومًا، واستحدث شهري يناير و فبراير، وأُضيف الشهران في نهاية التقويم، ما جعل من فبراير آخر شهور السنة.
وشرحت الجميعة أن من عيوب هذا التقويم أنه يتكون من 355 يومًا، فبعد مضي سنوات قليلة، لن تصبح الفصول والشهور متزامنة، وقرر الرومان في بعض الأحيان إدراج شهرًا كبيسًا يتكون من 27 يومًا يسمى «ميرسيدونيوس»، وسيتخلّى الرومان عن آخر بضع أيامٍ من شباط ليبدأ الشهر الكبيس في الـ24 من فبراير، ولكن تسبب ذلك في مشكلات، فالشهر الكبيس لم يكن ثابتاً، بالأساس لأن كبار كهنة روما هم من كانوا يحددون متى يحل الشهر.
ولذلك عارض يوليوس قيصر فكرة الشهر الكبيس، وأصلح التقويم مرة أخرى، ولكي يتم الإصلاح كان لا بد من جعل العام 46 قبل الميلاد مكونًا من 445 يومًا، وجعل القيصر التقويم متوافقاً مع الشمس، وأضاف بضعة أيامٍ حتى يصل المجموع بعد الإضافة إلى 365 يومًا، واحتفظ فبراير بأيامه الـ28.