عرض/ سامية عياد
الفرح نعمة أعطاها الله للإنسان ، جاء السيد المسيح مولودا فى مذود بيت لحم لكى ما يمنح الإنسان فرحا كبيرا ، والإنسان بدون المسيح فاقد الفرح والسعادة الداخلية .. ولكن ما هو مصدر الفرح وكيف نقتنيه؟..
قداسة البابا تواضروس الثانى فى عظته عن ميلاد الرب يسوع يدعونا للتأمل فى خمسة مشاهد عن الفرح من أين يأتى؟ المشهد الأول : حياة أمنا العذراء مريم عندما بشرها الملاك جبرائيل فرحت فرحا عظيما وقالت "تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصى" فالفرح مصدره الأول الخلاص وأمنا العذراء تشير إليه وتعلمنا وتعلن احتياجها للخلاص فالإنسان لن يعرف فرحا إلا إذا بدأ بالخلاص الذى قدمه المسيح على الصليب ، المشهد التانى: نراه فى يوسف النجار الذى اختصه الله ليكون حارس لسر التجسد ، وكان رفيقا لأمنا العذراء فى الطريق لبيت لحم وهو الذى صاحب الأم والطفل الرضيع الى مصر عبر طرق شاقة جدا ، الفرح هنا هو فرح المسئولية ، فالله عندما يمنحنا مسئولية تكون مصدرا للفرح إذا استخدمها الإنسان بكل أمانة وإخلاص "كنت أمينا فى القليل فأقيمك على الكثير أدخل الى فرح سيدك".
المشهد الثالث: الملائكة الذين ظهروا فى السماء وقت الميلاد وسبحوا ورتلوا "المجد لله فى الأعالى وعلى الارض السلام ، وبالناس المسرة" الفرح هنا فرح التسبيح ، تسبحة الملائكة القصيرة تعلمنا أن التسبيحمرتبط أولا : أن نمجد الله ، ثانيا : أن نصنع سلاما وثالثا : أن ننشر الفرح فى حياة الناس ، فعطية الحياة التى يعطيها الله لنا هو صاحبها ، فالله يقود خطواتنا ، وعلينا أن نعيش أيامنا فرحا ونفرح من حولنا .
المشهد الرابع : الرعاة كان مصدر فرحهم هو الرضا والبساطة ، كانوا يحرسوا القطعان فى البادية لا يتطلعون الى شىء بسطاء فى معيشتهم لذا استحقوا أن يكونوا أول من يعرف بميلاد السيد المسيح فى العالم كله وظهر لهم الملاك وقال لهم "فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب" لذا مصدر الفرح هو البساطة وعدم التذمر وحياة الرضا ، المشهد الخامس : المجوس ، الذين تحملوا مشقة السفر لشهور وتبعوا النجم حتى وصلوا ومعهم الهدايا وهنا مصدر الفرح هو المشاركة عندما تشارك الآخرين تحصل على فرح عظيم ، أتوا ليشاركوا فرحة الملك المولود ملك اليهود رغم أنهم من الأمم ، عندما تشارك الأخرين فى أفراحهم تشعر بفرح داخلى .
ليتنا نتعلم من هذه المشاهد الخمس ونقتنى نعمة الفرح ، فالحياة بدون فرح لا قيمة لها ، والفرح الحقيقى مصدره الخلاص ، المسئولية، التسبيح ، البساطة والرضا ، مشاركة الآخرين أفراحهم ، والإنسان الذى لا يشعر بالفرح فى حياته يفقد الكثير من وجوده ولا يشعر بلذة الحياة الجميلة ..
