مقدمة
سبق أن تكلمنا فى مجموعة مقالات سابقة عن الحملة الفرنسية إنسكلوبيديا مصريةوصف مصرالكرة الأرضيةموقع مصر الجغرافى على مصر عام 1798 وقلنا أنها كما جاءت بجنودها وأساطيلها ومدافعها جاءت أيضاً بمجموعة من العلماء والفنانيين ورغم أن الحملة لم تتمكن من البقاء فى مصر سوى ثلاث سنوات فإن ثمانية من العلماء المصاحبين لها إستطاعوا كتابة مجموعة من الملاحظات والأبحاث فى سفر ضخم والذى يمكن أن نطلق عليه وبحق "" وهى التى عرفت بعد ذلك بموسوعة "" والتى تحتوى على كل ما يتعلق بمصر والمصريين من السكان وعاداتهم إلى الجغرافيا والطقس والنيل حتى الحشرات والطيور لذا سنقوم بقدر الإمكان بعرض بعض مقتطفات منها نرجوا ألا يكون عرضاً مخلاً.
لمحة عامة عن الموقع والطقس والنيل (1)
أولاً : الموقع
تقول الموسوعة تقع مصر فى واحد من أكثر المواقع أهمية فى . فهى تقع على أحد طرفى أفريقيا فهى تربط هذه القارة بآسيا. كما أن موانيها الواقعة على البحر المتوسط تجعلها – وبشكل ما – تلامس أوربا. وهى تقع بين خط العرض 24:1 وبين خط العرض 31:37 شمال خط الإستواء أما خطوط الطول فهى تقع بين خطى 27-32 وذلك إلى الشرق من باريس.
ثانياً : الطقس
فى حد ذاته يكفى أن يضعها ضمن المناطق شديدة الحرارة لولا أن ثمة بعض عوامل تساعد على التقليل من إرتفاع درجة الحرارة. فترمومتر "ريومور" يقف بدرجة الحرارة فى منازل مصر السفلى الرطبة وفى شهرى يوليو وأغسطس عند درجة حرارة 24 أو 25 بينما تصل فى شمال الصعيد فى الظل إلى 34 لكنها ترتفع فى المنا طق الرملية لتصل إلى 54 (وبخاصة فى فيله وأسوان وكوم أمبو
ثالثاً : النيل
يبدأ النيل فى الإمتلاء فى نحو نهاية شهر يونيو وبداية يوليو ولا يخضع حجم مياه الفيضان لقواعد محددة ففى السنوات العادية يصل إرتفاع النيل فى القاهرة إلى 8 أمتار = 14 – 15 ذراعاً حسب مقياس جزيرة الروضة ويصل أحياناً لأكثر من ذلك. ولكى يكون الفيضان وفيراً ينبغى أن يصل إرتفاع النيل إلى 16 – 17 ذراعاً عندها يبدو وادى النيل والأراضى المزروعة (فى شكل بحيرة واسعة وتبدو القرى المقامة على التلال كما كانت جزراً صغيرة متناثرة فوق سطح محيط) ... وليس ثمة ما هو أروع من هذا المشهد.