بعد إغراءات كثيرة من مصفف الشعر استجبت لمعالجة شعرى بطريقة جديدة لفرده وجعله أملس، تؤكد كتابات كثيرة أنها طريقة مضمونة لجمال الشعر دون أى أضرار. الطريقة تسمى الكيراتين، وأرى الكثيرات حولى يستخدمنها الآن، الأمر الذى يضفى على الشعر رونقا وجاذبية. هل أخطأت وما هو الأساس العلمى لتلك الطريقة، إذ إننى بالفعل لست مقتنعة بما يردده مصفف الشعر عن فائدتها، وأخشى على مستقبل شعرى بعدها.

 

شاعت بالفعل معالجة الكيراتين للشعر (Keratin ــ Treatment) كإحدى وسائل تنعيمه أو جعله أملس مستقيما بلا تموجات، وهى صناعة رائجة فى العالم كله الآن. لكنها وإن كانت لها جاذبيتها كما تحدثتِ إلا أنها بالفعل لها مخاطرها التى قد تفسد نتيجتها. الكرياتين هو البروتين الأساسى فى تركيب الشعر والأظافر وتهدف تلك المعالجة إلى تفكيك صيغة هذا البروتين الكيميائية، الأمر الذى يجعل له شكلا مختلفا من المتموج للأملس المستقيم. يستمر الأمر لعدة أسابيع ليعود الشعر مرة أخرى لطبيعته.

 

قد يبدو الشعر بالفعل جذابا لكن ذلك يكلف صاحبته أكثر مما تتوقع أو تدفع. إذ إن ذلك المستحضر الذى يستخدم لمعالجة الشعر والذى يوجد فقط فى صالونات التجميل ولا يوجد فى المحلات العامة يدخل فى تركيبه مادة الفورمالدهين أو الفورمالين المعروف أضرارها على صحة الإنسان، والتى أهم استخداماتها حفظ العينات من الأنسجة المختلفة المراد تحليلها.

 

تكرار التعامل مع مادة الفورمالين تحمل خطورة الإصابة بالسرطان، إلى جانب أن إغراق الشعر بها وتجفيفه أو كيّه يولد أبخرة قد تتسبب فى حساسية جلدية لكل من فى المكان، أيضا حساسية الصدر وصعوبة التنفس والصداع واحتقان الأغشية المختلفة كالفم والزور والبلعوم والأنف والعين.

 

المادة الفعالة الأساسية فى تلك المعالجة هى الفورمالين ولا يمكن إتمام العملية بدونها، لذا فالعبوات التى يسجل عليها أنها خالية من الفورمالين لا يجب الالتفات إليها أو تصديقها إنها بداية الخدعة.

 

مستقبل شعرك لا يهدده أن تلجئى لتلك المعالجة مرة واحدة، فالشعر يستعيد طبيعته وحيويته مع تجديده لكن الأمر بلا شك يهدد سلامة شعرك إذا تكرر باستمرار.