د. مينا ملاك عازر
بالرغم من أن كثيرين شعروا بطوله، وأنه تعدى الحد المسموح به سنوياً وهو واحد وثلاثين يوماً، إلا أنني شعرت بما هو أصعب من ذلك، وهو ثقله، فقد أسقط يناير على كاهلي العديد من الأعباء والمشاكل والأزمات التي كادت تجعل مني كومة قش أزمات شخصية تخص العائلة والعمل، وأزمات عامة تخص الوطن والعالم.
شاهدت بنفسي اقتحام الكابيتول، ومظاهرات تونس ولبنان، تفشي سلالات جديدة من كورونا في بريطانيا وجنوب أفريقيا، وحريق في مترو البحوث وسوق التوفيقية، وكأن من حاولوا إحراق القاهرة من حوالي تسعة وستين عاماً يعاودون العمل بنشاط لكن بتخفي، لأن في هذه المرة المفترض يكشف اللثام عن هويتهم.
رأيت خسارة منتخب اليد من الدانيمارك بصعوبة وبعد وقت إضافي، وخروجنا من دور الثمانية من البطولة التي لعبت على أرضنا، وهي بطولة كأس العالم لكرة اليد، والفارق شاسع على العموم بين خروجنا من دور الثمانية في كأس العالم لكرة اليد على يد بطل العالم وبصعوبة كما رأينا، ومن خروجنا العام قبل الماضي من دور الستة عشر من بطولة كاس أمم أفريقيا لكرة القدم.
شاهدت تدهور ليفربول، وانهيار وتراجع محمد صلاح، شاهدت الكثير من الأزمات الرياضية والكروية والقانونية والحوادث، وبين كل هذه الأزمات والكوارث والنكبات كان يناير دائماً وأبداً بارداً يبعث في نفسك الوحدة، ويبث في شعورك البرودة التي أكثر وجعاً من وقع برودة الشتاء على جسدك.
شاهدت تسليم المعارض الروسي الذي كادت السلطات الروسية التخلص منه بالتسميم، لتسليم نفسه في روسيا من يومها الناس في الشوارع تهتف ضد بوتين، تابعت فيديوهاته المعارضة للرئيس والسلطة والنظام، شاهدت تعاطف وتجاوب الشعب الروسي معه، قرأت عن عودة السياحة الروسية ورحلات الطيران لمصر في فبراير المقبل، تابعت بمزيج من الاهتمام والقلق وصول بايدن للحكم فعلياً، تابعت التوترات الجارية في تركيا والعراق، وقفت أمام صفقات السلاح الأمريكية التي توقف إرسالها للسعودية والإمارات، وكأنها أمارات لتغيير في سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة.
أتابع الإعلان عن مقتل خليفة البغدادي في زعامة داعش بالعراق، أنتبه جداً لأزمات تحدث في أفريقيا منها الصراع بين السودان واثيوبيا، وتحركات ألمانيا، وصدام بين الاتحاد الأوروبي وشركة إسترا زينيكا التي تنتج لقاح كورونا، وبين كل تلك الأزمات والقلاقل رأيت أول طبيب وطبيبة مصرية في سلسلة طويلة من الطواقم الطبية المصرية يحصلون على لقاح كورونا كبداية لتلقيح الشعب المصري كله ضد هذا الوباء.
واتضرع إلى الله أن يعدي كل الأمور على خير، ويقلل من أزمات الشهر القادم وكل الشهور القادمة.
المختصر المفيد كل شهر وأنتم طيبين.