تميزت بقوامها الممشوق وملامحها الهادئة، وكانت من محبي ممارسة رياضة الكاراتية، كما أنها كانت تحرص على نشر ثقافة ممارسة الرياضة الخفيفة بين أهالي قريتها نكلا العنب في مركز إيتاي البارود داخل محافظة البحيرة، إلا أن حلمها لم يكتمل فبين لحظة وضحاها تحولت إلى مريضة نفسية تعاني من انفصام بشخصيتها وخلل نفسي شديد، بعد وفاة والديها مباشرةً، ما جعلها تفقد وعيها وتركيزها بشكل تام لتخرج إلى الشوارع وتصبح بين صفوف المشردين.

معها سكين
يميل سلوك مروة محمد صاحبة الـ 40 عامًا، والتي عملت كومبارس بمسلسل «عائلة الحاج متولي»، إلى العدوانية، فبعد أن أصيبت بالخلل النفسي أصبحت تحمل سكينًا معها، وتحاول «تهويش» كل من يقابل أو يعترض طريقها، حتى شقيقها الأكبر ساهر محمد لم يعد قادرًا على رعايتها، فكلما حاول أن يبعدها عن الشارع كانت تعود إليه: «مروة بتقعد جنب محكمة إيتاي المعروفة والناس مستحيل تقرب منها عشان بيبقوا خايفين تعملهم حاجة لكن لو محدش جيه جنبها خلاص مش بتقرب له»، بحسب تامر عيسى أحد الجيران الذي كان يراها ببعض الأحيان.

سبحان مغير الأحوال
وجاءت شهادة «تامر» تجاهها: «كانت بنت زي الفل ومقبلة على الحياة وروحها حلوة وقمر دلوقتي بقى يتخاف منها محدش يقدر يتعامل معها وسبحان مغير الأحوال»، لتصبح تصرفات «مروة» تميل إلى العشوائية والجنون: «مرة حاولت أصورها وأنا رايح فرح عشان احط صورها على الفيسبوك ويساعدوها ولسه بطلع الموبايل راحت مطلعة السكينة وفضلت تهوشني وطبعا مزعلتش منها ليس على المريض حرج»، كما أنه يحاول الاطمئنان عليها من فترة إلى أخرى ويتابعها بشدة من خلال أحد جيرانها أو المارة بالشارع الذي تجلس فيه: «واحد قال لي انهارده فضلت تجري وراء الحفار اللي بيحفر الترعة وكانت بتضحك مش عارفين ليه».

ساعدوا مروة
وتتعرض «مروة» إلى تحرشات ومضايقات من بعض البلطجية بسبب تواجدها بإستمرار في الشارع، وتدافع عن نفسها باستخدام السكين الذي تحمله: «فالناس كلها بقيت بتسيبها في حالها بس الشهادة لله عمرها ما أذيت ولا عورت حد»، ويقول «تامر»: «كل ما يكون معاها فلوس بتشتري بها سجاير وتشرب أو تديها كلها لسواق توكتوك ويطلع يلف بيها في القرية كلها، نفسي حد يساعدها وترجع لعقلها تاني».