كتب – روماني صبري
التمثيل والإخراج كلاهما مهم لي، مثلت لفترة أطول بكثير مما أخرجت، فأنا امثل من سن السابعة، حتى أصبح التمثيل جزء مني، وما أريد أن أكون، وآمل أن أظل امثل لوقت طويل جدا، صحيح أن الإخراج يعطيك شعورا أكثر بالمسؤولية عن العمل، لان المخرج يروي كل جزء من الحكاية، لكنه أيضا يشغل حيزا اكبر بكثير من وقتك، عليك بالتالي أن تحب الفيلم، ولا اعتقد إني كنت سأتمكن من إخراج فيلمي "الزوجة المفقودة"، لأنه سوداوي جدا، ويضايقك كثيرا نوعا ما، بينما مخرجه "ديفيد فينشر"، يحب هذا النوع من الأفلام ويعيش عليها.
"بن أفليك."
توج الممثل والمخرج وكاتب السيناريو الأمريكي بن افليك، بجائزة اوسكار عن أفضل نص أصلى عام 1998 عن فيلم Good Will Hunting و فاز بها بالمشاركة مع صديقه الممثل مات ديمون، كما حصل على اوسكاره الثاني عبر فيلم "ارجو"، وفاز بها بالمشاركة مع جورج كلوني و جرانت هيسلوف كونهم منتجي الفيلم .
يقول افليك في مقابلة مع برنامج "سينما بديلة"، المذاع عبر قناة "بي بي سي عربي"، ردا على سؤال "بعد أن فزت بالكثير من الجوائز عن فيلم "ارجو"، لابد انك غرقت في مشاريع ونصوص عرضت عليك لإخراجها : بالبعض منها، لم اغرق، لكن قدمت لي عروض جيدة بالفعل.
ما العناصر التي جذبتك إلى مشروع "الزوجة المفقودة" ؟
العمل مع مخرج مميز ومهم بالفعل أكثر ما يجذبني، لأني كنت بحاجة لان أتعلم بعض الممارسات الإخراجية، وان أجد ما يمكن أن اسرقه منها، يزداد لدي باستمرار الشعور كممثل بان المخرج هو أهم شيء، والعمل مع مخرج تريد العمل معه هو أفضل شيء يمكن أن تقوم به، وديفيد فنشر لم يخرج أبدا فيلما سيئا."
هل تعلمت من فنشر شيئا إخراجيا جديدا؟
أنا بن افليك، شخص يختلف عن فنشر، ذوقي مختلف، معالجتي الإخراجية مختلفة، لكني الآن اعرف كيف يعمل وهذا برأيي مفيد، وديفيد فنشر يستحق أن تسرق أفكاره وكذلك تيرنيس مالك، ومايكل بيه، وكل المخرجين المختلفين الذين عملت معهم وشاهدت أسلوبهم، وراقبت طريقة عملهم، وهذا أمر مفيد لي كمخرج، ومعظم المخرجين لا يشاهدون طريقة عمل المخرجين الآخرين.
تؤدي في الفيلم شخصية "نك"، وهو بطل مختلف عن الأفلام الرائجة، الذين نشعر بارتباط بهم من بداية الفيلم إلى نهايته، لكن هنا تتوزع مشاعر المشاهد بين حبه وعدم حبه، إلى أي حد كان أداء الدور صعبا، أو ربما ممتعا ؟.
: كان أكثر إمتاعا، كان شخصية مركبة، أكثر من كونه دور بطولي تقليدي، وفنشر يكره الشخصية التقليدية المحبوبة، وأنا اعتقد انه يجب أن تتعاطف مع الشخصية، إلى حد ما، نعم يجب عليك أن تفهم وجه نظر الشخصية، وأحيانا نشعر بان هذا الرجل قام بفعل سيء، وأحيانا أتفهم جيدا موقف الرجل، هذا كان ممتعا.
فمن الممتع العبث بمشاعر المشاهدين وبرأيهم بالشخصية، وهذا أمر لا نقوم به عادة فكما قلت، البطل شخص نبيه، يسيطر على الأمور ويقوم بالعمل المناسب دائما.
المميز في نك بطل "الزوجة المفقودة"، انه مستوحا من الواقع، فيه من الواقع أكثر مما في البطل العادي، لأننا جميعا نرتدي أقنعة تخفي أسرارنا العميقة، هل يشعر بن افليك بأنه يشاركه تلك المشاعر ؟ .
أرى أن الفيلم يعالج فكرة مميزة جدا، وبالطبع جميع البشر يرتدون أقنعة، خاصة عندما نكون على أبواب علاقة جديدة، حيث نريد أن يعجب بنا الناس فنظهر أفضل ما فينا، السيئ في ذلك هو الدخول في تلك العلاقة، فيراك الطرف الآخر كاملا، وعندها فقط يبدأ الزواج والعمل الشاق، فعندها أنت تعيش مع شخص حقيقي، ليس مع شخص مصطنع، ليس مع قناع، ولم اسمع مؤخرا عن عمل عالج هذه القضية، وكان هذا جذابا.
لم تكن وسائل الإعلام في الفيلم على الأقل متسامحة مع نك، فصورته كشخص مارق واتهمته بقتل زوجته، هل سبق ان شعرت انك ضحية؟.
: يوجد الآن دمج بين إعلام الأخبار والتسلية في الولايات المتحدة، وبات من الصعب حقا ان نحدد الفارق بينهما، وسائل الإعلام بصراحة مصابة بالكسل، عليك الحديث عن الكثير من الأخبار والأشياء، ومن الأسهل أن تبحث بواسطة "جوجل"، عما قاله شخص آخر في موضوع ما وتنشره، وهكذا يظل موضوع قديم حيا باستمرار رغم انه قد يكون فات عليه الزمن تماما.