الأقباط متحدون - البحث عن وزير دولة... لشئون التوك توك ...!!!
أخر تحديث ٠٧:١٤ | الاثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢ | ٩ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٢٣ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

البحث عن وزير دولة... لشئون التوك توك ...!!!

بقلم: المهندس نبيل المقدس

 يُعتبر التوك توك من الأقليات المصريه مثله مثل أقباط مصر والمرأة .. حيث عاش في أرض مصر مهضوم الحق  من وقت ظهوره بيننا فجأة وبدون إنذار منذ حوالي 5 سنوات .. كما أنه أصبح لا يُعترف به من قبل الأغلبية حتي أنهم رفضوا أن يستخرجوا له رخصة تسيير مركبة , ولا حتي لا يحق له أن يحمل " نمرة" مثله مثل باقي طائفته من الدراجات النارية . وتعبير " الدراجة النارية " هو الإسم الذي يُطلق علي الفيسبــــــا والموتيسكلات . وقد كنت من هؤلاء الذين تشرفت بحمل وإمتلاك هذه الرخصة النارية , فقد شعرت و كأنني  ملكت رخصة حمل سلاح ناري . 


    منذ 4 سنوات تقريبا .. طقت في دماغي أن أشتري " دراجة نارية " بعد ما تذوقت صعوبة الركنة بالسيارة التي كنت أمتلكها من قبل  . كانت مشكلتي البحث عن مَنْ يُعلمني  القيادة .. وبينما كنت محتار إذ أجد زبونا " صنايعي كهربا" راكبا توك توك علي الزيرو ومقبلا علي محل عملي لكي يشتري بعض من الأدوات الكهربائية لزوم شُغله .. نظرت إلي التوك توك الذي يمتلكه فوجدتُ أنها هي الفرصة الوحيدة والأخيرة لتعلم قيادة التوك توك ومنها أستطيع قيادة الدراجة النارية . 
 
   وجدت قبولا من الأسطي حمدي الصنايعي الذي يمتلك التوك توك , ولم يبخل عليَ في أن يُعطي لي من جهده ووقته الثمين في سبيل التعلم .. وفعلا تعلمت القيادة , وكان يأتي عندي يوميا يركن التوك توك حتي ينتهي من بعض أعماله في المنطقة , ومافيش مانع بالمرة يأخذ معاه زبون او زبونة حتي أول الشارع العمومي .. من وقتها أحببت التوك توك .. وكم تعجبت أن هذه المواصلة ممنوعة من أن تحمل رخصة تسيير وأن يُعطي لها نمــرة , لهذا السبب كانت لا تتجرأ أن تخرج وتسير في الشوارع العمومية  ولا تستطيع أن تمارس حقها علني مثلها مثل سلب الكثير من حقوق الأقباط وتقييد حرية المرأة . لذلك أصبح التوك توك من الأقليات الموجودة في مصـــر .     
 
   أخيرا وبعد ثورة 25 يناير والوصول إلي نتائجها بوصول رئيس منتخب إنتصر التوك توك علي قرارات النظام القديم .. وبدأ يظهر في شوارع القاهرة عيني عينك بعد ما أظهر الرئيس المنتخب في خطابه إهتمامه لسائقي التوك توك .. وتم إعتبار هذا الإهتمام من الرئيس الجديد هو إنتصار علي الرئيس المخلوع .. فقد كان التوك توك يسير في الشوارع الفرعية والخلفية في العهد السابق سرا ومتخفيا في ثوب فار أو تِقْدَرْ تقول في ثوب صرصار , وبالرغم أنها وسيلة مواصلات لها مزايا إلا ان عيوبها أكثر بكثير من هذه المزايا . فالمعروف أن هذه الفيران التي  نراها تمرق أمامنا في الشوارع , أو ربما نجدها تمر بين أرجلنا حسب مزاج سائقها كانت سببا في بث روح الفوضي والجلبة في المناطق العشوائية . أصبح وجود التوك توك مركزا ومصدرا للبلطجة بجميع انواعها .. ولا ننسي أنها السبب في الكثير من حوادث التحرش وخطف الفتيات لإغتصابهن , والتخلص من صاحب التوك توك بالقتل لرد ما عليه من ديون من أصدقائه , وعندما يتم التحقيق في هذه الجريمة نفاجيء أن هذه الديون لها علاقة بتجارة المخدرات وحبوب الهلوسة وغيرها من الأشياء التي اصبحت سببا في تدمير أكثر من 45 % من قوام شبابنا .  
 
    الغريب بعد ما أظهر الرئيس مدي إهتمامه بشئون التوك التوك , حتي أنه كان يذكرها دائما في خطاباته الشعبية الحماسية , نجد أنه  لم يدرجها من ضمن أوليات الحل لخمس مشاكل في الـ 100 اليوم الأولي .. كنت أتوقع من سائقي التوك توك التجمهر حول قصر الرئاسة ليطالبوا بتنفيذ عهد الرئيس لهم في كل خطاب ... سألت الأسطي حمدي الصنايعي عن سبب تقاعسهم في إسترداد حقوقهم .. فكان رده عجيب وغريب إذ قال لي " أحنا يهمنا أنه إعترف بوجود التوك توك , وهذا يكفي , هو أحنا ناقصين نفتح علي أنفسنا أبواب ما نعرفش نسدها .. أحنا كده ماشيين في أجدع الشوارع من غير رخص ولا حتي نمر .. أحنا ماشيين ببركة الريس وتحت حماه . والأعجب من هذا وجدت عدد سائقي التوك توك من بعد تولي الدكتور مرسي الرئاسة أغلبهم ملتحين .. حتي حمدي الصنايعي بدأ يربي لحية لزوم التوك توك . 
 
   واضح أن الرئاسة الجديدة تريد كسب كل الناس حولها , حتي ولو كان علي حساب سلامة وأمن المواطنين أنفسهم .. لم يسأل سيادة الرئيس لماذا كان يتعنت النظام القديم في الإعتراف بهذه الصراصير التي أتت إلينا بدون إحم ولا دستور داخل بلادنا ؟.. و لأن ليس كل رجال النظام السابق فاسدون .. فقد رفضت لجنة الأمن والمتانة بهيئة المرور هذه الوسيلة الإنتقالية وضمها مع طاقم الدراجات النارية لوجود عيوب وأخطاء فنية تسبب علي عدم سلامة الركاب .. أي ان المواصفات الفنية العالمية غير متوافرة في هذا التوك توك العجيب ..! 
 
   ومن ناحية أخري كانت هناك مجموعة فاسدة في النظام القديم والتي سمحت بكل بجاحة بإستيراد هذه الحشرات القاتلة وإعطاء تراخيص إدخالها البلاد قبل ما يتم موافقتها من قبل مهندسي المرور , وخبراء المركبات الموجودة في مؤسسات الدولة .  
 
   كان علي سيادة الرئيس أن يوجه اللوم وتوبيخ كل من تسبب في إدخال هذه الحشرة التي يسمونها التوك توك .. وتحويل كل من عليه مسئولية قبولها إلي لجان تحقيق .. واضح أن سيادته لم يري هذه الحشرات التي تسببت في كثير من مشاكل المرور والحوادث والبلطجة .. هو ربما سمع عنها فقط .. ولم يراها . 
  هذه المشكة تتراكم أكثر وأكثر في بلادنا من شمالها إلي جنوبها .. ومن شرقها إلي غربها .. وخصوصا بعد ما أعطي الرئيس الضوء الأخضر أنه سوف يحل مشاكلهم ويهبهم التراخيص. وانا أعتقد أن التوك توك اصبح الآن أمرا واقعا , بل اصبح مشكلة وفي نفس الوقت اصبح مصدر رزق لكثير من الشباب في القري وفي النجوع وفي عواصم المحافظات .. كل هذا لا تستطيع المجالس المحلية وادارات المرور القيام بحلها إلا بحل سياسي بحت الذي يستلزم تعيين " وزير دولة لشئون التوك توك " ... وبهذه المناسبة أنا ارشح لهم الأسطي " حمدي الكهربائي " الذي يُعتبر خبير من خبراء هذه الدراجة النارية .... ونـــار يا حبيبي نـــار ...!
 
    المهم وده الأهم ترك البلد في صراعات مابين مشاكل الدستور ومشاكل التوك توك وذهب إلي السعودية الأم لكي يتبارك من ملكها وبالمرة لإداء العمـــرة لكي يحمد ربــه علي الهنــــا الذي هو فيه من لا شيء .... !!!  
http://www.youtube.com/watch?v=_6bkmLzNS9I 
                                                                                                         
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter