هل سمعت من قبل عن خس الآيسبرغ؟ إنها تلك الأوراق الخضراء التي تتواجد بأغلب سندوتشات وأكلات مطاعم الوجبات السريعة، حيث يتميز بمذاق جيد وقوام مقرمش، علاوة على بعض الفوائد الصحية الضرورية للجسم، والتي نكشف عنها بالتفصيل.
العناصر الغذائية في خس الآيسبرغ
ربما لا يحمل خس الآيسبرغ نفس كميات العناصر الغذائية المتاحة بأنواع الخس الأخرى، إلا أنه يحقق للمرء بعض الفوائد الصحية التي لا يمكن إغفالها، انطلاقا من تعدد الفيتامينات والمعادن داخله.
يحتوي هذا النوع من أنواع الخس على كميات من فيتامين سي الذي يتمتع بخصائص مضادة للتأكسد، وفيتامين أ المساند لصحة العين وخلايا الجسم، إضافة لفيتامين ك المساعد على تجلط الدم لمن يعاني من ميوعته، والمضاد لكسور العظام، ولنسبة من فيتامين ب المعقد المعروف أيضا باسم حمض الفوليك.
كذلك يحتوي على نسبة مقبولة من المعادن، يأتي في مقدمتها معدن الكالسيوم صاحب الأدوار العظيمة فيما يخص حماية العظام والأسنان من الأزمات، إلى جانب البوتاسيوم المسؤول عن خفض مستويات ضغط الدم عبر تقليل تأثير الملح في الطعام.
كل ذلك إضافة إلى محتوى هذا الخس من الماء والذي يشكل 96% منه، وكذلك البروتينات والدهون والكربوهيدرات والألياف الغذائية التي تتواجد داخل هذا النوع المميز من الخس، والتي تكشف لنا عن فوائده المختلفة.
فوائد خس الآيسبرغ
تعطي مكونات وخصائص خس الآيسبرغ نبذة عن فوائده الصحية، إذ يعمل محتوى هذا الخس من كل من المياه والألياف الغذائية على تحسين صحة المعدة والأمعاء، نظرا لأدوار تلك المكونات في تسهيل عملية التبرز وتقليل فرص الإصابة بالإمساك.
كذلك يضمن احتواء خس الآيسبرغ على معدن الكالسيوم وفيتامين ك تمتع العظام بصحة جيدة، وتقليل مخاطر معاناتها من الكسور والأزمات المختلفة، علما بأن الورقيات الخضراء بشكل عام تحتوي على نسب كبيرة من الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور.
تعتبر القدرة على مواجهة الأمراض من فوائد خس الآيسبرغ، الذي يحتوي على عناصر متعددة بإمكانها مقاومة التأكسد، ومن بينها فيتامين سي والمواد النباتية الثانوية، التي تواجه الجزيئات الحرة بثبات منعا لأضرارها، مع الوضع في الاعتبار أن معادن الكالسيوم والمغنيسيوم وكذلك الفوسفور والبوتاسيوم لها دور كبير أيضا في تقوية المناعة وبالتالي صد هجمات الأمراض.
يشير خبراء الصحة بشكل عام إلى أن الخس له علاقة إيجابية فيما يخص تقليل فرص المعاناة من أمراض القلب والأوعية الدموية، ما قد يتحقق باعتياد تناول الخس بشكل عام، وخس الآيسبرغ بشكل خاص، نظرا لاحتوائه على كميات مناسبة من كل من فيتامين سي وفيتامين ب المعقد، إضافة إلى معدن البوتاسيوم المعروف بدوره في تقليل ضغط الدم في الجسم.
وبينما أشرنا من قبل إلى كميات فيتامين ك المتاحة بخس الآيسبرغ، فإنه من المؤكد أن هذا النوع من أنواع الخس له القدرة على زيادة فرص تجلط أو تخثر الدم، وهو الأمر الضروري لكل من يعاني من أزمات ميوعة الدم، وتحديدا سهولة نزيف الدم، علما بأن الإصابة بتلك الأزمة تتطلب دائما زيارة الأطباء لمعرفة العلاجات الممكنة لها، وللتأكد من إمكانية الاعتماد على خس الآيسبرغ من أجل مواجهتها.
يساهم محتوى خس الآيسبرغ من الماء ومن الألياف الغذائية أيضا في زيادة الإحساس بالامتلاء والشبع، وهو أمر يأتي في ظل احتواء هذا النوع من أنواع الخس على نسبة قليلة من السعرات الحرارية، ليجعله بمثابة الغذاء المناسب لكل من يعاني من زيادة الوزن ويرغب في التخلص من السمنة.
لا يمكن تجاهل دور الخس في مواجهة بعض الأزمات المتعلقة بالصحة النفسية، حيث يقلل كثيرا من مشاعر القلق والتوتر، كما أنه يحسن من فرص النوم ويقلل من الإحساس المزعج بالأرق، وهي أمور تأتي في مصلحة صحة المرء النفسية التي تضمن عدم الإصابة بمرض الاكتئاب الشائع إلى حد كبير.
مقارنة بين خس الآيسبرغ والأنواع الأخرى
تبدو فوائد خس الآيسبرغ واضحة للجميع، إلا أن ذلك لا ينفي وجود أفضلية لدى أنواع الخس الأخرى التقليدية، إذ يزخر خس الآيسبرغ بالفيتامينات والمعادن ولكن ليس بنفس الكمية المتاحة بالأنواع المختلفة للخس، وتحديدا الخس الأحمر.
كذلك وعلى الرغم من أهمية المحتوى المائي الكبير والخاص بخس الآيسبرغ، فإن تلك النسب المرتفعة تأتي في بعض الأحيان على حساب معدل الفيتامينات المتاحة به، وهو أمر يقل من فوائدها.
في كل الأحوال، يتمتع خس الآيسبرغ بفوائد صحية لا يمكن تجاهلها، إلا أن المطلوب دائما هو التنوع بين الأطعمة والأكلات، وحتى بين أنواع الخس للفوز بفوائدها المتعددة كافة.