كتب – روماني صبري
لم تتخيل عائلته الايطالية أن يستحيل ابنها المولود عام 1899 ببروكلين، إلى احد اخطر رجال المافيا في الولايات المتحدة الأمريكية، طرق باب الجريمة بالانضمام لعصابة، وعمل حارسا لأماكن الجريمة المنظمة مثل بيوت الدعارة، في بداية عشرينيات عمره انتقل إلى شيكاغو وأصبح حارسا شخصيا وصديقا مقربا لرئيس النقابة الإجرامية جوني توريو التي كانت جماعته تنتج الكحول بشكل غير قانوني وكان تحت حماية الاتحاد الصقلي، انه "آل كابوني"، الذي اظهر التزامه واجتهاده كطالب، لكنه واجه مشكلة مع نظام مدرسته الكاثوليكية الصارمة، وانتهت دراسته وهو في سن 14، بعد أن طرد بسبب ضربه لأحد المعلمات في وجهها، انتقل بعدها للعمل في عدة مجالات في أنحاء بروكلين، منها في متجر للحلوى وصالة للبولينج، وخلال هذا الوقت تأثر آل كابوني برجل العصابات جوني توريو، الذي اعتبره مرشدا له.
كابوني يتسلم الدفة
حين أصبح توريو رئيس أكبر مجموعة إجرامية منظمة إيطالية في المدينة، اصبح آل كابوني ذراعه الأيمن، وقد كان حذرا من الانجراف في حروب العصابات وحاول التفاوض على اتفاقيات حول المناطق الموزعة بين الجماعات الإجرامية المنافسة، وكانت أصغر عصابة في الجانب الشمالي بقيادة دين أوبانون، الذي يعود إلى عرق مختلط.
في يناير 1925، تعرض آل كابوني لكمين سببت له الهلع لكن دون إصابات، وبعد اثني عشر يوما، عندما كان توريو عائداً من رحلة تسوق تعرض لإطلاق نار كثيف لكنه لم يمت بل أصيب، وبعد أن شفي، استقال بشكل رسمي من المنظمة وسلم قيادتها إلى آل كابوني الذي كان وقتها في عمر 26 سنة، أصبح الرئيس الجديد للمنظمة التي بدأت تعمل في مصانع الجعة الغير قانونية وشبكات النقل التي وصلت إلى كندا، مع حماية سياسية وتنفيذ للقانون.
العقاب بالمتفجرات
وبدوره كان قادرا على استخدام المزيد من العنف لزيادة الإيرادات، فقد كان ينسف المؤسسة التي ترفض شراء المشروبات الكحولية منه بالمتفجرات، وقد وصل عدد القتلى في مثل هذه التفجيرات خلال عقد 1920 إلى 100 شخص، ويرى المنافسون أن آل كابوني هو المسؤول عن انتشار بيوت الدعارة في المدينة.
ثروة ضخمة رغم صغر سنه
كانت علاقاته الناجحة مع العمدة ويليام هيل ثومبسون وشرطة المدينة تعني أنه أصبح في مأمن ولن يتم تطبيق القانون عليه، خلال 10 سنوات فقط من العمل قدرت ثروته بـ 1.5 مليار دولار.
مذبحته البشعة
ارتكب آل كابوني أبشع مذابح العصابات في البلاد وهي "مذبحة يوم القديس فالنتين"، حتى ينهي حياة رئيس عصابة الجانب الشمالي بغز موران، وكان موران آخر الناجين من مسلحي الجانب الشمالي، وقد كانت خلافته قد انتهت بسبب مقتل أسلافه فينسنت دروتشي وهيمي وايس في أعمال العنف التي أعقبت مقتل الزعيم الأصلي دين أوبانون.
في يوم الخميس 14 فبراير عام 1929 تم تنفيذ المذبحة بإشارة من كابوني، حيث بدأ رجال المراقبة المسلحين والمتنكرين في زي الشرطة الغارة، وبأمر من رجال الشرطة المزيفين اصطف الضحايا السبعة على طول جدار من دون صراع ،وقتل الضحايا السبعة في إطلاق النار بالرشاشات والمسدسات وأصيب كل منهم بخمس عشرة إلى عشرين أو أكثر من الرصاص، هزت صور المجزرة العالم، مما دفع قوة تنفيذ القانون الفيدرالية لزيادة التركيز على التحقيق في أنشطته.
زواجه
تزوج آل كابوني من ماي جوزفين كوغلين في 30 ديسمبر 1918 وهو في سن التاسعة عشرة، وقد كانت أيرلندية كاثوليكية، وأنجبا ألبرت فرانسيس كابوني الملقب بـ"سوني"، كان آل كابوني وقتها دون سن 21، وكان على والديه أن يوافقا خطيا على هذا الزواج، وكانا سعيدين بزواجهما رغم أنشطته الإجرامية.
روبن هود العصر الحديث
رغم جرائمه إلا انه نال إعجاب الكثيرين، حيث هتف المتفرجين عندما ظهر في ألعاب الكرة، وقد قدم تبرعات إلى جمعيات خيرية مختلفة فاعتبره الكثيرون "روبن هود العصر الحديث"، ومع ذلك، فقد تضررت صورة شيكاغو وكابون بسبب مذبحة يوم القديس فالنتين، التي قتل فيها سبعة من عصابة منافسة في وضح النهار، ومما أدى إلى مطالبة عدد من المواطنين المؤثرين من الحكومة والصحف بأن تطلق على آل كابوني عبارة "العدو العام رقم 1".
كابوني يدلل نفسه
كان يحب تدليل نفسه بلبس البدل الرسمية وتدخين السيجار، وتناول الطعام الفاخر والشراب (كان الشراب المفضل له هو تمبلتون راي من ولاية آيوا، وكانت برفقته امرأة حسناء، وعرف عنه لبس المجوهرات البراقة الثمينة، كان رده عندما يسأل حول أنشطته: "أنا مجرد رجل أعمال، وإعطي الناس ما يريدون" و، "كل ما أقوم به هو تلبية للطلب العام"،أصبح آل كابوني شخصية وطنية شهير وحديث الناس.
السقوط والنهاية
شهد عام 1931 مواجهته بتهم التهرب الضريبي، والتهرب الضريبي حينذاك كان جريمة فيدرالية، وكان الادعاء إستراتيجية جديدة، وخلال القضية التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، أعلن القاضي الحكم بعد أن اعترف آل كابوني بدخله وضرائبه الغير المدفوعة، وحكم عليه بالسجن مدة 11 عاما في السجن الاتحادي، بعد الإدانة، وعززت المحكمة العليا أسس الاستئناف بحكم من قبل المحكمة العليا، لكن فشل الاستئناف في النهاية.
ظهرت على وجهه علامات خرف الزهري العصبي في بداية عقوبته وبدأت عليه علامات الوهن بشكل متزايد قبل إطلاق سراحه بعد 8 سنوات، وفي يوم 25 يناير عام 1947 رحل ال كابوني على اثر أزمة قلبية حادة.