عرض/ سامية عياد
اختارها الرب ليتجسد منها لما تتمتع به من صفات وما تمتلكه من قدرة على تحمل المسئولية كأم لمخلص العالم .. العذراء مريم والدة الإله التى استحقت ألقاب لم تحظ بها امرأة فى العالم كله..
الدكتور رسمى عبد الملك فى مقاله "يا أمى" فى تأمله لمعايير اختيار الله للعذراء ليتجسد منها ابنه الوحيد يسوع المسيح وضح لنا أن العذراء مريم كانت تتمتع بجوهر الإيمان العميق فى حياتها ، لديها شهوة الخدمة والعطاء ، تمتلك الحكمة وجمال الروح ، والسعى نحو القداسة طوال حياتها ، كل هذه الأمور تربت بداخلها من والديها يواقيم وحنة ، فقد ترجوا من الرب أن يعطيهم طفلا ، وتعهدا بتكريس هذا الطفل للهيكل مدى الحياة ، وحين استجاب لهم الله ورزقهم بمريم نفذوا ما تعهدوا به ، فخدمت العذراء فى الهيكل منذ الصغر مع غيرها من العذارى الأكبر سنا .
والمتأمل فى كيف كانت العلاقة بين العذراء والطفل يسوع ، فقد سكن فيها يسوع تسع أشهر ولم تحل بتوليتها ، الأم الباقية عذراء كل حين ، كانت تحمله على أيديها وترضيعه من ثدييها ليرضع من اللبن البتولى ، ليتغذى عليه مثل أى طفل رضيع وهنا يذكر لوقا البشير فى انجيله "طوبى للبطن الذى حملك ، والثديين اللذين رضعتهما" ، ووفقا لعظة "إفوديوس الرومانى" بطريرك ورئيس أساقفة روما بعد بطرس الرسول ، قال يسوع عن أمه : يا أمى ، على الرغم من أنك حملتنى تسعة أشهر فى رحمك ، أنا بدورى سأحملك فى أحشاء رحمتى ، وإن كنت قد أرضعتنى على ركبتيك وبيديك ، أنا بدورى سأضعك على عرش ممجد ، على يمينى ، ويمين أبى الصالح ، إن كنت قد لففتنى بأقمطة فى يوم ولادتى ، ووضعتنى فى مذود ، أنا بدورى سأغطيك بأجنحة السارافيم ، إن كنت قد قبلتنى بفمك وأرضعتنى لبنك العذروى ، أنا بدورى سأمدحك أمام أبى الذى فى السموات ، وأبى يغذيك بالخبز الحقيقى.
لقد استحقت العذراء ألقاب عديدة "سيدة العالمين" ، "المنارة الذهبية" ، "عنقود الحياة" ، "العليقة المكرمة" ، وغيرها من الألقاب ، فهى فخر جنسنا وكنز الفضائل .. إليكى يا أمى نتضرع وبيكى نتشفع ...