لم يكن التحرش الجنسي فقط من الشاب للفتاة أو العكس، إنما هناك أنواع من التحرش والغزل الصريح "السياسي والاقتصادي والاجتماعي"، هو نوع لا يمكن أن يقدم عليه إلا صاحب النفوذ والهيمنة على العالم..
فها هي فاتنة العالم بجمالها المزيف تحت الألوان والمصبغات الحقوقية والديمقراطية شديدة الزيف أيضًا، ممشوقة القوام الفكري الناضج لخدمتها، ولو على أرقاب الشعوب ذات الصوت الرنان في ديواننا، قوية عفية تخشى على مصالحها، فتسرق الكحل من العين، تمشي معها خطوة تسلبك الحظوة، لما تشوفك زعلان على طول تمطرك بوعود براقة زي حلاوة "غزل البنات"، مشروطة ومفيش هزار، يا تتجوزها والعصمة في إيدها يا تقلب عليك الوجه التاني "النكد"، وتقاضيك، والحقيقة معها حق؛ لأنها تملك مفتاح إدارة زمام العالم في بالوقت الراهن..
هل عرفتموها؟؟ إنها ست الحسن والجمال، ملكة النفاق، بنت العصر الحديث.
كل العجب عجبت أن تكون "أمريكا" ذات سيادة ووصاية على "مصر"! أين كانت "أمريكا" حين كانت "مصر" من قديم الزمان؟ أين حضارتها من حضارتنا؟ أين وأين؟ كم من الأسئلة. فتدخل "أمريكا" من خلال رئيسها السيد "أوباما" في شئوننا الداخلية التي ظهرت واضحة المعالم والتفاصيل في خطتها لتسليم الحكم على شعارها المزيف (الديمقراطية الناعمة والمخدر السحري والتنويم المغناطيسي). فلعل ما شعرنا به في الانتخابات والاستفتاءات بمباركة أمريكا، ذات الخيال الخصب، المتمتعة بفكر "الجان". وأهم ما أثار العجب أن يحس رئيسها ووزيرة خارجيتها أن يحددا اسم رئيس "مصر" دون الانتظار لما تسفر عنه صناديق الانتخابات التي قد تكون هي الحقيقة، ولولا تدخلهم لما ساورنا الشك في النتائج، وحين يصدر رئيسنا قرار جمهوري بعودة مجلس الشعب بعد صدور حكم المحكمة الدستورية بالحل، كان هناك مسئول أمريكي قبيل الإعلان بفترة وجيزة في حضرة رئيسنا.
وهكذا نجدها تعطي شرعية كاملة لجماعة الإخوان في إدارة البلاد وحكمها، لأنهم تيار منظم، دون أن ترى أن هناك تيارات وفئات وأقليات وشرائح بالمجتمع تريد أن تعيش أفضل حياة، تريد الكرامة والديمقراطية والمواطنة بما تحتويه من معنى.
قد يشاركني البعض الرأي أن الرئيس "أوباما" هو الرئيس الأعلى لقيادة العالم، فلابد أن يكون الرئيس الأعلى لـ"مصر" أيضًا، لأنها تقع تحت إمبراطوريته التي يريد حمايتها، حتى ولو قسمها إلى دويلات لتحقيق مصالحه الاقتصادية والسياسية. ونجد اختيار الجانب العاطفي والحس الإنساني لدى المصريين، وحلم الخلافة الإسلامية الذي يساور فكر جماعة الإخوان المسلمين ومثيلاتها في دول عربية وبعض الحركات الإسلامية الأخرى، هو ما جعل أمريكا تلف شباكها حول هؤلاء، لأنها تعلم مدى تعطشهم للوصول للحكم وبناء الخلافة، فدفعت بدواء تغييب العقل والفكر وتشغيل عضلاتهم، وتجبرهم بتوجيههم إلى أشياء يقبلها العقل المتجمد عن التفكير الأعمق فيما يحدث في الغد وبعد الغد، لهشاشة معرفته للمنطق والأصول، وما تبغيه الشقية على المدى المتوسط والبعيد لـ"مصر"؟ فهي تريد احتلالنا فكريًا واقتصاديًا وسياسيًا، وقد تكون نجحت مع بعض الأفراد والتيارات الدينية باستقطابهم في العديد من جوانب الحياة، وذلك لكي تخدم مصالحها، ولكن بسياسة نشر ديموقراطية لعبة "حاوريني يا نينة"..
انهض يا شعب مصر الأصيل. اصح يا عم "مجاهد" ويا عم "حنا" و"أم محمد" وأم مينا" وشباب الحارة والمدينة.. "مصر" بتتسرق مننا لأعدائنا. افهموا يا عالم. افهم يا شعبنا الطيب. إن "مصر" فوق الجميع، ولا تقبل إملاء عليها شروط من "أمريكا" وغير ها.