الحرب مع الصين لن تعالج كل المشاكل مرة واحدة.. ولكن كل مشكلة على حدة
كتب - نعيم يوسف
بعد تولي الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، ينظر الكثير من المراقبون إلى التحديات الموضوعة على طاولة سيد البيت الأبيض، ومنها وضع الاقتصاد الأمريكي في ظل أزمة كورونا، والعلاقات الأمريكية الأوروبية والبريطانية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وعن مدى تأثر الاستثمارات والأعمال الأمريكية في دول الخليج العربي بعد فوز بايدن، وحول ترقب الإدارة الأمريكية الجديدة للعلاقات مع إيران والاتفاق النووي.
قرارات تحتاج إلى آليات
وقال المحلل الاقتصادي زوايمة العربي، إن طبيعة الحزب الديمقراطي يعيش بنوع من الشعبوية، ومع قدوم الرئيس الجديد جو بايدن، اتخذ بالفعل بعض القرارات، إلا أن هذه القرارات تحتاج إلى آليات للتنفيذ، مشددا على أن الولايات المتحدة كانت تعيش نوع من تدمير للطبقة الوسطى، من خلال عمليات "تفقير" هذه الطبقات، ولذلك فإن قراراته بها جانب إيجابي إلا أن الجميع ينتظر تنفيذها على أرض الواقع.
وأضاف "العربي"، أن الولايات المتحدة تعيش نفس المشاكل التي يعاني منها العالم، وطريقة الرئيس السابق دونالد ترامب في معاداة أوروبا وباقي الدول لم تكن موفقة، وبايدن تعهد بالانضمام إلى معاهدة المناخ، والصين تعلم أنه لن يستطيع فعل ذلك بمفرده، وبالتالي لا يمكن أن يستغني عن التعاون معها.
أمريكيون عانوا من أزمة كورونا
من جانبه، قال أستاذ الاقتصاد السياسي ناصر قلاوون، إن هناك عدد من الطبقات التي عانت وفقدت وظائفها في أزمة فيروس كورونا، وعلى الجيمع أن يدفعوا ثمنا لما حدث، مشددا على أن بايدن يشعر بالمسؤولية، وهو ما زال في شهر العسل مع الجماهير، ويريد تأسيس نظام جديد يعتبر انقلابا على الترامبية، لكي يهدأ الأوضاع في البلاد، وعمل مصالحة وطنية، بين الأمريكيين.
وشدد "قلاوون"، في تصريحات لبرنامج "َالأسبوع الاقتصادي"، المذاع على قناة "فرانس 24"، الفضائية، أن عدم الإطاحة بقوة الدولار أمر مهم في هذه الأزمة، إضافة إلى تحديات كثيرة أخرى تواجه بايدن، مثل ملفات إيران والصين والصراع مع روسيا.
الصين تستفيد من التجارة العالمية
ولفت إلى أن الصين استفادت من منظمة التجارة العالمية لمدة 20 سنة، وأصبحت قوة جبارة في مجال التصدير، وأصبح النمو الخاص بها بالإيجاب في العام الماضي، بينما كان النمو الاقتصادي في أمريكا بالسالب، مشددا على أن الصين سوف تلعب بطريقتها في التجارة العالمية، مهما كانت الاتفاقات.
لا تحل المشاكل دفعة واحدة
أما الكاتب الاقتصادي فؤاد خوري حلو، فقال إن بايدن سوف يحاول أن ينظر إلى الأمور مع الصين ليس بالجملة، ولكن بالمشكلة الواحدة، ويعاد النظر في كل مشكلة على حدة، وهناك تعاون بينهما في مجال البيئة، وفي موضوع التكنولوجيا الأمور شائكة بشكل أكبر، والوضع يمتد إلى كل التكنولوجيات المعاصرة التي يمكن استخدامها في صناعة السلاح.
الحرب مع الصين
وشدد على أن كل الحروب مع الصين مفهومها يختلف حيث إن الصين تستند إلى مليار و200 نسمة من شعبها، والولايات المتحدة تحاول مخاطبة 7 مليارات نسمة في العالم، وبالتالي فإنه إذا تم استثناء الشعب الصيني، فإن الولايات المتحدة سيكون لديها 5 مليارات نسمة تتوجه إليها بالتكنولوجيا الخاصة بها.