الأقباط متحدون - السيادة لله
أخر تحديث ٠٥:٢٢ | الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٢ | ٨ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٢٢ السنة السابعة
إغلاق تصغير

السيادة لله

بقلم : مدحت بشاي
 
medhatbe@gmail.com
 
تابعنا خطيب الجمعة الأخيرة وهو يُشيد بإلرئيس المنتخب ، ويطالب رجال القضاء بمساندة مؤسسة الرئاسة والرئيس محمد مرسي ( كيف ؟!!! ) وعدم المشاركة فى محاولات "وأد" الثورة . ويضيف " أما رأيتم الرئيس يصلي باكياً حين يستمع لآيات الله " .. ثم يكرر القول بشكل خطابي " رئيسنا الأن يُصلي " وكأنه يؤكد أنه أول رئيس مصري يُصلي ، وأسأله ولا حتى الرئيس المؤمن أنور السادات كان يُصلي ؟!..أما رأيت الرؤساء الأربعة قبل خامسهم وهم برداء الإحرام يصلون ؟ .. أم أنكم قد عزمتم الأمر لإطلاق أغاني اخترناك وأهازيج مديح السلطان من جديد من أطهر بقعة سال على أرضها دماء شبابنا  ؟!
 
وشاركه مشاعر الولاء والانتماء كاهن شبرا الشهير فبادر بالقول فرحاً " إن الرئيس محمد مرسي لم تأتِ به الصناديق الانتخابية، لكن أتت به السماء معتبرًا أن ذلك تنفيذاً لـمشيئة ربنا " .. ياناس ياهوووه حرام ما تفعلونه بنا !!!
 
أما أخر الافتكاسات التي يتبناها حزب النور تبديل مصطلح " السيادة للشعب " بمصطلح " السيادة لله " ، وكان المنطقي تفهم تسليم سيادة البلاد لمشايخ السلفية ، وإضافة " الشورى " لضرب مفهوم الديمقراطية واستبدال المحكمة الدستورية بالأزهرالشريف كمرجعية دينية ..!!
 
والسيادة في تعريف اللغة : من سود، يقال: فلان سَيِّد قومه إذا أُريد به الحال، وسائِدُ إذا أُريد به الاستقبال، والجمع سَادَةٌ ، ويقال: سادهم سُوداً سُودُداً سِيادةً سَيْدُودة استادهم كسادهم وسوَّدهم هو الـمسُودُ الذي ساده غيره فالـمُسَوَّدُ السَّيّدُ. والسَّيِّدُ يطلق على الرب والمالك والشريف والفاضل والكريم والحليم ومُحْتَمِل أَذى قومه والزوج والرئيس والمقدَّم، وأَصله من سادَ يَسُودُ فهو سَيْوِد، والزَّعامة السِّيادة والرياسة.
 
ويضيف زياد بن عابد المشوخي : في الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "السيد الله تبارك وتعالى"[6]، وقال صلى الله عليه وسلم: "أَنَا سَيِّدُ الناس يَوْمَ الْقِيَامَةِ". وخلاصة المعنى اللغوي للسيادة أنها تدل على المُقدم على غيره جاهاً أو مكانة أو منزلة أو غلبة وقوة ورأياً وأمراً، والمعنى الاصطلاحي للسيادة فيه من هذه المعاني. وفي تعريف السيادة اصطلاحاً"السلطة العليا التي لا تعرف فيما تنظم من علاقات سلطة عليا أخرى إلى جانبها". وعرفت بأنها: "وصف للدولة الحديثة يعني أن يكون لها الكلمة العليا واليد الطولى على إقليمها وعلى ما يوجد فوقه أو فيه". 
وعرفت أيضاً بأنها: "السلطة العليا المطلقة التي تفردت وحدها بالحق في إنشاء الخطاب الملزم المتعلق بالحكم على الأشياء والأفعال" ... ولا تعليق سوى أن اللجنة الحالية لو لم يتم حلها ، فنحن في سبيلنا إلى دستور كارثة !!
 
وفي هذا الصدد أتفق مع ما أكد عليه محمد نور فرحات الفقيه الدستوري أنه "لا يوجد في دساتير العالم إسناد السيادة لله عز وجل"، مؤكداً أن كلمة السيادة لها مدلول سياسي وقانوني، وأن "السيادة لله" تعبير ديني "يعطي المساحة في تحويل الدولة من مدنية إلى دينية".وأوضح فرحات، في تصريح خاصة لـ"الوطن"، أن "(السيادة لله) تعطي الحق لأي حاكم يأتي فيما بعد أن يستخدم ذلك التعبير في زعم أنه يحكم باسم الله، في حين أن أمور الحكم محل خلافات وصراعات دائما ورؤية متغيره باستمرار".كما طالب فرحات "أن نجنب الذات الإلهية الصراعات السياسية"، ومؤكداً أنه، على حد قراءته للدساتير الحديثة، "لم يرد نص بها يعطي السيادة لله".وشرح فرحات المدلول القانوني لـ "السيادة للشعب" بأن "الشعب من حقه أن يحاسب الحاكم والسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في حالة عدم رضاء الشعب عن ممارسة السلطة والحاكم يستطيع أن يستبدلهما".
 
ما هو المطلوب من المواطن المصري الأن ؟... سؤال بات يعصف بفكر ووجدان الناس ، فالبدن مكدود والفكر شارد والقلب موجوع ، والأمل قد خاب والهدف قد ولى مساحات إمكانية التحقيق ، والنور الذي كان يبدو على استحياء ويخفت في أحيان أخرى في نهاية نفق التحول من اليأس إلى الرجاء قد تباعدت الأزمنة الفاصلة بين الضياء واحتجاب توهجه..
 
ما هو المطلوب من المواطن المصري الأن ؟.. لقد غضب وحول غضبه بعد صبر دام أكثر من نصف قرن إلى ثورة قدم فيها على مذبح الحرية روح وعين وقلب زهور الوطن في ميادين التحرير ، وأسقط رأس النظام وبطانته المجرمة وبرلمانه المزور وحزبه اللعين وصلى في الميدان شكراً لرب البلاد والعباد بإيمان فطري عبقري بتعاليمه العظيمة دون وساطة أو وصاية أو تحريض من جانب جماعات للنهي عن المنكر أو وصاية كهنوتية.
 
 ما هو المطلوب من المواطن المصري الأن ؟... أرادها انتخابات حرة نزيهة وأرادوها موقعة صناديق ونزال بين أتباع الديانات استثماراً لحالة فقر معرفي لشعب تعمد سلاطينه أن يقبع نسبة عالية منه دوائر الأمية والجهل والعوز ، فقدم إلى ساحة العمل الوطني والسياسي من يقدم القراءة الخاطئة للأديان ، فبدلاً من أن يدعمونهم بقيم الأديان التي تُنفر من الكذب والنفاق والخداع والاحتيال ، وتدعو للسماحة والمحبة والفضيلة والأهم الإيمان برؤية الأديان لدور الإنسان على الأرض التي توصي آياتها بالعمل وإعمار الأرض وتقديم الخير من قبل الكل للكل دون تمييز على أساس الهوية الدينية أوالاجتماعية أو الجنسية ، استمرت حالة النزال الطائفية منذ استفتاء موقعة الصناديق ، ووصولاً إلى معارك موقعة شفيق القبطي ومرسي المسلم ، وحتى محطة طاولة وضع الدستور تحت راية وعلم الجمهورية  ، ولكن البعض رفض الوقوف عند أداء السلام الجمهوري ، فبتنا وكأننا قد استبدلنا الأعلام برايات وشعارات دينية نختلف حولها !!..

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter