عرض/ سامية عياد
"بنى هناك مذبحا للرب" هكذا فعل أبونا إبراهيم حينما أراد أن يقدم الشكر لله ، ونوح بعد الطوفان بنى مذبحا للرب ، فالمذبح والذبيحة إقرار لحقيقة أنه بدون الذبيحة ليست هناك عبادة او صلاة مقبولة أمام الله ...
القس ابراهيم عازر فى مقاله "قرون المذبح" حدثنا عن أهمية الذبيحة والمذبح ، المذبح هو مكان مرتفع تقدم عليه الذبائح والتقدمات والبخور أثناء العبادة ، ولقد قرر الله وقنن بناء المذبح من حيث شكله وكيفية صناعته وطبيعة عمله حيث أمر الرب موسى بعمل مذبحين : مذبح البخور ومذبح المحرقة وكانت أحد شروط الله أن يكون للمذبح قرون "وتصنع المذبح .. وتصنع قرونه على زواياه الأربع ، منه تكون قرونه" وجاء اختيار القرون لأن المجتمع اليهودى كان يعتمد على رعى الأغنام والقطعان ، وفى المرعى علامة القوة هى القرن ، وبالتالى المذبح له قوة جبارة وقرونه تكون موضوعة من الداخل وليس الخارج إشارة الى أن قوة المذبح والذبيحة السيد المسيح القوة ذاتية قوة الطبيعة الإلهية ، وللمذبح أربع قرون لأن الرقم أربعة يشير للعالم وجهاته الأربعة وقوة المذبح مقدمة للجميع .
وقرون المذبح تشير الى عدة أمور أولا: تشير الى قوة غفران الخطايا ، كانت الذبائح تغطى الإنسان وتعطيه غفرانا للخطية إشارة الى قوة الخلاص المقدم بذبيحة الرب يسوع على الصليب لإتمام الفداء للبشرية ، فدم المسيح له قوة تكفيرية تعطى حياة بعد موت ، لذلك كان الكاهن يأخذ من دم الذبيحة ويضعه على قرون المذبح ، ثانيا: تشير القرون أيضا الى قوة الدم التطهيرية والتقديسية ، ففى رؤيا يوحنا رأى يوحنا جمعا كثيرا متسربلين بثياب بيض ، رافعين سعف النخل كعلامة للنصرة والغلبه قيل عنه هؤلاء الغالبون "وهم غلبوه بدم الخروف" أنهم الذين تطهروا وتقدسوا "غسلوا ثيابهم فى دم الخروف" ، فالقرون إشارة الى القوة والغلبة على العدو والتطهير والتقديس ، لذلك فى سر التناول ننال قوة للغفران ثم قوة للتكريس تمهيدا للتمجيد فى الأبدية ، ثالثا: تشير القرون الى قضاء الله العادل وهذا ما رأه يوحنا الحبيب إذ يفاجئنا بصوت يخرج من قرون المذبح الأربعة ليعلن قضاء الله على الأشرار ، يوم الدينونة ومدى غضب الديان العادل وقتها "غضب الخروف" فالمذبح الذى به الغفران هو أيضا للدينونة .