كتب – روماني صبري
قال الإعلامي والمفكر والصحفي إبراهيم عيسى، ان (الفن) بترول مصر، معتبرا إياه أهم من البترول، لافتا :" الفن هو كنز مصر الحقيقي، لذلك الهجوم على الفنانين هدفه سلب القوة الأساسية الكبيرة الهائلة لمصر، فالتأثير المعنوي والثقافي مستمد من الفن."
نشر الفن لهجتنا المصرية
وأضاف"عيسى" خلال تقديم برنامجه "حديث القاهرة" المذاع عبر فضائية القاهرة والناس، اللهجة واللغة المصرية انتشرت في كل البلدان العربية بفضل الفن(الأفلام المصرية)، مشيرا :" المصري يكلم أي حد من أبناء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، هيفهمه لأنه عارف لهجته ودا بسبب الفن."
أعداء الفن
موضحا :" حين تذهب لصحراء موريتانيا فيسألونك عن الفنان "عادل إمام"، فهذا هو الفن، لافتا :" التيارات الإسلامية تسعى لهدم الفن المصري حيث تكرهه، لكن المصريين يحبون الفن لذلك حين يغيب الموت فنان نبصر حالة تعاطف جارف عليه داخل المجتمع."
بولا والمجتمع المصري الليبرالي
وفي سياق ذلك، سلط الإعلامي والمفكر والصحفي إبراهيم عيسى، الضوء على كتاب "اسمي بولا – نادية لطفي تحكي للكاتب أيمن الحكيم"، ويتناول مذكرات الفنانة نادية لطفي، حيث اسمها الحقيقي بولا محمد شفيق.
وجاء في الكتاب "عندما تكون مسلما واسمك محمد، ثم تلد زوجتك طفلة جميلة فتعطيها أسما مسيحيا هو "بولا" على اسم الراهبة التي وقفت بجوار الزوجة في معاناتها بالمستشفى القبطي، لم يخف الزوج من جيرانه المسلمين ولا من وعيد وتهديد إمام المسجد بتكفيره أو على الأقل الحط من شأنه، هذا ليس دليلا فقط على عقل الأب المتنور ولكنه عقل المجتمع المحترم الذي أوجده، هذا المجتمع المصري الليبرالي الذي لم يكن فقط يقبل الاختلاف في الدين واللون والرأي بل يحتويهم أيضا بمنطق الدين لله والوطن للجميع."
بطولات لطفي بعيدا عن الفن
ولفت عيسى :" نادية لطفي نموذج مختلف تماما ومغاير للفنانة، كانت شخصية متفردة، وأقول ذلك وأنا لا أراها من نجمات الصف الأول، فقط من كانت تنافسها في شخصيتها الفنانة الراحلة تحية كاريوكا."
موضحا :" لطفي دعمت المقاومة الفلسطينية في لبنان، وعاشت أجواء الحصار، كانت وطنية، ولم تصدق الأخبار حول انتصار أكتوبر 1973 جراء الكذب الذي طال هزيمة 67 بهدف تحويلها لانتصار، مشيرا :" قالت لما تتاكدوا ابقوا صحوني من النوم بقى، وفعلا عبرنا وانتصرنا، وصحوها من النوم، ولما تأكدت قصدت مستشفى قصر العيني.
وقرأ عيسى من الكتاب ما يوثق بطولات لطفي خلال هذه الفترة :" وحتى اليوم لا أجد أسبابا مقنعة ومنطقية لكل النفوذ والصلاحيات والسلطات غير العادية التي كنت أتمتع بها داخل المستشفى، إلى حد إنني كنت مشرفة على تصاريح الخروج والدخول، والى حد اتصالي بمحافظ القاهرة حينذاك اطلب منه أن يعيد رصف الطريق المؤدي للمستشفى لان حالته سيئة، فيلبي فورا، وأشكو إليه من حالة الأشجار في المستشفى بسبب إلقاء (الجبس) على جذورها، فأرسل عماله فورا لإصلاح الشجر."
والى حد اعتراض على حال الصرف الصحي، وطلبي عمل مقايسة لشبكة صرف جديدة والى حد صدور قرار بان تعمل صيدلية الإسعاف مدة 24 ساعة ولا تغلق أبدا لخدمة المصابين بعدما شكوت أن صيدلية المستشفى تغلق أبوابها في الليل حفاظا على العهدة وتنفيذا للوائح.
والى حد إنني قررت إنشاء مكتبة في كل عنبر في المستشفى لخدمة أطباء الامتياز والممرضات ممن يقضون ساعات طويلة في العمل، فاتصلت بصديقنا عبد الحميد جودة الصحار الكاتب والمثقف والناشر فاستجاب فورا، وأرسل كميات هائلة من الكتب."
تمتلك شخصية استثنائية
وقال الكاتب الصحفي، أيمن الحكيم، عبر تقنية البث المرئي للبرنامج، كتابة السيرة الذاتية للفنانة نادية لطفي، استغرقت 20 عاما، فالسيدة نادية كانت تمتلك شخصية استثنائية ولها مواقف وبطولات تاريخية، لافتا :" عرفها الحزن الشديد، يوم سقطت بغداد، مشددا :" كانت قريبة وصديقة لمثقفي اليسار، ولما لا فلطفي تتلمذت ثقافيا على أيدي اليسار."