بقلم : ايهاب اسبري
 
تظرا لطلب بعض الأصدقاء منّى الكتابة عن هذا الموضوع فإنه يسعدنى ان اقدم إليكم  هذا الموضوع 
 
النرجسية : هى الإنكباب على الذات فلا يرى سوى نفسه يستغل الآخرين لتحقيق مصالحه لايحب إلا نفسه هو محور الكون ومحور الكون هو النرجسية يتفرع منها الغرور وهى تعتبر مرحلة تالية له فالإنسان يبدأ بالغرور ثم يصل للنرجسية  فالغرور يعرّف بإنه شعور عالى بأهمية الذات وعلو الآنا عند الشخصية المغرورة فهو مغرور بقدراته و بإمكانياته فهو يغتر بما لدية من إمكانيات وقدرات لا يقدم المساعدة لأحد بل ينتظر من الآخرين ان يحظوا بشرف مساعدته هو. قائلا لهم :

لكم الشرف ان تساعدونى و لكم الشرف ان تقدموا لى نصيحة ف المغرور يحب نفسه جدا ولايحب أحد آخر سواها يسّخر الآخرين لخدمته ويتمنى ان تسخر الظروف بل والكون كله لمساعدته هو دون سواه الفرق بين الغرور والنرجسية قد يرى البعض إنه لا فرق بينهما ولكن الفرق فى إن الغرور إن نظرته لنفسه عالية جدا وغالية جدا متعالى على الآخرين اما النرجسية فهو لاينظر لأحد أصلا إلا لنفسه لا يعقد مقارنات مع الآخرين لأنهم لايستحقون المقارنة مع سيادته فالشخص المغرور قد يصل للنرجسية إن لم يقف وقفة حاسمة مع ذاته التى لا يرى غيرها فى الكون والغريب وقد تتعجبوا منّى إن قلت إن هناك البعض الذى يساعدون على الشخص ان يكون مغرورا او نرجسيا مثل كثرة المديح الزائد على شخص سعادته وعلى جمالها الآخاذ والإشادة الدائمة بما يقوله سيادته او بما تكتبه سعادتها مهما كانت تفاهة اوهيافة ما يقوله سيادته او ما تكتبه سعادتها تنشأ هنا النزعة الغرورية لدى الشخصية فيظن إنه على صواب دائما وابدا وذو رأى صائب دائما

وأبدا ولايقبل الخلاف فى الرأى او النقد لما يكتبه حتى لو كان النقد موضوعيا وبناءا غير مدرك إن هذا الإهتمام الفائق الحد قد يكون لمصلحة ما او منفعة ما ينتظرها ويرجوها هذا الشخص المادح من مدحه لشخصا آخر او قد يكون مدرك تمام الإدراك لكنه لا يهتم وذلك لأنه يرى إنه لن يقدم المساعدة سواء لطالبيها حقا وصدقا او مادحوه نفاقا  وذلك نوع آخر من الغرور ايضا فهو يظن نفسه إنه يضحك على الآخرين بينما قد يكون الآخرين هم من يضحكون عليه اى إننا قد نساعد الشخص على ان يكون نرجسيا مغرورا لا يرى إلا نفسه فهو العالم والعالم هو فهو محور الكون ولايستقيم الكون فى رأيه إلا بوجوده فيه .
 
اما بالنسبة لتسويق الذات او النفس :
فهى ان يعلن الشخص دائما وابدا عن نفسه فى اى مكان ويقدم نفسه للآخرين فى صورة مدحية جميلة تجعل الآخرين يثنون عليه دائما وابدا وهى تنبع من تطبيق مبدأ ( بيع نفسك ) اى ان تقدم نفسك للآخرين مهاراتك ومواهبك وتعلن عن برامجك وما تقدمه دائما وابدا وهو مبدأ عظيم ولكن ......................... كما يقول المثل الدارج إذا زاد الشىء عن حده انقلب إلى ضده اى إن يجب ان  نفرّق بين الإنسان الذى يسوق لذاته كمبدأ طبيعى لتحقيق مزيدا من التقدم والنجاح و بين ان يركز الإنسان دائما وابدا على ذاته ( ف يشيرّ ) 
 فيديوهات لبرامجه ولا يتكلم إلا عن المواضيع التى ( SHARE ) 
يقدمها او يكتبها هو منتظرا من الاخرين دائما وابدا الإثناء عليها  
 
فهو هنا ينتظر دائما الإشادة بما يقدمه من برامج او بما يكتبه من كتابات او بما ينتجه او بما يعمله اى كان العمل او اى كان الإنتاج فإننا هنا  نخرج عن تسويق الذات او النفس  إلى نواحى آخرى من حب المديح  و الرغبة فى نوال الإشادة دائما وابدا ومايتبعها من نفاق الآخرين له لنوال رضاه  وقد ترون إنى ركزت قليلا على 3 اشياء ( فيديوهات – برامج – كتابات ) وذلك لأننا نراها اكثر فى بعض المذيعين او مقدمى البرامج او من الممثلين خاصة من الشباب ارى البعض ييقول لى الآن بل و اكاد اسمعهم بأذنى يقولون لى :

إعجاب الإنسان بنجاحه شىء طبيعى جدا و ان يرى الآخرون نجاحه ورغبته فى معرفة رأيهم فيما يكتبه شىء مطلوب مثلما تفعل انت فى كتاباتك , الرد ببساطة إننى اتكلم عن الغرور والتكلف فقط اتكلم عن الرغبة الجامحة فى ان يكون الشخص محور الحديث  وان هو يكون نقطة إرتكاز الموضوع دون التطرق للموضوع ذاته , اتكلم عن الرغبة الجامحة فى حب المديح بصورة زائدة عن الحد لدرجة أن يجد البعض إن مهما كتب ومهما قال نال الإشادة بالرغم من إن الذى قد قاله او كتبه لايستحق المجهود الذى بذل فى كتابته ولايستحق حتى قراءته من الأصل ,  كل هذا قد يؤدى للغرور وإذا وصل الفنان للغرور سواء كان ( ممثل – موسيقى – شاعر – كاتب – مطرب - مذيع – رسام ) اواى نوع آخر من انواع الفن وصل لنهاية مشواره قبل ان يبدأه فكما نقول إن النقد يجب ان يكون موضوعى وبناء ولا يكون النقد من أجل النقد فقط فإن من الهام جدا ان يكون المديح والإشادة يجب ان تكون موضوعية وبناءة ايضا ولاتعد نفاقا او مجرد مجاملة للمجاملة فقط .