الأقباط متحدون - علاء الأسواني ولعبة خلط الأوراق
أخر تحديث ٠١:٤٥ | الاربعاء ١١ يوليو ٢٠١٢ | ٤ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨١٨ السنة السابعة
إغلاق تصغير

علاء الأسواني ولعبة خلط الأوراق

بقلم : إسماعيل حسني

لم تعد مفهومة مواقف بعض المحسوبين على الجناح الثوري في القوى المدنية ، وأصبح من الصعب التعرف على المبادئ والأسس التي ينطلقون منها في تحديد أولويات النضال من أجل تحقيق أهداف الثورة.

فهؤلاء قد شق عليهم أن يعترفوا بأن المد الثوري قد توقف فور إسقاط رأس النظام البائد نتيجة لضعف وتشتت القوى الوطنية ونجاح تحالف العسكر وقوى الإسلام السياسي في اختطاف الثورة، فرفضوا الإعتراف بالأمر الواقع رغم أن هذا الإعتراف كان ضروريا لتمييز قوى الثورة الحقيقية وإعادة تنظيم الصفوف، وآثروا أن يعيشوا حالة من الفانتازيا الثورية بقيادة تيار الإسلام السياسي الذي خان الثورة منذ بدايتها والذي هو بحكم تكوينه الفكري من أشد أعداءها، حتى قادهم هذا الإنكار إلى تسليم البلاد إلى الإخوان وحلفائهم من السلفيين عبر مجموعة من القرارات الخاطئة كالفشل في اختيار أخف الضررين في جولة الإعادة، ثم الدعوة لمقاطعة الانتخابات، وصولا إلى تسويق مرشح الإخوان كذبا وتضليلا باعتباره "مرشح الثورة".

ولم تفلح الجهود في إقناع هؤلاء أن أعداء الثورة ليسوا أكثر خطرا عليها من خونتها، وأن هذه المواقف تهدر فرصة نادرة لإلحاق هزيمة تاريخية بتيار الإسلام السياسي، تعيده إلى رشده وإلى حجمه الحقيقي، وقد تؤدي لتنحية حرسه القديم وتولية قيادات شابة قد تنجح في إعادة هذا التيار من فيافي الصحراء إلى ربوع الوطن، فضلا عن إبقاء الإخوان في صفوف المعارضة لفترة أطول ريثما تستكمل قوى الثورة عدتها وتنظيماتها. إلا أن هؤلاء كانوا في الحقيقة مشغولين بالحفاظ على غشاء بكارتهم الثورية أكثر من النظر سياسيا في مصالح الوطن العليا.

واليوم نرى بعضهم يحتفي برؤية الرئيس "المنتخب" وهو يصفع سيادة القانون ويطيح بأحكام المحكمة الدستورية العليا. ففي مقال بعنوان "هل نكرر خطأ السنهوري؟" دعا  الكاتب علاء الأسواني إلى تأييد قرار رئيس الجمهورية حتى لا نكرر خطأ السنهوري باشا الذي دفعته كراهيته لحزب الوفد إلى إيجاد مخارج قانونية للزعيم عبد الناصر لإقصاء حزب الوفد. ويالها من مقارنة !
فحزب الوفد آنذاك كان حزبا ليبراليا ديموقراطيا يرعى سيادة القانون ويسهر على حماية الدستور، وليس حزبا فاشيا طائفيا لا يؤمن بالديموقراطية أو سيادة القانون ويناصب الحريات العداء ولا يعترف بمبدأ المواطنة.

كما يزعم الأستاذ الأسواني أن الثورة قد قامت من أجل إنهاء حكم العسكر وإعادة السلطة إلى الشعب بينما تمثلت أهداف الثورة الحقيقة في الهتاف الذي مزق حناجرنا جميعا وهو "عيش، حرية، عدالة إجتماعية" فكيف يرى الأسواني موقف الإخوان من قضايا الحرية ومن مشاركة القوى الوطنية في الحكم وفي كتابة الدستور؟ ثم هل يجد سيادته فرقا كبيرا بين عسكرة الدولة وبين أخونتها حتى يدعو الناس للإنحياز للرئيس الإخواني في مواجهة المجلس العسكري؟
إلا ان الأغرب أن نجد الروائي الكبير يعتبر الخلاف بين القوى الثورية والإخوان مجرد خلاف سياسي متناسيا أنه في الحقيقة خلافا وجوديا يسعى فيه طرفا منظما إلى احتكار السلطة وفرض رؤاه الأيديولوجية على الجميع عن طريق الغلبة والعنف والبلطجة.
لك الله يا مصر، هل تجدينها من طمع العساكر أم من تكويش الإخوان أم من بعض أبنائك الذين يخلطون الأوراق ولا يجيدون ترتيب الأولويات؟


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter