الأقباط متحدون - كيف يحكم سجين؟
أخر تحديث ٢١:٢٢ | الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢ | ٥ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨١٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

كيف يحكم سجين؟

بقلم: مينا ملاك عازر

 بدايةً، أرجو ألا يثير هذا العنوان حفيظتك، وتتأهب لسبي وشتمي دون أن تقرأ المقال، صحيح الجواب يبان من عنوانه لكن أيضاً كثيراً من المضامين الجيدة تختفي وراء لافتات غير براقة. وقبل أن نبدأ الإجابة على سؤالنا علينا أن نعترف أن السلوك البشري متغير، وإن كان محكوم بمبادئ عامة، فلك أن تعرف أن حكم سجينا لبلد قد يكون من خلال إحساسه السابق بالظلم الذي عاناه فتجده حساساً لأي أمر يمس مواطنيه بظلم فتجده تواق لإقامة العدل، وسجين آخر قد تجده تواقاً للانتقام بشكل عام أو الانتقام ممن سجنوه، كُلاً حسب نفسيته وتعليمه ومبادئه، ومن ثم فعلينا أن نعترف أنه لا توجد طريقة ثابتة لحكم سجين لبلد أقصد طريقة نستطيع أن نتوقعها.


لكن إذا نظرنا لبلد مثل مصر، تستطيع أن تجد أن معظم من يتحكمون في مصيرها هم من عانوا مرارة السجن سواء عن حق أو عن ظلم، وسواء كان هذا أو ذاك فهم كانوا يرون ولا يزالوا أنهم كانوا مظلومين في سجنهم. وبالتالي فلك عزيزي القارئ، أن تعلم أن مصر بلداً وشعباً في يد بضعة مساجين وبضعة أحرار، والأخيرين كانوا تحت حكم ديكتاتور، فهم أيضاً في حكم المساجين. لكن للأسف الحكم الفعلي بيد أُناس تم سجنهم فعلاً، مما يعني أنهم إما سينتقموا ممن سجنهم أو من الكل أو سيعملوا على ألا يُسجن أحد في عهدهم ظلماً وعدواناً؟
 
أنا شخصياً لا أستطيع أن أتكهن ولا أتوقع أي الطرق سينتهجها مساجيننا السابقين أو حُكامنا الحاليين، لكنني أستشعر أنهم في طريقهم للاستِأثار بالبلد كخطوة تبدو ديكتاتورية تقلقني لاجدال، وتشعرني بالريبة بمحاولتهم الاستحواز على الدستور والحكم بكل سلطاته، وهدم صرح القضاء، وعلى رأسه صرح المحكمة الدستورية، يشعرني بأننا مقبلين على حكم انتقامي شامل من الجميع حتى مِن منْ وقفوا بجوارهم وطالبوا بحريتهم، مما يعني أن مصر في خطر يا سادة مهما كانت أفكارهم تبدو براقة، فهم يتجهون بالبلد نحو سجن كبير يضعون الكل فيه، بقوالب فكرية جامدة، ومن يخرج عن تلك القوالب فهو إما كافر أو خاين وعميل أو فلول ويستحق السجن في السجن الأصغر، وهي عقوبة قد تكون أكثر رحمة في نظرهم من أن يكن كافراً فيستحق القتل والتصفية الجسدية، فهل من خلاص لمصر؟! وهل من يُهدئ من روع أولائك المتعطشين للسلطة، والتواقين لحريتهم وليس حرية البلاد عامةً بتحرير الأحرار شكلاً والمسجونين عملياً تحت حكم الديكتاتور المخلوع؟!.
 
ونحن الآن أمام اختيارين، إما أن نقف أمامهم لألا يختطفوا البلد ويسوقوها أسيرة تحت حكمهم بلا رغبة من باقي الشعب الذي لم يختارهم، وبلا رغبة من قليل من الشعب الذي اختارهم ولكن ليس إيماناً بفكرهم وإنما رغبة في التغيير والفرار من حكم قد يكون عسكري أو ديكتاتوري بشكل مختلف ويبدو ناعماً. 
أعزائي القراء، دون انزعاج وسباب، البلد بلد الجميع، وعلى الكل أن يتكاتف لإنقاذها لكي تبقى للجميع وليس لفصيل مهما كان دينه أو سياسته، ويجب أن يكون حُكمها متداول بين الجميع بصرف النظر عن الأفكار والميول والأهواء. إن كنت لا تتفق معي في هذا فسب واشتم كما شئت، فأنا وللأسف ولأول مرة لن أكترث بكلامك، لأنك ستكون في نظري ديكتاتوراً الآن أو مستقبلا وعليِّ مقاومتك بكافة الوسائل الممكنة.
 
المختصر المفيد مصر للجميع وفوق الجميع.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter