هاني صبري - المحامي
وافق مجلس النواب الأمريكي الذي يهمين عليْه الديمقراطيين علي تمرير مشروع قرار لعزل الرئيس دونالد ترامب من منصبه مع منعه من تولي أي منصب في الولايات المتحدة وذلك علي إثر اتهامه من قبل الديمقراطيين بتحريض أنصاره على اقتحام الكونجرس الأسبوع الماضي.
حيث صوت لصالح القرار 232 صوتاً، مقابل رفض 197 صوتاً، ليصبح ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية يواجه إجراءات العزل مرتين .
في تقريري الشخصي أن مشروع قرار الكونجرس الأمريكي بعزل ترامب لا يَصْب في مصلحة الشعب الأمريكي ويؤدي إلي انقسامات حادة ، وأن هذا القرار لا يتماشي مع المادة 25 الدستور الأمريكي "التي تسمح لنائب الرئيس بالقيام بأعمال الرئيس حين يكون الأخير غير قادر على أداء مهامه في حال -على سبيل المثال- عجزه بسبب مرض جسدي أو عقلي.
وأنه يجب من أجل إزاحة ترامب من السلطة لابد أن يكون نائب الرئيس مايك بنس على رأس القائمة وهذا الأمر لن يتحقق لأن مايك بنس قد رفض هذا المطالب وقرر عدم اللجوء إليه ومتبقي سبعة أيام على الفترة الرئاسية للرئيس ترامب، فضلاً عن أن بنس سيحتاج أيضا إلى غالبية مسؤولي حكومة ترامب للموافقة على أن الرئيس غير لائق للمنصب والاستيلاء على السلطة منه مؤقتاً.
وعلي ضوء موافقة مجلس النواب على هذا القرار الاتّهامي تنتقل القضية إلى مجلس الشيوخ الذي سيباشر محاكمة الرئيس ترامب وسيكون له قرار الحسم في هذا الشأن. وذلك وفقاً للدستور الأمريكي وبالتحديد الفقرة الثالثة من المادة الثانية، إن قضية العزل ترسل برمتها إلى مجلس الشيوخ، إذ ينص الدستور على أن " لمجلس الشيوخ وحده سلطة إجراء محاكمة في جميع تهم المسؤولين. وعندما ينعقد مجلس الشيوخ لذلك الغرض، يقسم جميع أعضائه باليمين أو بالإقرار. وعندما تتم محاكمة رئيس الولايات المتحدة، يرأس رئيس القضاة الجلسات: ولا يجوز إدانة أي شخص بدون موافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين".
ونري أنه لن يستطيع الديمقراطيين إستصدار قرار بعزل الرئيس ترامب لأن قرار العزل يتطلب موافقة ( 67 ) عضواً من أعضاء مجلس الشيوخ ، والديمقراطيين يسيطرون علي نصف عدد المقاعد فقط، وبالتأكيد الجمهوريون يعتزمون تبرئة ترامب وإنقاذ رئيسهم.
وعلى الرغم من أنه ربما يكون قد فات الآوان لعزل الرئيس ترامب قبل انتهاء ولايته، فهم ما زالوا حريصين على معاقبته، مع إمكانية حرمانه من المزايا التي تُمنح للرؤساء السابقين وحظر توليه لأي منصب رسمي في المستقبل.
حيث أنه وفقاً لسوابق مجلس الشيوخ التي تنظر محاكمات عزل الرئيس، أن المجلس أجرى ثلاث محاكمات عزل رئاسية، استمرت 83 يومًا و37 يومًا و21 يومًا على التوالي. وأن مدة الأيام السبعة المقبلة غير كافية لإتمام محاكمة عادلة أو جادة ، ولكن هذا القرار يكشف شدة الصراعات والانقسامات بين الحزبين الذي قد يؤثر علي مستقبل أمريكيا.
لذلك يجب التركيز الكامل على تسهيل تنصيب آمن ونقل منظم للسلطة إلى إدارة بايدن القادمة ومراعاة مصلحة بلادهم، وليس المضي قدماً في إجراءات العزل التي لم ولن يتمكن فيها الديمقراطيين من عزل ترامب، وعلينا الانتظار لما سيحدث وما ستحمله الأيام المقبلة من جديد في هذا الأمر.