سليمان شفيق
على خلفية أحداث مبنى الكابيتول التي أثارت الجدل في الولايات المتحدة أعلن روبرت كونتي القائم بأعمال قائد الشرطة في واشنطن أنه سيتم نشر ما لا يقل عن 20 ألف عنصر من الحرس الوطني في العاصمة من أجل تأمين مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن المرتقب في 20 يناير. ويشار إلى أنه عام 2016 بلغ عدد قوات الحرس الوطني التي انتشرت لتأمين تنصيب ترامب رئيسا نحو 8 آلاف
وتم إقرار هذا العدد بعد أن اقتحم الآلاف من أنصار الرئيس دونالد ترامب مبنى الكونغرس الأسبوع الماضي في محاولة فاشلة لوقف التصديق النهائي على فوز بايدن بالرئاسة، وفق ما أعلن روبرت كونتي القائم بأعمال قائد الشرطة في المدينة.
ويشار أنه في عام 2016 أن عدد قوات الحرس الوطني التي انتشرت لتأمين تنصيب ترامب رئيسا بلغ نحو ثمانية آلاف.
وكانت شركة (إير بي.إن.بي) لتأجير أماكن تمضية العطلات على الإنترنت وشركة (هوتيل تونايت) التابعة لها قد ألغتا كل الحجوزات في منطقة واشنطن الكبرى خلال أسبوع التنصيب.
وأغلقت السلطات الطرق حول مبنى الكونغرس ومنعت السلطات الجولات والزيارات في عدة مواقع بالعاصمة وطلبت رئيسة بلدية واشنطن ميريال باوزر من الزائرين الابتعاد عن المدينة.
تفكك النظام الامريكي :
وقف كثيرين من الخبراء وغير الخبراء في الشئون الامريكية امام احداث اقتحام انصار ترامب للكونجرس ، وكثرت التحليلات دون ادراك ان سلسلة الاحداث الاخيرة بعد نتائج الانتخابات ادت الي عودة الحرب الاهلية الامريكية من جديد ولكنها "حرب أهلية باردة". حتي الان ، ونبادر بالتوقف امام الاعلان الذي حمل شبة نبؤة وتجسد في بيان آخر عشرة وزراء دفاع أمريكيين ما زالوا على قيد الحياة، عن معارضتهم أي انخراط للقوات المسلحة في عملية الانتقال السياسي الجارية في الولايات المتحدة حاليا، وذلك في مقال نشرته الأحد الماضي في صحيفة بوست. اي قبل استعداد الكونجرس بثلاثة ايام "الأربعاء" إلى المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في استقراء وتحذير مسبق.
وتعتبر هذه الرسالة التي وجهها كل من أشتون كارتر وليون بانيتا وويليام بيري وديك تشيني وويليام كوهين ودونالد رامسفيلد وروبرت غيتس وتشاك هاغل وجيمس ماتيس ومارك إسبر، بمثابة دعوة إلى البنتاجون من أجل الالتزام بانتقال سلمي للسلطة.
وتضمن المقال الذي وقعه أيضا ماتيس وإسبر اللذان عينهما ترامب في البنتاغون، أن "الجهود لجعل القوات المسلحة الأمريكية تنخرط في حل النزاعات الانتخابية ستقودنا إلى مكان خطير وغير قانوني وغير دستوري"، معتبرين أن المسؤولين الذين سعوا للقيام بذلك قد يواجهون عواقب مهنية وقضائية خطرة.
الحقيقة ان هناك انقسام حقيقي في النظام السياسي الامريكي وتفكك معلن ، قد يؤدي فعلا تدخل الجيش الامريكي في السيطرة علي الموقف للتأكيد علي ان وحدة الارادة للشعوب الامريكية لاتتوفر الا في الجيش الامريكي.