يجوب شوارع قرية بني حسن في محافظة المنيا، متخذًا الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، خاصة بعد تفشى الفيروس في الموجة الثانية وارتفاع عدد الإصابات، ممسكًا في يديه عبوات داخلها كمامات طبية ليوزعها على أهالي قريته، من غير المتلزمين بالإجراءات الاحترازية، لمحاولة منع تفشي الفيروس، ومنع أهالي بلدته من الغرامة الواقعة على غير المردتدين لها.
بـ ألف جنيه كمامات
طارق معتمد، 30 عامًا، يحكي أنه انتظر أن يقبض إحدى الجمعيات التي دخل فيها، حتى يجمع مبلغ ألف جنيه ويقوم بشراء الكمامات، ليوزعها على أهالي قريته، مضيفًا أن السبب في ذلك هو زيادة عدد الإصابات ونشر فكرة المساعدة وحب الخير بين مواطني قريته: «كان نفسي أعمل كدة من زمان بس ماكانش معايا فلوس، استنيت لحد ما قبضت الجمعية وجبت بألف جنيه كمامات، ومشيت في الشارع أوزعها على الناس».
«طارق» يجوب قريته كاملة
في السابعة صباح أمس الثلاثاء، خرج «طارق» الذي يعمل مشرفًا على الكوبري الموجود على نهر النيل في قرية بني حسن، من منزله، وأخذ يجوب كل أرجاء القرية لا يترك صغيرًا إلى وألبسه الكمامة بنفسه، ولا كبيرًا إلا ساعده أيضًا: «لفيت البلد كلها ووزعت على الناس كلها في الشارع وكانوا مبسوطين جدًا، والأطفال كنت بلبسهم الكمامات بنفسي ورحت موقف الأوتوبيس وموقف التكاتك ووزعت على السواقين والركاب، لأن فيه ناس غلابة مش معاها فلوس تدفع الغرامة، وكل ده كان فترة الصبح بس لحد الضهر».
طارق: نفسي الناس تحب بعضها
كان هدفه الأساسي هو إحداث الترابط بين أهالي القرى، إذ يشير «طارق» إلى إذا وقف الناس بجانب بعضهم، فلن يحتاجوا إلى أحد مهما حدث، مؤكدًا على تمنيه تحقيق ذلك ونشر روح الحب بين الجميع، مضيفًا: «مش بتمنى غير إن الناس تحب بعضها ويقفوا جمب بعض، والحياة يوم ليك ويوم عليك».