أسرار وأمور غريبة لا يمكن تفسيرها، معتقدات تشغل بال الكثيرين، ربما لأنها تمس أشياء غامضة لا أحد يعرف حقيقة حدوثها، هل يمكن سماع أصوات غريبة داخل المقابر أم أن ما يرويه البعض هو مجرد خيال، أدى في النهاية إلى الاعتقاد في رؤية أحداث لا يمكن للعقل تصديقها.
السكن بالقرب من المقابر أمر ليس بالشئ اليسير وذلك لأن هناك العديد من الأشياء التي يحكيها بعض القاطنين بجوار المقابر تشير إلي وجود أرواح تتحرك وتمارس سيطرتها علي المنطقة المحيطة بالمقابر، ما يؤدي في نهاية الأمر إلى الشعور الطبيعي بالخوف عند الدخول إلى المقابر ليلا، على الرغم من أنه لن يحدث شئ يثير الذعر، فما يحدث صباحا يتكرر ليلا، هدوء تام وسكينة الأرواح تجعلها باقية دون حراك.
دخول منطقة المقابر ليلا
شارع طويل ومتفرع من المقابر بالقرب من سوق قديم لتجارة الحيوانات بمنطقة السيدة عائشة، يخشاه الجميع، لا أحد يمكنه المرور ليلا، ليس لوجود أشخاص بداخله يقطعون الطريق وإنما لوجود أرواح شريرة في هذا الشارع كما يزعم حسن خليفة، أحد سكان هذه المنطقة الملاصقة للقبور، مشيرا إلى أن الأمر بدأ في الظهور منذ عام مضي، حينما جاء أحد إلي زيارته ودخل هذا الشارع عن طريق الخطأ، وحينها خرج مهرولًا يتمتم بعبارات غريبة تشير إلي إصابته بصدمة عصبية.
لم يفهم حينها ذلك الرجل ما حدث لصديقه وما الذي أفزعه حينما دخل إلي هذا الشارع، حتي تكرر الموقف أكثر من مرة وحينها خطر ببال الثلاثيني الدخول في هذا الشارع في ساعة ليلية متأخرة ربما يكشف الحقيقة ويتمكن من معرفة ما الذي يفزع أصدقاءه: "عايش في المقابر من سنين كتيرة، بنام في حوش هنا جنبه شارع ضيق، فيه بوص كتير، والمقابر شكلها مريب، لكن كان عادي بالنسبة ليا خصوصا إني مكنتش بلاحظ أي حاجه غريبة قبل كده".
عظام بشرية في الطريق
حينما قرر الرجل التجول داخل هذا الشارع، وجد عظاما بشرية في أحد المدافن ظاهرة للعيان، وكأنه شخص يجلس بكامل هيئته ولكن عظام فقط: "هيكل قاعد قدام تربة، وشكله غريب، وكأنه شخص حي وفيه روح شكله مرعب، شوفته جريت".
لم يتمالك الرجل مشاهدة هذا الهيكل وفر مسرعا ولكنه قرر العودة في الصباح الباكر لكي يتأكد من حقيقة الأمر: "متعود علي شكل الجثث، مكنتش خايف أكيد، لكن كنت مستغرب بس، وحبيت اتأكد تاني يوم، ولما روحت المدفن ملقتش حاجة وكأنه اتبخر".
وهنا فسر «خليفة» ما كان يسمعه من أصوات غريبة وأنين، في بعض الليالي المظلمة وأن تلك الأصوات ما هي إلا صراخ تلك الجثة التي ظهرت واختفت فجأة، ولم يجد لها الرجل تفسيرا.
طبيب نفسي: عقله الباطن صور له أشياء غير واقعية
يعلق الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، على تلك الحالة بأنه ربما يكون مهئ للصدمة نتيجة بعض الاضطرابات في شخصيته، لأن هناك بعض الأشخاص الذين يقررون تحدي الطبيعة من خلال المغامرة وحينها يكون الشخص مهئ نفسيا لقبول ما يحدث: "حتي لو شاف ورقة شجر ممكن عقله الباطن يصور إنها حاجة غير طبيعية".
ويتابع: "في حالة الشاب ده، وراد من خوفه الشديد من المكان، لأنه سمع عنه كلام كتير، يكون العضم اللي شافه ده، ما هو إلا أغصان شجر بجوار المدفن، ولكن لأنه عنده استعداد نفسي لقبول أي شئ حتي لو مخيف فده خلاه شاف اللي بيحكي عليه ده".
يوضح استشاري الطب النفسي، أن علاج تلك الحالة يتوقف علي مدي الصدمة التي تعرض لها، ثم بعد ذلك يتم تحديد جلسات علاج نفسي له، ومحاولة تقويم سلوكه: «قبل ما نتكلم عن العلاج والتشخيص لازم الأول نتكلم عن ميوله نفسه، هل هو عنده اضطرابات ممكن تأثر عليه، ولا لا، وليه كان رايح المقابر في الوقت ده، هل كان مغامرة، في الحالة دي ممكن فعلا يكون عقلة صور له إن اللي موجود قدام القبر ده جثة»