بقلم- فيكتور ثابت
لا أصدق أنكِ تموتين يا حبيبتى يا عشقى يا من تعيشين داخلي في أعماقي، ليس اليوم أو الغد، بل أن حبك فى قلبي من ملايين السنين. لا أصدق أنكِ الآن تحتضرين يا مهد الحضارة.

 أرى دموعك يا غالية على وجنتيك، أرى نيلك ينزف دمًا لا دموعًا، أرى أبو الهول شاحب الوجه ينظر بذهول غير مصدق أن تكون النهاية بهذا الشكل، أرى أهراماتك الشامخة مطأطأة الرأس، أرى كنائسك حزينة ومآذنك حزينة.

ويحي! كيف لي أن أعيش من بعدك؟ هل تحدث المعجزه يا حبيبتي؟ مصر الآن بلا قانون يُضرب رموزها بلا رحمة.

مصر الآن أصبحت فريسة لأناس يغتصبون فيها كل شئ بلا رحمة. مصر تنزف في كل ربوعها وتخومها، لا أمن ولا أمان، الشباب يقتلون بلا ذنب، شاب في ريعان شبابه يُقتل بلا رحمة أمام خطيبته. إن قتل هذا الشاب هو قتل لآمال وطموح المصريين جميعًا. آخوين يقتلان بدم بارد لا لشئ إلا لأنهم يعملون في الفن.. بنات قاصرات مسيحيات يخطفون ولا أمل في رجوعهن مره أخرى، والعجيب والغريب ترى من يبرر بدون استحياء هذه الجرائم الخسيسة!

الرجال يُخطفون فى كل ربوع مصر ويطلب من أهاليهم فدية، ولا قانون ولا دولة، اعتداء على الأملاك والأموال بلا رادع.

رئيس ينجح بنسبة مشكوك فيها بنسبة خمسون في المائة، ويقسم ثلاث مرات على احترام القانون والدستور، وبعد أيام قليلة يضرب بأحكام القضاء عرض الحائط، ولا أحد يتحرك سوى حناجر عالية تندد في صحراء، ولسان حال القائمين على الحكم "دعهم ينبحون ونحن نفعل ما نريد"، متخذين من الرئيس السابق ونظامه نبراسًا وقدوه!.. رئيس يحيى الموتى، فبعد أن مات مجلس الشعب ولا تجوز عليه سوى الرحمة، فبقدره قادر يصدر الرئس قررًا بإحيائه من العدم! أليست هذه معجزات في زمن المفروض فيه أن عصر المعجزات قد انتهى؟؟.

فبعد أن تم انتهاك عرض القضاء الشامخ الذي حكم على الرئيس السابق بالسجن المؤبد، يتم إذلال المؤسسة العسكرية وإظهارها أمام الشعب بالضعف، وأنها لا حول لها ولا قوة، وسوف يحاسب الله القائمين على هذه المؤسسة حسابًا عسيرًا في الدنيا والآخرة على التفريط في عرض مصر.. سوف يحاسبهم التاريخ على تسليمهم مصر إلى جلاديها، وكان في مقدور القائمين على هذه المؤسسة أن يحكموا مصر مائة عام أخرى والتف الشعب حولهم لو أنهم راعوا مصلحة مصر وأخلصوا لمصر لا لمصالحهم الخاصة. كان بمقدورهم أن يبدأوا بدستور مدني يراعى حقوق الإنسان، ولكنهم آثروا مصالحهم الخاصة، وارتموا في أحضان قوى لا تريد الخير لمصر، فخسروا مصر وخسروا مصالحهم، وأصبحت مصر مستباحة أمام العالم كله شرقه وغربه. ألا تشعرون بالعار وأنتم تأخذون أوامركم من قطر ومن هيلارى كلينتون؟؟

يتقطع قلبي وأنا أرى أعضاء مجلس الشعب الليبراليين وهم يضربون ويسحلون أمام العالم كله ولا يهز هذا المنظر شعره من دماغ الأخت "كلينتون"، ولا شعره من شنب "أوباما"، مع أني أشك أن له شنب من الأساس. أهذه هي ديمقراطيتكم يا شيخ أوباما؟؟ وطبعًا لا يهز هذا المنظر شعره من جاكيت أي جنيرال من المجلس العسكري.

مصر يا حبيبتي، أرى دستورك يختطف من أناس يحاولون طمس اعتدالك وإسلامك الجميل الوسطي، ويحاولون إخراجك من ثوبك الجميل إلى ثقافة بدوية صحراوية جافة، وأنتِ رمز النماء وأرض النيل، ورمز لحضارة العلم كله. أناس يحاولون طمس رموزك، فبعد وصلة الردح والشتيمة لقداسة البابا مثلث الرحمات، بدأت وصلة الردح والشتيمة للرجل العظيم شيخ الأزهر، لا لشئ إلا لأنه يحاول الحفاظ على خصوصية مصر..

وأخيرًا، مصر يا حبيبتي، أنتِ قادرة على المقاومة. أرجوكِ لا تستسلمي لسكرات الموت. حفظك الله يا حبيبتي. عرضك غالي علينا، نفتديه بأرواحنا.