كتبت - أماني موسى
قال الفيزيائي، سليم زاروبي، الباحث تاريخ علم الكون وتطوره، أن علم الكون من قدم علم الحضارات، والمكتبة العربية تفتقر إلى هذه الموضوعات المتعلقة بفيزياء الكون، والمكتبة العربية لا تحتوي في هذا المجال إلا كتب تم ترجمتها إلى العربية وعلى الأغلب ترجمتها غير دقيقة، فتفقد هذه الكتب روحها العلمية، أو كتب عربية كتبت باللغة العربية لكن هدفها بالأساس ديني والدفاع عن أطروحات دينية.
وأضاف في لقاءه بقناة فرانس 24، الحضارات القديمة حاولت أن تتساءل عن مكانها في الطبيعة، وعلم الكون الحديث هو محاولة فهم الكون ككيان فيزيائي واحد، من ناحية المادة والأجسام الفيزيائية والمادية، فعلم الكون هو العلم الذي يبحث في خصائص وتاريخ مجمل الزمان والمكان وكل ما يحويانه، أي أن الكون هو كل ما هناك في الطبيعة، وأتضح في القرن الأخير بعد نظرية النسبية العامة لأينشتاين أنه يمكن التعامل مع الكون كوحدة فيزيائية واحدة لها خواصها وتاريخها، وهذا ما نحاول أن نتعامل معه علميًا ونحاول أن نفهم من أين أتى وكيف أتى؟ مشيرًا إلى أنه في العقود الأخيرة تمكن العلماء والفيزيائيين من الإجابة على هذه الأسئلة بشكل واضح.
وأوضح أن الإنسان لم يعد في مركزية الكون، فالنظرية التي تقول أن الأرض هي مركز الكون، وأن الأرض ثابتة وكروية، وباقي ما حولنا من نجوم وكواكب سيارة يدور حولنا، وهذه النظرية سهلت علينا فهم الأمر، ولكن الثورة العلمية غيرت هذا الواقع، فالشمس هي المركز والأرض مجرد كوكب سيار يدور حولها، والشمس هي مجرد نجم صغير يدور في فلك مجرة كبيرة تحوي 11 مليار نجم آخر، وهناك مليارات المجرات، ونحن مجرد على كوكب صغير غير مركزي.
منوهًا بأن النظريات العلمية أثبتت كيف أن "الإنسان خارج مركزية الكون". ويذكر أن "هناك مليارات الكواكب السيارة التي تشبه الأرض ويمكن أن تكون عليها حياة".
ويشير مؤلف: "في البدء...فيزياء وفلسفة وتاريخ علم الكون" إلى مساهمة العلماء العرب في التحضير للثورة العلمية، ويشدد على أن ما ميز الثورة العلمية هو فصل البحث في الطبيعة عن الأديان، وعن الأفكار المسبقة، ويقول:"ويل لأمة لا تفخر إلا بماضيها"، كما شرح الباحث زاروبي ماهية الثقوب السوداء وكيف تشكلت.