سليمان شفيق
استطاع العلماء ان يكتشفوا لقاحات لفيروس كورونا ، وبالفعل بدات حملات التلقيح في الغرب والشرق ، ولكن فشل السياسيين حتي الان في ادراك ماهية الشعبوية والارهاب .
وكلنا راينا احداث اقتحام انصار ترامب للكونجرس ، وكثرت التحليلات دون ادراك ان سلسلة الاحداث الاخيرة بعد نتائج الانتخابات ادت الي عودة الحرب الاهلية الامريكية من جديد ولكنها "حرب أهلية باردة". حتي الان ، ونبادر بالتوقف امام الاعلان الذي حمل شبة نبؤة وتجسد في بيان آخر عشرة وزراء دفاع أمريكيين ما زالوا على قيد الحياة، عن معارضتهم أي انخراط للقوات المسلحة في عملية الانتقال السياسي الجارية في الولايات المتحدة حاليا، وذلك في مقال نشرته الأحد الماضي في صحيفة بوست. اي قبل استعداد الكونجرس بثلاثة ايام "الأربعاء" إلى المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في استقراء وتحذير مسبق.
ولا ننسي انسحاب بريطانيا من البريكست ، ووكيف ادي الارهاب الي الاضطراب في الهوية العلمانية الفرنسية الخ
ويمتد الامر الي وسط افريقيا ونيجيريا ، والغزو التركي لليبيا والعراق وسوريا ومساندتها للارهاب .
من هنا مصر تحاول الحفاظ علي الحدود والهوية في خضم هذا العالم المضطرب ، وفى مقدمتها تحدى الإرهاب، وتقديم الشهداء ذبيحة على هيكل الوطن، والاستمرار فى بناء الدولة، وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى القرار رقم 602 لسنة 2018، بتشكيل لجنة مركزية تسمى «اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية»، وتتولى اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية وضع الاستراتيجية العامة لمنع ومواجهة الأحداث الطائفية ومتابعة تنفيذها، وآليات التعامل مع الأحداث الطائفية حال وقوعها وتعد اللجنة تقريراً دورياً بنتائج أعمالها وتوصياتها وآليات تنفيذها يعرضه رئيسها على رئيس الجمهورية ، لكن الغريب ان اللجنة لم تجتمع ولو لمرة واحدةَ!!
الا ان المواطنين المصريين الاقباط لازالوا يدافعون عن وطنيتهم ، خاصة بأنهم كانوا من الأعمدة الرئيسية لثورة 30 يونيو، إلا أنهم دائما يدفعون الثمن، بالطبع أبناء القوات المسلحة والشرطة يسبقونهم فى دفع الثمن لكن المواطن القبطى يدفع الثمن مرتين، مرة مع أخيه المسلم كوطنى وأخرى كمسيحى بشكل عقيدى، الأمر الذى يؤدى بقطاع كبير من الأقباط إلى القلق المشروع، وعدم الشعور بالأمان، والانكفاء مرة أخرى داخل «السور المضمون الكنيسة.. هكذا كشف الحكم في قضية سيدة الكرم الذى لم يستهدف جسد امنا سعاد بل جسد الوطن كلة .وادي الي مزيد من الآلم والجراح فى جسد الوطن، خاصة فى الجزء المسيحى من الجسد.. وجاء ذلك الحكم .." صفقة الكرم"، لا ليعبر فقط عن براءة التخلف بل كشف عن تخلف مجتمع ، واحتوي اوراق تم تكوينها زورا وبهتانا من احد النواب السابقين مع احد الضباط المحليين وتواطئ محامي مشهود له بمثل تلك الصفقات مع اصحاب نفوذ وعائلات في اكثر من قضية هؤلاء ممن يسمون بالرجعية في المكان .. ولا عزاء للنساء والفقراء وللدولة المدنية. وبعيدا عن كل ردود الأفعال الإعلامية، وضرورة الكشف عن الجرح المتقيح، دون إسقاط قلب الحقيقة وهى أن التطرف والإرهاب والبلطجة الطائفية «الممنهج» ضد المواطنين المصريين الأقباط منذ حادث البطرسية وحتى حادث الأنبا صموائيل، مرورا بمارجرجس طنطا والمرقسية بالإسكندرية وحتي مقتل رمسيس بولس بالورديان علي يد بلطجي، تستهدف الوطن، الدولة، من خلال المواطنين المصريين الأقباط، ويعلن الإرهابيون ذلك صراحة، ولكن يظل الحكم الصادر بتبرأة من عروا امنا سعاد حدث شعبي من غوغاء قرية تلخص الظلم ضد النساء خاصة الفقيرات القبطيات . الاستهداف الممنهج الإرهابى او الهمجي المتجسد في العقاب الجماعي او التعرية للنساء ضد المواطنين المصريين الأقباط، يستهدفهم بالإساس لمواقفهم الوطنية مع ثورة 30 يونيو والرئيس السيسى جنبا إلى جنب مع الهوية الدينية.. وأعتقد ليس هناك فصل تعسفى بين «السياسى والدينى»، فهما وجهان لعملة واحدة.
يحدث ذلك وسط محاولات من الدولة لخلق جيل جديد من النواب والنائبات في المجالس التشريعية(الشيوخ والنواب) لمواجهة تلك التحديات خاصة تحدي تحول اغلب الحركة الحزبية الي جماعات مصالح ، ومن ثم يبدو الامر صراع غير متكافئ بين جيل جديد لازال يحتاج الي مزيد من الخبرة وجماعات تمتلك المال السياسي والنفوذ وتبادل المصالح .
هنا يجب الاشارة الي ما بدانا به من ما اسماة الامريكيين تدنيس قدس الاقداس الديمقراطي بأقتحام الكونجرس ، وكيف حدث ذلك عن طريق هيمنة الشركات ورؤوس الاموال علي الحزبين الكبيريين الجمهوري والديمقراطي ، وكيف نجح ترامب في استنفار اليمين المتطرف ليحطم اساطير القداسة الديمقراطية ، للاسف ومنذ انتخابات الاخوان الارهابية بدأت ظاهرة المال السياسي وشراء الاصوات وتوسعت الظاهرة رويدا رويدا الامر الذي ينبأ بمخاطر تلك الهيمنة الراسمالية علي مقدرات الحياة الحزبية والديمقراطية، بالتأكيد مصر كانت اكثر حرصا ولكن فشل الدول التي تحاول مواجهتنا خارجيا مثل تركيا وايران الخ سوف يجعلها تنشط الطابور الخامس من جديد
اننا بحاجة جادة وحقيقية لاعادة اللجنة العليا لمكافحة الارهاب للعمل اللهم اني قد ابلغت اللهم فاشهد.