بقلم- مينا ملاك عازر
"أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه" هع.. طبعًا عزيزي القارئ "هع" دي من عندي، واضح أنا حاططها بره الأقواس عشان أثبت أن "هع" هي مسؤولية كاتب المقال، وأنا أحافظ على صياغة وكلمات اليمين الدستوري وأحترمه، لكن "هع" دي بقى جات من إنني أرى ما يراه القارئ بأن الرئيس "مرسي" سيكون بحاجة يومًا ما بأن يصوم 3 أيام تقريبًا، طبعًا أنا لست فقيهًا دينيًا حتى أفتي بجواز الصيام ثلاثة أيام في حالة كهذه، لكن ما أعلمه من أصدقائي المسلمين أن من لا ينفذ قسمه يصوم ثلاثة أيام، وأنا أعتقد أن الرئيس "مرسي"، وللأسف- شوف أنا بأقول للأسف مش بهاجمه ولا حاجة- بنقول إنه للأسف سيصوم ثلاثة أيام، ما هو يا يصوم ثلاثة أيام يا إما يكون كان بيضحك ولا مؤاخذة على منتخبيه ومؤيديه، يختار هو بقى، يعني أنا حاقطع نفسي؟! حاتقول لي ليه؟ سأقول لك.

شوف عزيزي القارئ، الرئيس "مرسي" أقسم أن يحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، ودي أول مشكلة، لأن النظام الجمهوري حاجة ونظام الخلافة حاجة تانية، إلا إذا كان ناوي يعملها خلافة بنظام جمهوري، وده يحق له، لكن حتى التسمية ستكون خلافة، وده خلاف واضح وصريح مع القسم، هو وعد منتخبيه ومؤيديه بدولة الخلافة وليس دولة الجمهورية، طب حايعمل إيه؟ هل سينفّذ وعده أم سينفّذ قسمه؟ هو يختار.. على أي حال يحتاج قراره لصيام ثلاثة أيام لو خلاها خلافة، ولا يحتاج صيام لو مشاها جمهورية.

ثم أقسم على احترام الدستور والقانون، طب قولوا لي بقى أي دستور يقسم على احترامه؟ ستتفلسف حضرتك، وتقول إنه سيحترم أي دستور، طب ما الإعلان الدستوري إللي هو وجماعته والذي ينتقص من صلاحياته من ضمن الدساتير إللي هي أي دستور، يبقى ليه هو بيقول إنه معترض على الإعلان الدستوري ويرفضه، وأخذ في الميدان يقول أنه سيسترد كل صلاحياته ولن يبقى شيء منها منتقص لما هو بيحترم الدستور؟ وأظن أن من احترام الدستور أن يقسم أمام المحكمة الدستورية ولا يقسم وهو متبرم كما رأيناه على شاشات التلفزيون، كما أن احترامه للدستور والقانون لا يجعله أبدًا يعد بإعادة المؤسسات المنتخبة، وهي التي سقطت دستوريًا وقانونيًا- ثم يعيدها-، هذا ليس فيه أي احترام للدستور ولا القانون، وهذا لا يعطيه الحق أبدًا أن يقسم في قاعة جامعة "القاهرة" أمام مجلس الشعب المنحل الذي جمع أعضائه ليرضيهم، وهو قسم غير قانوني بشكل ملتوٍ إلى حد ما، على أي حال إن فاتت دي لن نفوِّت أبدًا إعادته المؤسسات المنتخبة والتي حلها الدستور والقانون، وهما اللذان أقسم الرئيس "مرسي" على احترامهما.

كنت أتمنى أن يضيف الرئيس "مرسي" لقسمه كلمة "وعقولكم"، فيكون القسم "وأن أحترم الدستور والقانون وعقولكم"، وهو أمر هام، لأن عدم احترامه لعقولنا يوقعنا في مأزق شديد، فالرئيس "مرسي" منذ أن وصل لسدة الحكم يقول إنه ترك الإخوان والإخوان تركوه، وأعتقد أن الانتماء للجماعة ليس انتماءًا عضويًا وإنما انتماءًا أيديولوجيًا، أي أن أفكارها تحكم تصرفاته وسلوكه، وحتى إن لم يسترشد بالمرشد ويفعل ما يشير عليه "الشاطر"، فأفكارهم وآراءهم يعرفها، وسينفذها، فكان أولى به ألا يستغبانا ويقول لنا لقد قطعت صلتي بالجماعة ولم أعد أبايع المرشد.

وآخر الأسباب التي قد تجعله يصوم ثلاثة أيام مسألة قسمه بـ"احترام استقلال الوطن وسلامة أراضيه"، فاستقلال الوطن اُنتهك مع الضغوط الأجنبية من "أمريكا" رئيسًا ووزيرة خارجية لتوليته سدة الحكم، وأنا هنا لا أتحدث عن ضغوط سرية لا نعرفها يدعيها البعض، وإنما عن التصريحات العلنية التي قرأناها وسمعناها كلنا، أما مسألة سلامة الأراضي فهي أمر أشك فيه كثيرًا يا سادة،  فكلنا نعرف المشروع الحمساوي- الجناح العسكري الخارجي لجماعة الإخوان المسلمين- للاستحواذ على "سيناء"، فكيف سيمنع حماس عن سيناء يا جماعة؟ وإن كنت في هذه الحالة بالذات لا أصدق أوي أن جماعة الإخوان ستترك سيناء لحماس مش عارف ليه؟ لكن هو مجرد احساس إنهم سيكونوا صادقين في احترامهم لسلامة أرض الوطن، شفتم بقى إني  حقاني بأقول إللي لي وإللي عليَّ.

وأخيرًا عزيزي الدكتور "مرسي"، أتمنى ألا تصوم ثلاثة أيام، فصحة الواحد لم تعد تحتمل أيام صيام زيادة، وأتمنى أن تبر بقسمك. شوف عزيزي القارئ، أنا بأتمنى أن يبر بقسمه ولا أتهم بأي شيء.

المختصر المفيد، خير من أن تقسم ولا تفي ألا تقسم أصلًا.