خطوات هادئة تبعها تمتمة السلام على الراحلين من موتاها ومعارفها أثناء سيرها بطريقها لوداع ذويها المدفونين تحت التراب؛ وبمجرد وصولها إلى مدافن عائلتها بمنطقة البساتين حرصت على التأكد من تجديد المكان وترميمه ودفع كل الأموال المتعلقة به؛ وكأنها تشعر بأن هذا المكان سيكون بيتها الجديد، هذه هي الزيارة الأخيرة للفنانة الراحلة رجاء الجداوي، لمسكنها الذي لحقت به عقب رحيلها عن عالمنا في 5 يوليو الماضي، عن عمر ناهز 82 عاما، إثر إصابتها بفيروس كورونا المستجد.

ورغم تأكد الفنانة الراحلة من ترميم المكان قبل 20 يوماً من مرضها؛ إلا أنها لم تكن تعلم الحالة المذرية التي ستلحق به من مخلفات وركام بل تكسير نتج عنه فتحة كبيرة بالجدار المقابل للباب الخاص بالمدفن والمغلق بإحكام، نتيجة أعمال الإنشاءات المرتبطة بالكوبري الذي يقام أعلى المقابر.

وبتواجد «الوطن» أمام مدفن الراحلة رجاء الجداوي، الذي يبعد شارع عن مدفن الفنان الراحل فريد الأطرش، رصدت الوضع الخاص به من تواجد فتحة ضخمة بالجهة اليمنى من المدفن، فضلا عن العلم من سكان المقابر أن هذا المكان سينتقص مساحة كبيرة من أجل توسعة الشارع.

المسؤول عن المدفن: كل اللي هينقص متر واحد
تواصلت «الوطن» مع حمادة فاضل، المسؤول عن مدفن الفنانة الراحلة، وأكد أن الفتحة المتواجدة بمدفن عائلة رجاء الجداوي، ظهرت قبل 3 أسابيع وسيعاود الحال عليه بمجرد الانتهاء من الإصلاحات المرتبطة بالشارع الخارجي المقابل لإنشاءات الكوبري، معلقاً: «كل اللي هينقص من المدفن متر واحد وبعد كده هيرجع لوضعه الطبيعي».

وفي أكتوبر الماضي، كانت «الوطن» نشرت وضع مدفن الفنانة رجاء الجداوي، في بادئ ظهور حالة مذرية به من تواجد حشرات مخلفات وحطام، ما جعل إحدى معجبات الراحلة التعليق على تدوينة عبر موقع الصور الشهير «انستجرام»، موجهة حديثها لأميرة ابنة الفنانة الراحلة: «معلش يا أميرة اتقبلى مني الكلمتين دول، أنا شفت فيديو لمدفن مدام رجاء، هو ماله المدفن مكسر وكأنه صار له سنين، ومكسور على الجنب وفيه فتحة كبيرة تدخل منها الحشرات».

وبعدها علقت أميرة على التعليقات، قائلة إن القبر تحت الترميم منذ قرابة عام وما زال قيد التجديد، متابعة: «أنا غير مسؤولة عن الترميم، فيه كِبار العائلة هم المسؤولين، ومامي كانت مسؤولة عن المدفن لأنها كبيرة، ده مدفن العيلة وأنا أصغر واحدة فيهم».