كتب – روماني صبري
كشف الإعلامي والكاتب الصحفي، إبراهيم عيسى، عن أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان أول مواطن في مصر تعرف بطاقته "خانة الديانة"، بعد عام 1958، وكتب فيها "مسلم"، مشيرا :" بطاقات المصريين قبل التاريخ المذكور لم يكن بها خانة للديانة، مؤكدا :" أي دولة في العالم من السهل أنها تتقدم حين تكون دولة مواطنة، وخانة الديانة لا توجد في أي دولة تؤمن بالمواطنة."
هو الدين بالخانة !
وأبدى "عيسى" رفضه لخانة الديانة، خلال تقديم برنامجه "حديث القاهرة"، المذاع عبر فضائية " القاهرة والناس"، قائلا :" هو الدين بالخانة؟! حاجة غريبة!، لافتا :" لم يكن يوجد بالبطاقات الشخصية خانة للديانة إلا بعد "ثورة 52"، وقبل ذلك كان يذهب المسيحيين لكنائسهم والمسلمين لمساجدهم واليهود لمعابدهم بشكل طبيعي."
موضحا :" وكان في وقتها جماعة كارثية منتشرة ومسيطرة على آلاف المساجد، وهي " الإخوان المسلمين"، وبرضه مكنش فيه خيانة للديانة في البطاقة."
أقول "غزو"
مشددا في إطار حلول عيد الميلاد المجيد وفقا للتقويم الشرقي :" الاقباط أصل مصر وأصالتها، حيث رفضوا تغيير مذهبهم منذ القديم، مستشهدا :" فعندما غزا عمر بن العاص مصر وأقول (غزو) لأنه قاد جيشه ودخل به البلاد، لكن في مصر فقط من الممكن ان نسميه "فتح"، حيث لم تحدث حرب أو أي مقاومة من قبل أقباط مصر وكان عددهم حينذاك 3 مليون أي يستطيعون الانتصار على جيش بن العاص المكون من 3 آلاف جندي."
احتلال باحتلال
وتابع :" مفيش مصري واحد رفع سلاح في وجه أي عربي تابع لابن العاص، كونهم وقتها كانوا تحت اضطهاد كارثي من الرومان، حتى يغيروا مذهبهم الأرثوذكسي ويستبدلونه بمذهب الكنيسة الرومانية، وهو ما رفضوه."
مضيفا :" قال أقباط مصر وقتها نقف في صف بن العاص ضد الرومان، احتلال باحتلال بقى، كفاية ان بن العاص العربي مش هيجبرنا نغير مذهبنا."
الضباط الأحرار وأفكار الإرهابية
مشددا :" رئيس الوزراء قبل "جمال عبد الناصر" مكنش لازم يبقى مسلم، مؤكدا :" الضباط الأحرار الذين قادوا ثورة يوليو 52 كلهم كانوا أعضاء في "جماعة الإخوان المسلمين"، ومنهم جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، عدا محمد نجيب."
مشيرا :" وجميعهم مارسوا نشاطا مع الجماعة في يوما من الأيام، تحت عناوين وطنية، وكانت الآثار المترتبة على ذلك بعد وصولهم للحكم رغم انفصالهم عن الجماعة، وجود خانة الديانة في البطاقة الشخصية، المزايدة في الدين، قمع الأحزاب الوطنية كالوفد وزعم انه حزب الاقباط، موضحا :" ولما لا يحدث ذلك وأفكار الضباط الأحرار تأثرت بأفكار جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة، لافتا :" وظل ضباط أحرار يحملون أفكار الجماعة حتى غيبهم الموت، وأود أن أشير إلى انه لم يكن بمجلس قيادة الثورة مسيحي واحد وقتها."
مشددا :" وصل محمد أنور السادات ابن الضباط الأحرار للحكم في السبعينيات فإذا به يقول أنا رئيس مؤمن احكم دولة مسلمة، فمكن الإخوان ليسيطروا على مصر وبالفعل سيطروا عليها تماما."
ثمة تغافل عن تاريخ المسيحيين العرب
وفي سياق متصل، أكد الدكتور القس وجيه يوسف، أستاذ التراث العربي المسيحي بكلية اللاهوت، ان تاريخ المسيحيين العرب لم يسلط عليه الضوء في الدراسات التاريخية والدينية، لافتا :" فخلال القرن السادس الميلادي قضى ملك يهودي على مسيحيين عرب."
مشددا :" ساهم المسيحيون العرب في بناء الحضارة الإسلامية، كونهم برعوا في علوم الإغريق وترجمة المعارف اليونانية إلى اللغة العربية، لافتا :" فحنين ابن اسحق وابنه لعبا دورا هائلا في الترجمة خلال العصر العباسي، كذلك المسيحي "قسطا بن لوقا"، له كتاب باسم "الرعاية الصحية للحجيج"، - وفيه يتحدث عن التعامل مع الأمراض خلال موسم الحج-."