د.ماجد عزت إسرائيل
 
  في عهد الملك هيرودس الأول (74-4 ق .م). الذي عاش في فترة حكمه زكريا ويوحنا المعمدان، ولد السيد المسيح مخلص العالم في مدينة بيت لحم اليهودية،وقد بشر ملاك من عند الرب الرعاه بمكان مولده بذات المدينة. كما ذكر إنجيل معلمنا لوقا قائلاً: "وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ،وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ»." (لو 2: 8 - 12). ولد يسوع المسيح من روح الله القدوس،ومن عذراء لم تعرف رجلاً تدعى مريم، فكان ميلاداً إلهياً،لم يحدث له نظير قط لا من قبل ولا من بعد! كما ذكر عنه فى الكتاب المقدس: “لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام” (إشعياء 6:9). جميع الأنبياء تنبأوا عنه بآيات كثيرة، وكل الحوادث والشواهد تتجه نحوه،وتنتهي إليه،حتى الزمن قيل إنه سيبلغ ملأه يوم مجيئه،وقد كان فبدىء بالتاريخ منذ الميلاد. وهكذا لم يكن المسيح نبياً ليتنبا عن مجىء أحد آخر،ولا رسولاً ينتهي عند تكميل رسالته، بل كان هو"كلمة الله"..."إتّخذ جسدًا، صورة اللَّه الذي هو اللَّه إتّخذ صورة العبد " اَلَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ" (في2/6-7).وعاش كإنسان بين الناس، ودعا نفسه "ابن الإنسان".

   الحقيقة المؤكدة أن يوم مَولِدِ مخلِّص هو المسيح الرب يعد عيداً، وأيضًا ميلاداً جديداُ للإنسان حيث أصبح لنا ميراث أبوي في السموات،ومجد لاينطق به. وكذلك مَولِدِ المسيح عطاء مجاني للإنسان الذي شبع شقاء عبر الدهور. كما أن مولده هو إعادة تصحيح المسار بالرجوع إلى الله"ارجعوا إلى،أرجع إليكم" (ملاخى 3:7). فإذا أردنا أن نبحث عن الله فلنطلبه بكل قلب صافى ليس من أجل منفعة أو ضيقه نمر بها؛"فإنه مكتوب "أطلـبوا الرب مادام يوجد أدعـــوه وهو قــريب، ليترك الشرير طريقـه" (6:55) فلا يمكن أن يرفض الله أى إنسان يطلبه ويلجأ إليه، كما أن مَولِدِ مخلِّص هو المسيح الرب رسالة فرح وتفـــــاءل لكل البشرية،حتى الملائكة فرحوا قائلــين:"المجد لله فى الأعلى وعلى الأرض الســـلام، وفى الناس المسرة".

    إذاً، فاليوم عيد مَولِدِ مخلِّص هو المسيح الرب، أي أن مَولِدِه من أجل كل البشرية وليس إحتكار على المسيحيين دون سواهم، لأنه وُلِدَ للبشرية مُعين، وأُعطِيَ للإنسان ابن تكمَّلت فيه كل إعوازها. كما أن بيت لحم زادت مكانتها وقيمتها وعظمتها بيت المدن حيث ورد ذكرها بالكتاب المقدس قائلاً: "وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ»." (مت 2: 6). كما أن المجوس فرحوا بمَولِدِه وزاروه في بيت لحم اليهودية وقدموا هداياهم. كما دون القديس متى قائلاً: "فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. "وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ.فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ.ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا."(مت10:2- 11). ما أحكم المجوس وما أعمق سر الهدايا. إن أسرارها لكثيرة!

 وبمناسبة عيد ميلاد الرب يسوع الذي أصبح البداية الحقيقية للعام الجديد وللحياة البشرية كلها. كما ذكر القديس لوقا قائلاً:" فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ ". (لو 2: 10). نطلب من الله سلاما لمصرنا الحبيبة، وللعالم أجمع، في ذكرى مَولِدِ مخلِّص هو المسيح الرب.