أكد الدكتور مجدى عاشور المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، أن الاحتفال بذكرى ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام غير مخالف للإسلام، وأن أقل شيء يقال فى مثل هذا الاحتفال أنه مباح شرعًا.

 
وتابع: بل ينبغى للمسلمين فعل ذلك للفرح بالزمان المبارك الذى شرفه الله تعالى بنعمة إيجاد سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام، لما فى ذلك من دلائل التعظيم والاحتفاء والفرح بهذا الرسول الكريم وما فيها من الآيات الباهرة لطلاقة القدرة الإلهية، فضلًا عن اعتبارها عنوانًا لمحبته التى هى ركن الإيمان بنبوته ورسالته، وعملًا بمقتضيات وصية رسولنا صلى الله عليه وسلم التى قال فيها: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» (صحيح البخارى 3443).
 
وأضاف المستشار العلمى لمفتى الجمهورية - فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط حول ما يروجه البعض من أن تهنئة إخواننا المسيحيين بذكرى ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام مخالف للإسلام، فهل هذا صحيح ؟ - أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم أرسى أصول التعامل مع مناسبات وأعياد غير المسلمين من خلال موقفه من احتفال يهود المدينة بيوم عاشوراء حيث صامه وأمر بصيامه قائلًا: «نَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»، وأظهر موافقتهم على السبب وهو شكر المُنْعم سبحانه، وإحياء يوم فاضل فى تاريخ نبى الله موسى عليه الصلاة والسلام بالعبادة المشروعة لدى المسلمين، ودون مناقشة فى ثبوت هذا اليوم ومدى حقيقة تحديده بعينه دون غيره من الأيام، فضلا عن كونه لم يعد ذلك مشابهة مذمومة لغير المسلمين أو اشتراكًا فى عقائدهم.
 
ثانيًا : أن الاحتفال والفرح بميلاد سيدنا عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام يدخل تحت عموم الأدلة الشرعيَّة التى أرشدنا الله تعالى من خلالها إلى أن الأزمان التى وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام على العالمين، فقال عن سيدنا عيسى: (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) [مريم: 33].
 
ثالثًا : قرر الفقهاء استحباب صلة غير المسلمين فى مثل هذه المناسبات وبِرّهم والإحسان إليهم بوجه عام، بما يُعَدُّ ترجمةً حقيقية لمبادئ الحضارة الإسلامية الراقية وقِيَمِها السمحة التى تؤكد على الالتزام بالمشترك الدينى والاجتماعى الذى يقوى نسيج المجتمع الواحد، وفى ذلك يقول الله تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة: 8]، ولذلك ينبغى التهنئة بقولنا : كل عام والمسلمون والمسيحيون بكل خير وسلام ووئام بمناسبة ذكرى مولد سيدنا عيسى المسيح على نبينا وعليه أتم السلام.