الاثنين ٩ يوليو ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : جميل جورجي
الديكتاتور أنسان مثل كل البشر له نفس التركيبات البيولوجية وبدأ حياته علي الأرض مثل جميع الناس ولكنه في مرحلة ما من مراحل حياته تغيرت ظروفه وأصبحت في يده سلطة ساعده الجو والبيئة المحيطين به من نفاق وتملق ونفوس ضعيفة وعادات سيئة لتصنع منه دكتاتورا فهو لم يولد دكتاتورا ولم يتعاط حبوب ليكون هكذا ولكن عندما وصل الي مركز القيادة والريادة أحيط بنفوس ضعيفة هشة وجو من النفاق والرياء فبدأت تتغير نفسيته ويتوحش ويستخدم أساليب الديكتاتورية وكلما وجد ردود الأفعال سلبية وضعيفة مقارنة بأفعاله زاد من عنفه ومن دكتاتوريته وتعالي جبروته حتي أصبح لا يعرف الا العنف واهدار حقوق الانسان وعدم احترام شعبه ومن هنا يجب أن نعترف أن للشعوب الخطأ الأكبر في صناعة هذا الديكتاتور
أقول هذا لأن الشعوب العربية تجيد صناعة الدكتاتور لأنها تجيد النفاق والتملق بينما الشعوب الراقية والمتقدمة كما في الغرب من المستحيل أن يخرج منها ديكتاتور لأنها تعرف كيف تتعامل مع الحكام بكل حرية وجرأة وقوة كما تجيد تقيم الأفعال والنتائج
الدكتور مرسي العياط كان منذ أيام قليلة مواطنا عاديا وكان سجين منذ شهور قليلة واليوم أصبح مسئولا عن أدارة شئون البلاد في مصر داخليا وخارجيا وأعماله قابلة للصواب والخطأ كأي انسان علي الأرض فمن الممكن أن يوفق في أشياء ويعثر في أخري مثل جميع حكام العالم علي مر العصور وهذه قوانين الحياة والطبيعة البشرية ولكن ما أن أعلن عن استلامه للسلطة وقيادة شئون البلاد حتي بدأت ملامح النفاق والتملق تظهر علي شاشات التليفزيون من تقبيل للأيادي والرأس مع كلمات المديح المبالغ فيها قبل أن نري أي أفعال أو نتائج طيبة أوقرارات صائبة تبشر بمستقبل أفضل
فاذا كان هذا يحدث اليوم قبل أي تقيم للأداء فماذا نتوقع لأنفسنا ؟ وهل يلام الرجل اذا أصبح دكتاتوريا أم نلوم أنفسنا نحن الذين صنعناه
يجب أن نعرف انه اذا أمتطي أنسان أكتافك فليس لأنه قوي بل لأنك انحنيت له فلنتعقل ونكن مراقبين ومقيمين للأداء وغير منافقين والا سنصنع دكتاتورا أشد من سابقه لان مصادر تشريعه الدين- الخروج عن ولي الأمر- وتفصيل القوانين وليس القوانين فقط كسابقه
جميل جورجي
رئيس جمعية أصدقاء الأقباط - فرنسا
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع