مباشرة بعد فوز الاخوان المسلمين بكرسي رئاسة مصر تعالت أصوات عنصرية تنادي بعدم منح أي منصب سيادي للأقباط وللمرأة و خاصة منصب نائب رئيس الجمهورية، ولعل أكبر متحمس للفكرة هو الداعية الاسلامي ″وجدي غنيم″ و لقد رأينا و سمعنا كيف يصف أقباط مصر بأقدح و أشنع الأوصاف فتارة بالكلاب مسعورة وتارة أخرى بخنازير القمامة و أوساخ الأحذية و كأنهم ارهابيون أشرار و رأيناه كذلك كيف يتودد و يمتدح رئيس الجمهورية المنتخب ناصحا اياه بعدم تمكين هؤلاء الكفرة الصليبيين واشراكهم في تدبير شؤون البلد، وان فعلتها يا مرسي سيلعنك التاريخ ....

وجدي غنيم هذا صادق في كلامه غير منافق، نعم يقولها بصريح العبارة مستندا في أقواليه العنصرية على ما جاء في الحديث و السنة ، فهو يطلب و يحذر الرئيس المنتخب من عدم منح مناصب سيادية للأقباط و الذين يصفهم دائما في تصريحاته بالصليبيين و الكفار فهم حسب قوله لا يساوون غبار حذائه، و لم يفت هذا الارهابي أن يذكرنا بتعداد الأقباط الحقيقي و الذين يصفهم دائما بالصليببين الكفرة ﴿عندنا في مصر أربعة مليون صليبي..... ﴾

ولم يفوت الفرصة كذلك للاستهزاء بالمترشح الذي نافس مرسي على منصب رئيس الجمهورية واصفا اياه بشفشف عوض أحمد شفيق .....

و قد سبق لهذا الارهابي أن تهجم على البابا شنودة يوم نياحته واصفا اياه برأس الكفر و قد قال الارهابي غنيم بالحرف (لقد هلك رأس الكفر والشرك هذا المنسمى
شنودة، الله ينتقم منه………….. ) ولم يراعي حزن ومشاعر المسيحيين المصريين حتى في حضرة الموت… http://www.youtube.com/watch?v=M2BiogoDwLg وجدي غنيم و أمثاله من الأصوات الداعية الى اذلال و ارهاب الأقباط لا يتكلمون من فراغ ...فقد جاء في الحديث النبوي .″نصرت
بالرعب مسيرة شهرين ″....

بالله عليكم يا أقباط مصر، لماذا تريدون المساهمة في تدبير الشأن العام و المشاركة في الحياة السياسية وتحمل المسؤولية ؟؟ ألستم ذميين ملعونين ؟؟ ألم يكن القبطي في زمن أبن العهر عمرو العاص يضرب على قفاه عندما يؤدي ما في ذمته من جزية وتم توريث هذا التقليد أي ضرب القفى لعقود و أجيال ؟؟ ألا تعلمون بأن بكم سينجي الله المسلمين من عذاب الآخرة لتلقون أنتم في حفر جهنم و يفوزون هم بجنان الله الفيحاء و مناكحه وأنهار خموره...؟؟

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن طلحة بن يحيا عن أبي بردة عن أبي موسى قال رسول الله " إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول هذا فكاكك من ‏النار" ثم أو لم يوصي الطاغية عمر بن الخطاب الولاة في البلدان المفتوحة من عدم توظيف النصارى واليهود ككتاب ومحاسبين ومستشارين في دواوين و أجهزة الدولة ولو كانوا من أبناء هذه البلدان ...لأنه حسب عمر فقد أذلهم الله ولهذا عليهم امتهان حرفا يستفيد منها المسلمين كالصياغة و النجارة وجمع القمامة واستخلاص الجزية منهم وهم صاغرون، كتب عمر إلى عامله على البصرة، يحثه على عدم الاستعانة بالنصارى (لا تدنيهم إذ أقصاهم الله، ولا تأمنهم وقد خوّنهم الله، ولا تعزهم بعد أن أذلهم الله) (أحكام أهل الذمة لابن القيم، ج1، ص 2 كما أوصى الطاغية عمر المسلمين بعدم التحدث بلغات المشركين ودخول دور عبادتهم ( لا تعلموا رطانة الأعاجم ، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم ، فإن السخطة تنزل عليهم ....... ﴾

جدير بالذكر بأن وجدي غنيم هذا ومن على شاكلته و قبحه قد صوتوا لصالح الاخوان، بينما صوت السواد الأعظم من أقباط مصر بما فيهم قساوستهم و شماساتهم وشريحة هامة من متنوري مصر لصالح الفريق شفيق، و الذي وان كان من خلفية اسلامية ففي عروقه تجري دماء قبطية مصرية أصيلة....

الاخوان المسلمون بمصر لن يشاركوا في محطة انتخابية مقبلة لأنهم سيفشلون في تحقيق انتظارات وتطلعات الشعب المصري، و سيغص الميدان قريبا بمليونيات طالبا من الغربان الفاشلين المتوهبين الرحيل ، صحيح أنهم حصلوا على 52 في المائة من الكتلة الناخبة لكن علينا أن لاننسى أن من صوت لمرسي هم نتاج نظام حسني مبارك، فالظلم والقهر و الفقر يولد التطرف و الاعوجاج والانتحار ....

يانصارى مصر... امتهنوا حرفا أخرى كالصياغة وصناعة البقلاوة و الكنافة و جمع القمامة و تصفيح الخيل و البغال و الحمير عوض التفكير في امتهان وظيفة عالية كوظيفة وزير أو رئيس جمهورية