حجازي: هناك إصدار جديد في المنطقة العربية.. ونحتاج إلى تصور للمستقبل
كتب - نعيم يوسف
قال الدكتور مصطفى حجازي، المفكر السياسي، إن البشرية كلها حاليا تعيش مفصلا تاريخيا، وهذا حدث منذ مائة عام، ويمكن أن يؤرخ له بشيئين الأول هو الحرب العالمية الأولى، والثاني هو حدث بيئي وهو الأنفلونزا الإسبانية، ونحن حاليا نعيش خط بداية جديد بسبب فيروس كورونا المستجد، وهذا يشابه ما حدث في الأنفلونزا الإسبانية.
نعيش على خط بداية
وأضاف "حجازي" في لقاء مع برنامج "حديث القاهرة" المذاع على قناة القاهرة والناس، ويقدمه الإعلامي إبراهيم عيسى، الجمعة، أننا نعيش خط بداية جديد سوف يرتفع فيه من لديه العلم والتكنولوجيا، إضافة إلى الجيلين الخامس والسادس من التكنولوجيا المعلوماتية، وبعد عدة سنوات سيصنع العالم آلات ذاتية التعلم، وهذا هو الجيل السادس وسيبدأ بعد سبعة سنوات.
إعادة تأهيل الدول
وتابع المفكر السياسي، أن بعض دول العالم تحتاج إلى إعادة تأهيل نفسها، مشيرًا إلى أن بعض المجتمعات تمارس العنصرية والعنصرية المتبادلة التي تمنع وصول التطور إلى بعض المجتمعات، وقد تكون أسباب ذلك اجتماعية أو اقتصادية أو دينية، موضحا أن التاريخ به بعض اللحظات مثل التحرر في عصر جيفارا، أو العنصرية في عصر هتلر، والعصر الذي نعيشه حاليا هو قد يكون عصر الصمت، أو عصر التطرف، موضحا أن الشيوعية والإسلاموية سقطتا لأنهما لم يقدما لأهلهما الخير، والعالم الآن يحيا في رواية كبرى ولكن لا يوجد لديهم حلم واحد.
إعادة التوازن للنظام العالمي
وأشار إلى أن الأوبئة حدثت في العالم في وقت سابق، والله أحيانا يرسل جوائح لإعادة التوازن وعمل تعديل في النظام العالمي القائم، كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية، مشددا على أن جميع الدول موجودة على نفس خط البداية مع الدول المتقدمة، ولا يوجد شيء يمنعنا في مصر من البحث والسعي للوصول إلى علاج لفيروس كورونا، ويلزم أن يكون لدينا إرادة لنفعل ما نريد.
وأوضح أنه بعض الجائحة هناك ثلاثة مسارات جديدة سوف تسعى الدول للعمل عليها، الأول هو مسار العلم، والثاني إدارة اقتصاد المجتمعات، والثالث هو الحرية والإبداع وهذا هو الحل للخروج من الكارثة الاقتصادية التي تتعرض لها البشرية، وهذه الجائحة سوف تلزم العالم بالعدل الصحي والتعليمي لأن العالم لا يستطيع أن يفصل نفسه عن باقي العالم، ولذلك فإن المخرج يجب أن يكون إنسانيا عالميا، ولذلك يجب الاهتمام بحلم وهوية جديدة للمستقبل.
تحولات جديدة في العالم العربي
وأكد أن العالم العربي يمر بتحولات جديدة، وهذا حدث منذ مائة عام ولكن وقتها لم يكن العرب حاضرين في المشهد ولا فاعلين فيه، ولا طرفا في التشكيل الإقليمي، وحاليا نتقاتل في سبيل حدود لم نكن طرفا فيها، وهناك إصدار جديد للإقليم الآن، حيث هناك الأطروحة العثمانية من تركيا، والأطروحة الإيرانية، وهناك أيضا دول العرب ويجب أن يكون لديهم أطروحة، خاصة وأن العالم كله تائه وليس لديه أي تصور لما سيكون مستقبلا.