مدحت قلادة
معلم كلمة مكونة من اربع احرف لها عمق واتساع و سمو، عمق اعمق من عمق المحيط وسمو أعلى من السموات واتساع مثل اتساع الكون خاصة حينما يكون معلمك ليس انسانا عاديا بل رجل صاحب كاريزما وتاريخ و وطنية علاوة على انه يم يكن معلما بالكلمات بل بافعال على ارض الواقع هذها التعليم جسد شخصية نادرة لم ولن تتكرر .
اعرف انني محظوظ فى كل شيئ حتى في اسواء ظروف حياتى ادركت ان كل ما حدث ليس ضدى ولكن لاجلي عشت تجربة حرق كنيستى القديسة دميانة الكائنة بشارع صابر الطويل وكنت طالبا فى الثانوية العامة كنا فى الكنيسة اخرجنا الأمن الذى وعد بالحفاظ على الكنيسة واذ فى تمام الساعة الرابعة ظهرا ذهبت لاتفقد كنيستي فاجدها تشتعل وسط تصفيق الغوغاء والدهماء " لا كنيسة بعد اليوم " وعشت تجربة قرارات سبتممبر الظالمة من الرئيس "المؤمن" وشاهدت سيد قرارة والتصفيق الحار لقرار سحب اعتراف رئيس الجمهورية ... هذا القرار الذي لم يؤثر على كون قداسة البابا شنودة المتنيح هو راعينا وابينا المختار .. ثم تخرجت من الجامعة و سافرت الى سويسرا واذ هناك التقي بالمهندس عدلى ابادير يوسف عملت معه وكنا نمضي اليوم صباحا مع تليفون صباح الخير ومساءا مع تليفون تصبح على خير .
كنت ساعده الايمن فى العمل الحقوقي التى وهب لها نفسه وهى قضية الدفاع عن المظلومين عرفت من خلالة جميع الصحفيين و قيادات الاعلام وعددا من الرموز السياسية الذين طلبوا منه الصمت ولكنه كان صادقا واحيانا لاذعا لان اهل بلادنا لم يتعودوا على الصراحة والصدق بل تمييع الامور والتلون سمة العديد.
اتذكر لقائنا مع الدكتور كمال ابو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان اثناء زيارته لسويسرا لعلاج حرمة فاذ به يطلب من المهندس عدلى الحضور ومقابلة المجلس القومى لحقوق الانسان فاذ به يرد على الدعوة اجيئ لاقابل طراطير؟ فاذ الدكتور ابو المجد يعلن احتجاجة واذا المهندس عدلى يرد نحن جميعا مربوطين بواحد فقط لان بلدنا تعيش منذ 1952 على " وان مان شو " وان الجميع مهما علت ماكزهم هم سكرتارية بدرجات متفاوته .
المهندس عدلى ابادير كان رجلا وطنيا لم ينسي وطنة بل عاش فى سويسرا وقلبة فى مصر ، عاش الام المسيحيين والمسلمين على حد سواء بل الالام الاقليات فى المنطقة كلها فقرر استضافتهم فى مؤتمر عام 2005 بعد ان اقام المؤتمر العالمى للاقباط تحت عنوان " اقلية تحت الحصار " لرفع قضية الاقباط الى العالمية ، عاش للفقراء وعاش للجميع كان من كلماته يا ابنى المال هناك من يضعة على راسة فيكون عبدا وهناك من يضعة تحت قديمة فيكون سيدا فكان المهندس عدلى سيدا دائما .
كان يومي مع المهندس عدلى من صباحا الى اخر اليوم حتى جميع التليفونات التى اجراها فى كل دول العالم ونشطاء العالم من خلالى ايضا .. كنا فى المستشفي ومن الطبيعى بعد العلاج والاجهاد يذهب للمنزل فاذ به كان دائما يقول لى نذهب على المكتب ليكمل الى السابعة مساء فى عمل دائم ، فقلت له لماذا تتعب نفسك اليس هناك غدا لنكمل الاتصالات فكان رده انا باسابق الزمن فسبق الزمن و وضع القضية القبطية عالميا فى اوربا وفى امريكا وكندا واستراليا .. بل اصبح ابا لكل النشطاء فى العالم مع الدكتور سليم نجيب و الكيميائي الفونس قلادة و مع نشطاء فى امريكا واستراليا منهم نادية غالى وكندا المهندس شريف منصور .
المهندس عدلى ابادير صفاته انه كان معلم حازما وحانيا و عنيدا ايضا ، حضر صديق له يحمل تهديدا مبطنا فاذ به يسجل ليفضح التهديد وشعارة ان عشنا فللرب ونعيش وان متنا فللرب نموت ,,,,
المهندس عدلى رجلا وطنيا ذكر ذات يوم انه لم يحاول اخذ اى توكيل فى الاسلحة او الادوية او السجائر لانها ضد القيم التى تربي عليها انه احد رموز جيل العظماء بطرس غالى و نجيب محفوظ ،،،
صفه نادرة فى المهندس عدلي انه كانت كل قراراته مدروسة فكان له تلاميذ يفخر بهم مثل الدكتور عوض شفيق استاذ القانون بجامعة جنيف الذي كان مستشارا قانونيا وناشطا قبطيا وفيا امينا دائما والاستاذ نبيل شرف الدين و والدكتور وحيد حسب الله والعديدين .. وكان دائما قبل كل قرار كلماته المعروفة نورت المحكمة ثم يتخذ القرار المناسب ..
ساعة الوداع منذ 11 عاما 31 ديسمبر 2009 كنت مع المهندس عدلى فى المستشفي واذا فى الغرفة هو على سرير المرض وانا فقط و فجاءه وجدت ابتسامة مرسومة على وجه المهندس عدلى لم اراها فى حياتى وينظر خلفي فاذ بى اندهشت من الذى دخل الغرفة و سبب حضورة هذه السعادة الغامرة على وجه فنظرت خلفي فاذ بي لم اري اى شخص فادركت انه راه رؤيا وبعدها خرج السر الالهي تاركا ارثا وطنيا وانسانيا وادبيا و مدرسة ننهل منها كل يوم .
واخيرا كنا فى المستشفي فاذ بي اذكر للمهندس عدلى بانني ساكتب مفتخرا باننى تلميذا للمهندس عدلى بادير فذا به بصيغة الامر لا اكتب كنت ابنا لابادير ... فعلا كان ابا ومعلما ومدرسة وطنية ومنهل لحقوق الانسان .
فى ذكرى المهندس عدلى الحادية عشر اتذكره معلما وابا حنونا وقديسا عاش لاجل البسطاء و محاربا وفارسا نبيلا لم يتخلى عن الميدان الا بصعود روحة واكيد فرحا بكل من تتلمذ على يدية يعمل ويعيش على قضية وطنية وحقوق انسان ولى الفخر بان ابنى الاكبر عدلى ماركوس الذى اطلق علية هذا الاسم هو الاستاذ والمعلم المهندس عدلى ابادير نياحا لروحة و سلاما لكل من سار على الدرب و المنهج لاجل المساواة والعدل ورفعة بلادنا مصر التى " ان شغلت بالخلد عنه نازعتنى له فى الخلد نفسي "