بقلم // نصر القوصى
سنوات طويلة نحاول فيها المره تلو الأخرى أجراء مقابلة أو حوار تليفونى مع نيافة الأنبا أمونيوس أسقف الأقصر وأسنا وأرمنت الموقوف عن عمل الأسقفية منذ عام 2000 طلبنا من المقربين له التواصل فأكدوا لنا بأنه لا يحب الظهور فى الصحافة والأعلام وهذه طبيعته فقالوا لنا بأنه لم يقم بأجراء أية حوارات أو تصاريح صحفية فى تاريخه منذ أن كان راهبا فى دير الأنبا بيشوى الى أن أصبح قمصا داخل نفس الدير الى ان تمت رسامته أسقفا للأقصر وأسنا وأرمنت منذ أكثر من 25 عام وحتى بعد أصدار قرارا بوقفه عن عمل الاسقفية منذ اكثر من 12 عاما لم نصدق هذا الكلام ولكن حينما بحثنا فى أوراق وملفات الانبا أمونيوس لم نجد له حديث صحفي واحد سواء فى صحيفة مصرية أو موقع او منتدى مسيحى لانه منغلق على نفسه حتى علاقاته بأخوانه الأساقفة اعضاء المجمع المقدس كانت ضعيفة لأنه لم يكن يخرج من إيبارشيته حتى أن أجتماعات المجمع المقدس لم يكن يحضرها بصفة مستمرة
كل ذلك ادى الى فشل فكرة أجراء حوار مع نيافة الأنبا أمونيوس حتى ألتقيت بأحد المقربين جدا له يلقبه ابناء الأقصر بانه وكيل الانبا امونيوس وطلبت منه بحكم قربه الشديد من الأنبا امونيوس أن يحكى لنا عن حياة الانبا امونيوس فى الدير وأن ينقل لنا وجهة نظره فى بعض الأمور من خلال أجراء حوار معه ولكنه رفض فى البدأية وأمام ألحاحى وافق شريطة إلا يتم ذكر اسمه واليكم تفاصيل الحوار
اولا - هل هناك أحتمالية لعودة الانبا امونيوس الى إيبارشيته قريبا
كثير من الناس تسأل عن عودة الانبا امونيوس ونسمع اشاعات مختلفة من القيل والقال والبعض يتخيل ويقول والاخر يتمنى ويحكى و لكننى اقول للجميع لاتسمعوا لهذا او لذاك فلا يوجد جديد فالوضع قائم كما هو ولم يتطرق احد لمناقشة الموضوع من الاساس فأرجو ان لاننساق وراء شائعات لا اساس لها من الصحة مؤكدا بأن هذا الأمر لا يشغل الانبا امونيوس مطلقا
ثانيا - ما هى علاقة الأنبا امونيوس اليوم بأخواته أساقفة المجمع المقدس ؟
كثيرا من الآباء الاساقفة اثناء وداع قداسة البابا عانقوا نيافة الأنبا امونيوس بمحبة بالغه وآخرين لم يتعرفوا عليه لأنه ذهب بزى الراهب البسيط ولتغير هيئتة ولكن بمجرد معرفته تعانقوا معه بكل محبه كل ذلك متوقع فهم اخوته ويعرفون قدر هذا الرجل ويعرفون مقدار محبته للمتنيح قداسة البابا شنوده
و للحقيقة تعجب الانبا امونيوس وقتها من احد العلمانيين الذى يتباهى أمام الجميع بابوة الأنبا امونيوس فى الوقت الذى باع فيه هذا العلمانى ابوة الأنبا امونيوس من إجل حفنة من المال
-- ثم اكمل وكيل الأنبا امونيوس كلامه مؤكدا بأنه فى ذات المرات سأل الانبا أمونيوس لماذا نيافتك قليل الخروج بل تكاد تكون نادر الخروج من الايبارشة ؟
فأجابه الانبا امونيوس قائلا اولادى اولى بكل الوقت وربنا سوف يحاسبنى على كل دقيقة ضيعتها بعيد عنهم وكل ايبارشية فيها اللى يكفيها والخدمة عايزه الخادم اليقظ اللى يجاهد مع اولاده علشان يوصل بيهم لبر الأمان واذا قبلت كل الدعاوى يبقى مش حاقعد فى الايبارشية ونقضيها مجاملات يوم عندك وبالتالى يوم عندى ونسيب الخدمة ونقضيها زيارات اما واجبى ان ازور اخوتى المرضى او المحتاجين فهذا امر لابد منه . وكان نيافتة يحزن كثيرا عندما يسمع ان هناك احد الاباء الاساقفة يحضر الى مدينة الاقصر ويقيم فى احد الفنادق وكان دائما يقول ان المطرانية هى بيت الاسقف او الكاهن الضيف ولا يصح ان يحضر احدهم ويقيم فى منازل الغرباء بل يجب ان يقيم فى بيته ( المطرانيه ) مع اخيه الاسقف مهما كان غرض الزيارة فالكهنوت له احترامة وكرامته ولايجب ان يزور اى اسقف او كاهن الايبارشيه دون ان يحضر لاسقفها فهذا ما قرره المجمع المقدس
وفى جلسة هادئة أخرى من الجلسات العديدة التى جمعت بين وكيل الانبا أمونيوس وبين الأنبا أمونيوس دار هذا الحوار هذا نصه
- هل يشغل نيافتك ياسيدنا العودة للاقصر؟
فرد على قائلا انا شغلى الشاغل من اول يوم جيت فيه الجبل هو خلاص امونيوس وانا عايش كل يوم بيومه و اشكر ربنا انى عشت فى الايبارشة 25 سنه راهب وجيت الجبل وانا راهب فى الايبارشية كنت شايل هم ولادى لانى مسئول عنهم وربنا حيسألنى عنهم واحد واحد اما فى الجبل انا شايل هم نفسى والشاطر اللى يخلص نفسه فى الزمن ده اما موضوع انى ارجع او لا ده انا سايبه لربنا وانا باخد رأى ربنا فى كل كبيره وصغيره من على المذبح هو اللى حيرشدنى و لم انسى أولادى فربنا عالم انا باذكرهم كل يوم فى الصلاه واى واحد فيهم بيطلب الصلاه موضوعه بيكون على المذبح وانا مش معاى حاجة فى الجبل غير الصلاه والصوم بالعكس ده وجودى فى الجبل خلانى اذكرهم باستمرار
- وحينما سالته لو رجعت الاقصر ياسيدنا حتتعامل ازاى بعد 12 سنه والوضع غير الوضع ؟
المسيح عمره ماتغير وانا عشت بينهم بالمسيح وحاعيش بالمسيح ولو ربنا اراد لى انى ارجع لازم نلم الشمل من تانى ولازم الخراف اللى تشتت تدخل الحظيره ويكون الجميع رعيه لراع واحد ونصلى ونجاهد علشان ربنا يقبلنا مهما اختلفنا لكن اللى يجمعنا كلنا المسيح كلنا لازم يبقى هدفنا المسيح انا دورى انى اعرفهم الطريق واجذبهم للكنيسة ومعرفة ربنا ده هدفى وده شغلى الشاغل وده اللى حقدم عنه حساب قدام رب المجد ياما مشاكل دقت على الراس من ناس غريبه لكن بنعمة المسيح كانت تتحل
وأن اللى هدفه الابدية يتعب علشان يوصل فمابالك لما يكون فى رقبتك الاف مؤلفة مطلوب منك انك توصلهم معاك فيه هدف اسمى واعظم من اننا نبص لبعض الوقت قصير
خلاص اللى يقدر يعمل لابديته ويتكاسل حيضيع حنستفاد من الوقت لان الايام شريره حنمسك انا وهما فى ربنا ونقول له كفاية اللى ضاع بعيد عنك وربنا يكمل ايامنا زى ماكمل للى قبلنا
-- فقلت له يا سيدنا بس فيه ناس قلقانة من رجوعك ؟
فقال لى شوف المحبه تدوب كل حاجه وتنسيك كل فكر ردىء ودول كلهم اولادى العدو قبل الصديق اقول ايه لربنا لو واحد منهم ضاع بسببى.يارب اوعى تخلينى عثره لاحد
فقال لى سيبنى فى حالى ياولدى خلينى اقلق على نفسى انا فى مكانى مبسوط وزى الفل مفيش اجمل من انك تصبح بربنا وتمسى بربنا ويومك كله لربنا هو فيه حد طايل
- فقلت له تفتكر مين ياسيدنا اكتر واحد ممكن يخلف قداسة البابا شنودة؟
فرد على قائلا أنتم شاغلين نفسكم بالموضوع ده ليه ربنا مختار الراجل اللى حسب قلبه وانا متأكد ان ربنا لن يترك كنيسته لاى حد دى كنيسته اللى فداها بدمه مش ممكن يسيبها انتو بس خليكم فى نفسكم وشوفوا ابديتكم وحياتكم وصلوا ان ربنا يسترها علينا فى الايام اللى جايه ويعين البطريرك الجديد على حمله التقيل
- فسألته ايه اللى تطلبه نيافتك من البطريرك الجديد؟
فقال لى انه يرجع الكنيسة زى ايام البابا كيرلس يرجع فيها الروح ويسحبها من سياسة العالم اللى انغمست واتشغلت بيها ولوثتها ويسيب الامورالسياسية لأولاد الكنيسه العلمانيين والاراخنة والكنيسة تدعمهم فقط بالصوم والصلاه والمشوره الحسنه اما رجال الكهنوت فيبتعدوا تماما عن السياسه ويتفرغوا لحياة اولادهم الروحية وخلاص النفوس
- ثم سالته عن رايه فى المتنيح قداسة البابا شنوده ؟
فقال لى انا متأكد انه كان بيحبنى جدا ويوم ما اخذ قرار عودتى للدير كان حزين جدا حتى انه لم يصلى قداس تانى يوم الصبح ومحبتى ليه مفيش حد يقدر ينزعها علشان كده انا كنت مطيع لأن خوفى على الكنيسة كان قدام عينى وربنا ادانى نعمة ودبر امورى فى كل خطوه كنت حاسس انه ربنا هو اللى بيشتغل مش انا رغم انه فيه ناس كان نفسها انى اثور واعترض علشان يحرجوه ويصورونى بالصوره اللى هم اعطوها ليه علشان كده كلهم بما فيهم هو" ويقصد هنا قداسة البابا شنودة" لم يصدقوا وفوجئوا انى ضربت مطانية ليه وليهم وتركت المكان بهدوء لأنى واثق انه ربنا بيرتب كل شىء
- فسالته عن سبب عودته للدير ؟
فرد على بكلمات غريبة جدا قال لى أن السبب هو شعب الاقصر طوال وجودى بالأقصر وانا اقول لابنائى بالأقصر بلاش تحبوا الانبا امونيوس اكتر من ربنا وحذرتهم وقلت قبل عودتى للدير مرة واتنين وتلاتة لو ربنا شعر انكم بتحبونى اكتر منه مش حتلاقونى وسطيكم لان ربنا غيورعلى محبته وده اللى حصل
هما تعلقوا بى اكتر من ربنا علشان كده ربنا اخدنى منهم و انا كنت رايح احضر المجمع المقدس عادى ففوجئت انهم أبلغونى أنى مروحش الاقصر تانى وسمعت الكلام وجيت مكانى ادى كل الحكاية
ثم بدأ وكيل الانبا امونيوس يحكى لى عن العديد من المواقف التى تخص الأنبا امونيوس ومنها الآتى
فى يوم من الايام وقف نيافة الانبا امونيوس قبل عودتة للدير وسط شعبه قائلا لهم يا أولادى ان كنت اقسو عليكم اليوم فلاجل ابديتكم احوط عليكم لأحميكم من عدوكم وخاصة فى هذه المدينة السياحية وان كان ذلك يضايقكم فاحتملونى وان لم تحتملونى فلاتستعجلوا فستأتيكم الايام الذى تضحكون فيه وتهيصون ولكن تذكروا كلماتى هذه لكم لاتفرحوا بمن يبسطكم ويفرحكم ويضيع ابديتكم كان يقف وسط اولاده كأب حنون يؤدب ويعظ ولاجل محبته لأولاده احتمل ظلمهم له ورغم خيانتهم لمحبته رفض حتى ان يوجه لهم اللوم تاركا رب المجد يدافع عنه .
سيق الى محاكمة دون ان يدرى عنها شىء وقف فى وسط أخوانه الأساقفة كمتهم فانتظروا منه ان يغضب فهو الذى لا يصمت على الظلم ولكن لم يفتح فاه وبمحبة قال لأخوانه الاساقفة
( راجعوا انفسكم فيما فعلتم . راهبا عشت فى خدمتى واعود راهبا الى مغارتى مطانية يا ابائى واخوتى ) مما جعل الاساقفة يذهلون من وداعته وتساءلوا هل هذا هو اسد الصعيد انه هادىء ووديع .ترك لهم ضوضاء العالم وفرح بالمكافأة ربع قرن من الزمان مكبل بالهموم وها هو اليوم يهيم منفردا بمن عاش لأجلة تاركا لهم العالم ومغرياته
انه كان قائد أرثوذكسي أصيل خادم له أساسه الروحي الراسخ وروابطه الكنسية الثابتة
على الجانب الاخر أرسل أقباط الأقصر وأسنا وأرمنت مذكرة إلى الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريركى لمطالبته برفع الإيقاف عن الأنبا أمونيوس أسقف الأقصر الذى تم وقفه وعودته لدير الأنبا بيشوى منذ 12 عاما بقرار من المجمع المقدس
وذكر الأقباط فى المذكرة التى تسلمها القائم مقام "أن أقباط الأقصر يعانون من غياب راعى لهم فى ظل إيقاف أسقفهم الأنبا أمونيوس منذ عام 2000 وأن هذا العقاب كان أيضا عقابا لأقباط الأقصر لعدم وجود راع لإدارتها رغم وجود لجنة بابوية للإشراف على الإبراشية إلا أن هذه اللجنة لا تكفى للاهتمام بهم فى ظل غياب الراعى مطالبين برفع الإيقاف عنه ويكفى ما قضاه فى وحدته بدير الأنبا بيشوى ويثقون أن تصرفاته التى اتهم بها ناتجة عن حرصه على تنفيذ تعاليم الإنجيل وأن شباب الأقصر يحتاج لراعى لأن هناك العديد من المشكلات التى يمر بها الشباب مطالبين بعودة الأنبا أمونيوس وهذا بناء على رغبة شعبه أملين الاستماع لهم