الأقباط متحدون - الاستقواء بـ«مرسى»
أخر تحديث ٠٨:١٩ | الخميس ٥ يوليو ٢٠١٢ | ٢٨ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨١٢ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الاستقواء بـ«مرسى»

 أكثر من مائة منظمة وحزب وشخصيات طالبت الرئيس الجديد باتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة خطاب التحريض ضد النساء.. صدر بيان إدانة موقعاً من المائة لكل ما صار يعج به الشارع المصرى من عنف جسدى ولفظى واعتداءات طالت النساء منذ إعلان فوز الدكتور محمد مرسى.

 
«أهو جه اللى حيلمكم» «إحنا دلوقت خلاص بقينا أسياد البلد وحنربيكم» «خلاص حتقعدوا فى بيوتكم ابقوا سوقوا عربيات بعد كده» «مرسى جه وحيربيكم» هذه العبارات تتكرر فى الشارع المصرى الآن بشكل متصاعد ضد الفتيات والنساء العاديات بلا حجاب والمحجبات بملابس عادية.. أحيانا من ملتحين وفى أحيان أخرى من نساء منتقبات.. الحكايات تتداول الآن فى كل مكان فى مداخلات الفضائيات وفى البيوت المصرية التى غزاها القلق ليس فقط على بناتها ولكن على شبابها أيضاً بعد فاجعة مقتل طالب الهندسة بالسويس على يد ملتحين.. الحكايات لم تعد واقعة هنا ولا رواية هناك، بل صارت موجة من العنف الذى أعلن عن وجهه منذ لحظة إعلان فوز الدكتور مرسى بكرسى الرئاسة.. يتصرفون بمنطق امتلاك الحق بوجود «مرسى» ويشيعون الرعب إلى حد القتل.. و الأسوأ هو بيان جماعة «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» الذى اعترفت فيه بقتل «أحمد» طالب الهندسة معلنة عن أنها لم تقصد قتله بل تأديبه، وهذا البيان لم تصدره الجماعة من باب الإحساس بمسؤوليتها عن قتل الروح التى نهى الله الذى يتحدثون باسمه زورا - عن قتلها ولكن من باب مزيد من الترويع للمصريين.. إن هذا البيان هو وثيقة تهديد للمصريين تشهره هذه الجماعة فى وجههم مستندة إلى وجود رئيس إسلامى فى كرسى الحكم.. إنه الاستقواء بالسلطة لترويع الآمنين.
 
لم تكن واقعة السويس التى اغتالت شباب طالب الهندسة وحرقت قلب أهله هى الأولى، فقبلها تعرض للضرب مواطن على كورنيش السويس، لأنه كان يجلس برفقة زوجته.. قتلوا الشاب السويسى، لأنه كان يسير برفقة خطيبته بلا محرم وضربوا الزوج، لأنه كان يسير فى المكان نفسه على كورنيش السويس مع زوجته وخرجوا عليه يسألونه عمن تسير معه، وعندما رفض الرد عليهم ضربوه.
 
الأسوأ هو ما جاء فى بيان حزب التجمع تحت عنوان «دفاعاً عن حق الحياة»، الذى أصدره الحزب تعليقا على تهديد الفنانين والمبدعين والمواطنين عامة من جانب هذه الجماعات المتشددة..فقد ذكر البيان واقعة قيام جماعات سلفية باغتيال اثنين من الموسيقيين بقرية ميت العز بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، وقد خاطبت نقابة الموسيقيين رئيس الجمهورية مطالبة إياه بحماية الفنانين والمبدعين، ودعت لوقفة أمام دار القضاء العالى لرفض هذه الظاهرة الخطرة.
 
كان تعليق حزب الحرية والعدالة على ما يجرى من استهداف للنساء باسم الرئيس الإخوانى رفضهم له وإعلانهم أنهم ليسوا مسؤولين عنه، وهذا جيد، لكنه للأسف لا يكفى فمن يحكم مسؤول عما يجرى، ليس لأنه يجرى باسمه فقط ولكن لأنه بات مسؤولا عن الوطن والمواطنين وغسل الأيدى لا يجدى شيئاً لمن ينتهكون ليل نهار فى شوارع مصر.. أما ما جاء على لسان المتحدث باسم الرئاسة تعليقاً على مقتل الشاب بالسويس، فهو حقاً مقلق فقد صرح بأن هناك ملابسات حول الحادث سوف يكشف عنها فى بيان الداخلية وأياً كانت هذه الملابسات فهى لاتبرر تصور امتلاك الحق فى حساب الآخرين وترويعهم وتأديبهم، لأن هناك رئيساً إسلامياً فوق كرسى الحكم.. نحن نرفض الاستقواء بـ«مرسى» علينا، ولن نسمح أبداً بهذا وهو وحزبه مسؤولون عن هذا الاستقواء الذى بات يهدد حياتنا بالمعنى الحرفى للكلمة.. نحن فى انتظار الفعل الذى يوقف هذا الاستقواء باسمه وإلا فإن الصمت يعنى الموافقة.
نقلاً عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع